زر ابن حباشة بن أوس ، الإمام القدوة ، مقرئ الكوفة مع السلمي ، أبو مريم الأسد الكوفي ، ويكنى أيضا أبا مطرف ، أدرك أيام الجاهلية .
قال ابن سعد كان ثقة ، كثير الحديث .
وقال عاصم : كان زر من أعرب الناس ، كان ابن مسعود يسأله عن العربية .
وقال همام : حدثنا عاصم عن زر ، قال : وفدت إلى المدينة في خلافة عثمان ; وإنما حملني على ذلك الحرص على لقي أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلقيت صفوان بن عسال ، فقلت له : هل رأيت رسول الله؟ قال : نعم ، وغزوت معه ثنتي عشرة غزوة .
شيبان النحوي : عن عاصم ، عن زر ، قال : خرجت في وفد من أهل الكوفة ، وايم الله ، إن حرضني على الوفادة إلا لقي أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- [ ص: 168 ] فلما قدمت المدينة ، أتيت أبي بن كعب ، وعبد الرحمن بن عوف ، فكانا جليسي وصاحبي ، فقال أبي : يا زر ، ما تريد أن تدع من القرآن آية إلا سألتني عنها؟ .
شعبة : عن عاصم ، عن زر ، قال : كنت بالمدينة في يوم عيد ، فإذا عمر -رضي الله عنه- ضخم أصلع ، كأنه على دابة مشرف .
حماد بن زيد : عن عاصم ، عن زر ، قال : لزمت عبد الرحمن بن عوف وأبيا . ثم قال عاصم : أدركت أقواما كانوا يتخذون هذا الليل جملا ، يلبسون المعصفر ، ويشربون نبيذ الجر ، لا يرون به بأسا ، منهم زر وأبو وائل .
قال أبو بكر بن عياش عن عاصم : كان أبو وائل عثمانيا ، وكان زر بن حبيش علويا ، وما رأيت واحدا منهما قط تكلم في صاحبه حتى ماتا ، وكان زر أكبر من أبي وائل ، فكانا إذا جلسا جميعا ، لم يحدث أبو وائل مع زر - يعني : يتأدب معه لسنه .
قال إسماعيل بن أبي خالد : رأيت زر بن حبيش وإن لحييه ليضطربان من الكبر ، وقد أتى عليه عشرون ومائة سنة .
وعن عاصم قال : ما رأيت أحدا أقرأ من زر .
قال أبو عبيد : مات زر سنة إحدى وثمانين .
قال خليفة والفلاس : مات سنة اثنتين وثمانين .
[ ص: 169 ] وقال لنا الحافظ أبو الحجاج في " تهذيبه " زر بن حبيش بن حباشة بن أوس بن بلال -وقيل : هلال بدل بلال- ابن سعد بن حبال بن نصر بن غاضرة بن مالك بن ثعلبة بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي ، مخضرم أدرك الجاهلية .
شيبان : عن عاصم ، عن زر ، قلت لأبي : يا أبا المنذر ، اخفض لي جناحك; فإنما أتمتع منك تمتعا .
محمد بن طلحة : عن الأعمش قال : أدركت أشياخنا زرا وأبا وائل ، فمنهم من عثمان أحب إليه من علي ، ومنهم من علي أحب إليه من عثمان . وكانوا أشد شيء تحابا وتوادا .
قيس بن الربيع : عن عاصم ، قال : مر رجل على زر وهو يؤذن ، فقال : يا أبا مريم قد كنت أكرمك عن ذا . قال : إذا لا أكلمك كلمة حتى تلحق بالله .
[ ص: 170 ] ابن عيينة : عن إسماعيل ، قلت لزر : كم أتى عليك؟ قال : أنا ابن مائة وعشرين سنة . وقال هشيم : بلغ زر مائة واثنتين وعشرين سنة . وقال الهيثم : مات قبل الجماجم . وقال أبو نعيم : مات ابن سبع وعشرين ومائة .
وروى زكريا بن حكيم الحبطي عن الشعبي : أن زرا كتب إلى عبد الملك بن مروان كتابا يعظه .
المرجع
كتاب سير اعلام النبلا ء
محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي
مؤسسة الرساله
سنة النشر: 1422هـ / 2001م
رقم الطبعة: --- عدد الأجزاء: أربعة وعشرون جزءا