الفتاوى الشرعية ▪● قسم يختص بالفتاوى الشرعية ونقلها عن
كبار علماء المسلمين |
|
|
03-14-2016, 04:21 PM
|
|
|
|
الدعوة إلى الإسلام والفرق بين الشعور بالعزة وبين الغرور.
السؤال:
ما حكم شعور المرء المسلم بالغرور حيال غيره من الكفار؟ لقد كنت في مكتبة الكلية أحفظ مقطعاً من القرآن ، وفجأة لاحظت وجود أحد الطلاب من غير المسلمين بالقرب مني ، فكان أول شعور خطر لي أنني أعرف طريق الحق وجمال الدين وهو لا يعرف ، ثم شعرت بالخجل من نفسي كوني عجزت عن الاقتراب منه والتحدث معه ودعوته إلى الإسلام ، فهل آثم لذلك؟ أرجو مناقشة هذه المسألة حتى يستفيد الجميع.
تم النشر بتاريخ: 2016-03-01
الجواب :
الحمد لله
أولا :
المسلم يشعر بالعزة والاستعلاء ، لا بالغرور ؛ لأن الغرور خداع .
تقول العرب: غَرَّهُ ، فَهُوَ مَغرور : خدعه .
" لسان العرب " (5/ 11) .
والله تعالى يقول : (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) الانفطار/ 6 .
أي : مَا الَّذِي غَرَّكَ وَخَدَعَكَ حَتَّى كَفَرْتَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ؟
انتهى من " فتح القدير " (5/ 479) .
فالمغرور : مخدوع ، والمسلم ليس مخدوعا في دينه ، بل دينه أحسن الأديان وأكملها .
ولكن له العزة والرفعة ، كما قال تعالى : (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) المنافقون/ 8 .
وروى الحاكم (207) عن عمر رضي الله عنه قال: " إِنَّا كُنَّا أَذَلَّ قَوْمٍ فَأَعَزَّنَا اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ، فَمَهْمَا نَطْلُبُ الْعِزَّةَ بِغَيْرِ مَا أَعَزَّنَا اللَّهُ بِهِ أَذَلَّنَا اللَّهُ " وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وروى البيهقي (12155) عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( الْإِسْلَامُ يَعْلُو وَلَا يُعْلَى ) وحسنه الألباني في " صحيح الجامع " (2778) .
ثانيا :
اعتقادك بأنك على طريق الحق ، وشعورك بعظمة دينك وقدسيته وجماله ، وأن غيرك ممن ليس على هذا الدين في جهل وضلال : اعتقاد حق ، والواجب أن يحملك هذا الاعتقاد على التواضع لله ، والحمد والشكر له ، ونسبة الفضل والمنة إليه ، والتبري التام من حولك وقوتك ، إلى حول الله المنعم الكريم ، الذي من عليك بالهدى ، من غير استحقاق منك ، ولا فضل سابق لديك ؛ فأنعم عليك واختارك ، وهداك إلى الحق ، وقد ضل عنه أكثر الخلق .
ثالثا :
أما دعوة الناس إلى الإسلام وإلى الحق فهو صفة أساسية من صفات هذه الأمة ، كما قال تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) آل عمران/ 110 ، قال ابن كثير رحمه الله :
" قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، ومُجاهد، وعِكْرِمة، وعَطاء، وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ، وَعَطِيَّةُ العَوْفيّ: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) يَعْنِي: خَيْرَ النَّاسِ لِلنَّاسِ.وَالْمَعْنَى: أَنَّهُمْ خَيْرُ الْأُمَمِ وَأَنْفَعُ النَّاسِ لِلنَّاسِ " انتهى .
فإذا وجدت الفرصة لدعوة غير المسلم إلى الإسلام ، فإنك تبادر إلى ذلك ، وتسارع فيه ، ولا تتأخر عنه ، ولكن لا بد من التحصن بالعلم الشرعي ، والتفقه في الدين ، ودراسة الشبهات التي قد يلقيها عليك المدعو، حتى تستطيع أن تقيم عليه الحجة ، وتظهر عليه بالبينة ، وما ظهرت هذه الأمة على سائر الأمم إلا بذلك ، فهم أنفع الناس للناس ، وأعرف الناس بالحق، وأجدر الناس بالصدارة ، وأولى الناس بالعزة ، وهذا كله لا يحصل إلا بالقوة في الدين ، والعلم والفقه، وحب الخير للناس ، والرغبة في دعوتهم وهدايتهم ، وإخراجهم بإذن ربهم من الظلمات إلى النور .
فإذا كانت لديك الأهلية للدعوة ، فتأخرت وعجزت ، فأنت مقصر في أمر دينك، وأمر الدعوة إليه.
أما إذا كنت لا تستطيع ، فلا إثم عليك ، لكن ينبغي أن تتعلم العلم الشرعي ، وتتفقه في الدين ، وتدرس شبهات القوم ، وتتحلّى بالخلق الحسن ، وتستخدم الحكمة والموعظة الحسنة في الدعوة ، ثم تختار أنسب الأوقات والأماكن لذلك ؛ فمن يدري لعل الله أن يجري الخير على يديك ؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ ) رواه البخاري ( 3009 ) ، ومسلم ( 2406 ) .
وإذا كنت لا تستطيع ذلك أيضا ؛ فلا أقل من أن تعين من يستطيع ، ولو بدلالتهم على من يدعونهم ، والإعانة على عقد الاجتماعات لهم ، ونحو ذلك ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً ) رواه البخاري (3461) .
والله أعلم.
hg]u,m Ygn hgYsghl ,hgtvr fdk hgau,v fhgu.m ,fdk hgyv,v> hgau,v hgyv,v hgYsghl fhgywf fdk Ygn ,hgtvr
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-14-2016, 04:29 PM
|
#2
|
رد: الدعوة إلى الإسلام والفرق بين الشعور بالعزة وبين الغرور.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-14-2016, 04:50 PM
|
#3
|
رد: الدعوة إلى الإسلام والفرق بين الشعور بالعزة وبين الغرور.
أَشكُركم عَلى جمالِ مروركم,,!
وعظيمُ ألأمتنانِ
بِـ لَا انتهَاءٌ
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-14-2016, 04:51 PM
|
#4
|
رد: الدعوة إلى الإسلام والفرق بين الشعور بالعزة وبين الغرور.
شكرا جزيلا على حسن الإنتقاء وروعة الطرح
جزاك ربي خير الجزاء ونفع الله بك وسدد خطاك
وجعلك من أهل جنات النعيم
يعطيكِ العافية
كلّ الشكرُ والتقدير لكِ
ودي مع وردي
دمتي بخير
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-14-2016, 05:47 PM
|
#5
|
رد: الدعوة إلى الإسلام والفرق بين الشعور بالعزة وبين الغرور.
الله يجزاك خير
وربي يرحم والديك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-14-2016, 06:44 PM
|
#6
|
رد: الدعوة إلى الإسلام والفرق بين الشعور بالعزة وبين الغرور.
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-14-2016, 06:51 PM
|
#7
|
رد: الدعوة إلى الإسلام والفرق بين الشعور بالعزة وبين الغرور.
طرح راااائع يالغلا..
يعطيك العافيه
لاعدمنـآ هذا الجمال بالطرح..
بإنتظآرجديدك بكل شوق..
ودي وشذى الورد..
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-14-2016, 10:44 PM
|
#8
|
رد: الدعوة إلى الإسلام والفرق بين الشعور بالعزة وبين الغرور.
جزاك الله خير ونفع بك .‘
وجعله في موآزين حسنآتك ..
ورفع به درجآتك على هذآ الطرح القيم ..‘
لا حرمنآالله توآجدك .."
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-15-2016, 03:20 AM
|
#9
|
رد: الدعوة إلى الإسلام والفرق بين الشعور بالعزة وبين الغرور.
جزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ,, على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان
على طرحك المحمل بنفحات ايمانيه
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-15-2016, 05:56 AM
|
#10
|
رد: الدعوة إلى الإسلام والفرق بين الشعور بالعزة وبين الغرور.
جَزَاك الْلَّه خَيْر الْجَزَاء
وَشُكْرَا لَطـــرَحُك الْهَادَف وَإِخْتِيارِك الْقَيِّم
رِزْقِك الْمَوْلَى الْجِنـــــــــــــة وَنَعِيْمَهَا
وَجَعَلـ مَا كُتِب فِي مَوَازِيّن حَســــنَاتك
وَرَفَع الْلَّه قَدْرَك فِي الْدُنَيــا
وَالْآخــــرَّة وَأَجْزَل لَك الْعَطـــاء
الْلَّه يُعْطِيـــــك الْعــافِيَّة
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 03:03 PM
| | | | | | | | | | |