01-27-2016, 05:22 PM
|
|
|
|
جمال التدين
جمال التدين
تتبارى كل امرأة وفتاة حسناء وغير حسناء بما لديها من حلي، وما عليها من ثياب لتقول: إني الجميلة الحسناء، وتضع من المساحيق والألوان والعطور أذكاها وأغلاها، كي يُقال عنها: إنها عصرية متطورة ومتحضرة، وبعد ساعات تزول المساحيق وينزع الحلي ويبقى الجوهر الأصل: القلب وما يحتويه من إيمان ودين.
وكلنا يعرف ويردد الحديث الشريف الذي هو منهج لكل شاب عند البحث عن فتاة الأحلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) [متفق عليه].
فقد بيَّن صلى الله عليه وسلم صفات المرأة التي ينبغي للرجل أن يبحث عنها، ويُقال: إن هذا الحديث فيه جمال حسي ومعنوي، فأما الحسي فهو كمال الخلقة؛ لأن المرأة كلما كانت جميلة المنظر، عذبة المنطق، قرت العين بالنظر إليها، وأصغت الأذن إلى نطقها، فينفتح لها القلب، وينشرح لها الصدر، وتسكن إليها النفس.
ثم ذيل الحديث بأفضل صفة وهي صفة الدين، وهي الجمال المعنوي، فكلما كانت المرأة ذات دين وخلق كانت أحب إلى النفس وأسلم عاقبة.
وليس أمر النبي صلى الله عليه وسلم نهيًا عن اعتبار الجمال ومراعاته، ولكنه نهي عن مراعاته مجردًا بمعزل عن الدين؛ حيث إن الجمال في أغلب الأحيان يرغب في الزواج دون النظر إلى الدين والخلق.
ومما قيل: المرأة الجميلة تملك القلوب، لكن المرأة الفاضلة المتدينة تسرق العقول والقلوب، فالأولى ملكت ما سُمي قلبًا؛ لكثرة تقلباته، والثانية اقتنت كنز الحكمة ومركز حقيقة الإنسان، بالإضافة إلى القلب أيضًا.
ورب جميلة بلا دين يصونها جرَّت على أسرتها الويلات والمصائب.
معنى التدين:
والتدين هو الطريق الذي اختاره لنا الله، وهو التزام في الحياة يجعل الإنسان يسير على أرضية صلبة، ويؤدي به في النهاية إلى دخول جنة رب العالمين في الآخرة.
واعلمي أختي الحبيبة أن الدين في حد ذاته جمال؛ لأنه يجمع بين التدين والخلق، وهذا يبعث بالجمال في المظهر، ورضا الله يبعث صفاءً على الوجه فتبدو الفتاة جميلة.
أختاه دينك منبع يروى به
قلب التقي وتشرق الأنوار
ودعاؤك الميمون في جنح الدجى
سهم تذوب أمامه الأخطار
في كفك النشء الذي بمثلهم
تصفو الحياة وتحفظ الآثار
هزي لهم جذع البطولة ربما
أدمى وجوه الظالمين صغار
غذِّي صغارك بالعقيدة إنها
زاد به يتزود الأبرار
لا تستجيبي للدعاوى إنها
كذب وفيها للظنون مثار
وأصدق تعبير عن جمال التدين أن تحيا الفتاة في كنف العبودية لله الواحد القهار، تلك العبودية التي تنشأ من كون الإنسان عبدًا.
والعبد هو الذليل لسيده، الذي يتوجه حيثما وجهه سيده، يأتمر بأمره، وينتهي عن مناهيه، ليس له من أمره شيء، فلا إرادة له مع إرادة مولاه، ولا اختيار له سوى ما اختاره الله له: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِينًا} [الأحزاب: ٣٦].
ولكن حياة العبودية لله كلها رفعة وعزة، وكلما كان العبد أفقر لله وأكثر له ذلاًّ كلما كان في شرف وعزة وسؤدد، وكلما عرف العبد فقره لله كلما كان في غنى، فها هو ابن القيم رحمه الله يقول:
(فالفقر فقران: فقر اضطراري: وهو فقر عام لا خروج لبر ولا فاجر عنه، وهذا لا يقتضي مدحًا ولا ذمًّا ولا ثوابًا ولا عقابًا، بل هو بمنزلة كون المخلوق مخلوقًا ومصنوعًا.
والفقر الثاني: فقر اختياري: وهو نتيجة علمين شريفين: أحدهما معرفة العبد بربه، والثاني معرفته بنفسه.
فمتى حصلت له هاتان المعرفتان أنتجتا له فقرًا هو عين غناه، وعنوان فلاحه وسعادته.
وتفاوت الناس في هذا الفقر بحسب تفاوتهم في هاتين المعرفتين، فمن عرف ربه بالغنى المطلق عرف نفسه بالفقر المطلق، ومن عرف ربه بالقدرة التامة عرف نفسه بالعجز التام، ومن عرف ربه بالعز التام عرف نفسه بالمسكنة التامة، ومن عرف ربه بالعلم التام والحكمة عرف نفسه بالجهل.
فالله سبحانه أخرج العبد من بطن أمه لا يعلم شيئًا، ولا يقدر على شيء، ولا يملك شيئًا، ولا يقدر على عطاء، ولا منع، ولا ضر، ولا نفع، ولا شيء البتة) [طريق الهجرتين، ابن القيم، ص(11-12)].
وليست العبودية بأداء الفرائض والإتيان بالمستحبات فحسب، وإنما العبادة كما يعرفها شيخ الإسلام ابن تيمية بأنها: (اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأفعال، الظاهرة والباطنة) [مجموع فتاوى ابن تيمية، (2/361)].
فوفق ذلك تعيش الفتاة حياتها بأسرها في كنف العبودية، وترفع شعار: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: ١٦٢-163].
والفتاة المتدينة المحجبة جميلة بدينها وحجابها؛ لأن الحجاب يظهر جمال الفتاة، ونقصد بالجمال هنا جمال طاعة الله تعالى، ألا نقول عندما يقع العبد في معصيته: إنه عمل عملاً قبيحًا؟ أما إذا عمل الطاعة نقول: عمل عملاً جميلاً؟ فالحسنة توصف بالجمال والسيئة توصف بالقبح.
واعلمي أن كل خطوة في اتجاه الدين هي حب من الله لك، فإذا رزقك الله الدين فقد أحبك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من أحب) [صححه الألباني]، وتلمحي فجر الأجر وتذكري رضا الله والجنة.
اشكري الله على جمالك وترنمي مع قول الشاعر:إني اتخذت من الجمال وحسنه سببًا لشكر الخالق الرحمن
الله قد خلق الجمال كآية لجليل صنع الله في الأكوان
أزهار من حدائق الجمال:
القلب الأبيض جمال:
إني وهبت الشعر أسود فاحمًا
لكن شعوري أبيض العنوان
فالقلب إن يملأ بطيب مشاعر
لهو الجمال الحق ما أهناني
قيام الليل جمال:
والليل إذ يقضى بخير عبادة
هو نور روحي أو مضيء جناني
ملامح الإيمان جمال:
وجهي إلى الرحمن متجهًا له
كل الثناء وطائل الشكران
وجهي تزينه بروحي عزة
بالله لا بسواه عز مكاني
وملامح الإيمان تكسو بالحيا
وجهي وليست صبغة الألوان
الصدق جمال:
فمي الجميل به أسبح خالقي
لا أحرم لا غيبة بلساني
أنا لست أنطق بالمعيب لأنه
قبح يشوه فطرة الإنسان
أنا لست أنطق غير صدق
إنني وسواه دومًا ما نحن مختصمان
الحجاب جمال:
أخواتي المؤمنات، ربات الصون والعفاف، غيرة عليكِ أن تكوني غرضًا يُرمى به سهام النظرات الجائعة، أو أن تتحولي إلى سلعة رخيصة يروج عن طريقها لكل السلع، كما هو واقع المرأة الغربية، فلقد شرع الله تعالى لنا الحجاب الشرعي، الذي يصون حياءنا وعفتنا، ويجعلنا طاقة بناءة في أرض الإسلام، بدلاً من أن نكون مصدرًا لتأجيج نيران الشهوات كما أراد لنا أعداء الأمة.
فإن دين الله يصنع المؤمنة في مرتبة اللؤلؤة النفيسة، التي يجب أن تكون لها محارة قوية تقيها من غوائل العابثين، حتى إذا أكرمها الله تعالى بالزوج المؤمن الصالح؛ كانت له خير متاع الدنيا، إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله.
(من أجل كل هذه المقاصد وغيرها؛ فقد أوجب الله على كل مؤمنة أن تتسلح بحجابها الشرعي؛ ليكون لها ولمجتمعها حافظًا وعاصمًا ـ بعد فضل الله ـ من التفكك والسقوط في حمأة الرذيلة.
ومن أجل التأكيد على أهمية الحجاب وضرورته لصون أمتنا؛ جاءت جمهرة غفيرة من نصوص الوحيين، تبين وجوبه، وتجعل الوقوع في حمأة التبرج كبيرة عند رب العالمين، الذي يقول في محكم تنزيله: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 30]) [حياة النور، فريد مناع].وما أجمل ما يقوله الشاعر:
ثوبي أجهزه كثيفًا واسعًا
ليكون سترًا ليس كشف عوان
ثوب الفضيلة والطهارة سعره
غالٍ ونعم زيادة الأثمان
ثوب الحسان مطرز ومضيق
ساءت به تفصيلة الأبدان
ثوب الكرام تزين وتعفف
ليس الحرير بساتر الجسمان
ثوب الوقار وشاح كل جميلة
ثوب العفاف جميلة البستان
فتاتي أنت جميلة بدينك وحجابك وحيائك وعقلك..
أنت جميلة بذكرك لله وإيمانك أنت جميلة برضا الله عنك.
هذي ملامح من جمالي إنها
أصل الجمال وكسوة الإنسان
هذي عطوري يا خليلة طيبها
يبقى وتلك كسوتي وكياني
ركبت من سحر الجمال حقيقة
فخذي بلا عد بلا أثمان
تبقين عمرك في جمال ساحر
والذكر للإنسان عمر ثانِ
نسأل الله عز وجل أن يرزق فتيات المسلمات جمال العقل والدين، وأن يمن عليهن بما تقر به أعينهن، وأن يحفظهن من الشيطان وأعوانه ممن يريدون بهن الشر والسوء...
المصادر:
· حياة النور، فريد مناع.
· طريق الهجرتين، ابن القيم.
· مجموع فتاوى ابن تيمية
|
|
|
|
[lhg hgj]dk hgfd[, [lhg
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-27-2016, 05:48 PM
|
#2
|
رد: جمال التدين
جزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ,, على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان
على طرحك المحمل بنفحات ايمانيه
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-27-2016, 05:59 PM
|
#3
|
رد: جمال التدين
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-27-2016, 06:48 PM
|
#4
|
رد: جمال التدين
جزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ,, على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان
على طرحك المحمل بنفحات ايمانيه
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-27-2016, 09:11 PM
|
#5
|
رد: جمال التدين
جزاك الله خيرا
جعله في ميزان حسناتك يارب
على طرحك الرائع والمميز والراقي
انتظر جديدك بكل الشوق
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-27-2016, 09:36 PM
|
#6
|
رد: جمال التدين
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-27-2016, 10:05 PM
|
#7
|
رد: جمال التدين
جزاك الله خير ونفع بك .‘
وجعله في موآزين حسنآتك ..
ورفع به درجآتك على هذآ الطرح القيم ..‘
لا حرمنآالله توآجدك .."
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-27-2016, 10:49 PM
|
#8
|
رد: جمال التدين
تختار اولا لنسبها وفصلها ومالها واخلاقها واخر شي الجمال ولم يبدي الجمال ..لان ليس الجمال الوجه جمال الروح هو الذي يسلب العقول ..ومهما امتلكت الفتاة من جمال وفتنه فانه زائل لا يبقى ..لكن تبقى الاخلاق هي الاعمال الوحيده تعترف بالانسان الخلوق..
يعطيك العافيه على الطرح القيم وجعله في ميزان حسناتك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-27-2016, 11:36 PM
|
#9
|
رد: جمال التدين
جزاك الجنه يارب
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-27-2016, 11:51 PM
|
#10
|
رد: جمال التدين
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك وفي طرحك القيم
وجعل ماقدمت في موازين حسناتك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 01:07 PM
| | | | | | | | | |