كانت طفولته البائسة التي قضاها بعيداً عن والده مع أمه المطلقة، نصب عينيه وهو يرفض الانفصال عن زوجته
ويؤكد تمسكه بها وبحياة مستقرة لأبنائه.
وأمام التوجيه الأسري في دائرة القضاء بأبوظبي حضر الاثنان وقد أصرت هي على الطلاق منه،
كانت تشكو للموجه الأسري قسوته في معاملتها وأنه يسبها ويسب أهلها خاصة والدها،
وبدوره دافع عن نفسه منكراً ما قالته زوجته عن قسوته وإساءة معاملته لها،
وإن كان قد اعترف بالسب الذي قال إنه كان متبادلاً بينهما
غالباً كما اشتكى من هجرها فراشه وإعراضها عنه.
وقد أقرت بهجر فراش زوجها قائلة إنها لم تعد تطيقه وأصبحت تنفر بسبب إهاناته المتكررة
وحتى تبرأ نفسها من الإثم قامت بمحاولة ترغيبه في الزواج عليها ولكنه أكد أنه لن يتزوج مرة ثانية
إلا إذا وقع الطلاق،
على أن تكون حضانة الولدين له.
كانت الجلسة الأولى مشحونة نتيجة إصرار الزوجة على موقفها لذلك ارتأى الموجه الأسري تـأجيل النظر في القضية
في محاولة للتهدئة وتبريد حدة الخلاف بين الطرفين.
وفي الجلسة التالية، تحدث الموجه للزوجين عن واجبات كل منهما اتجاه الآخر، مع ترغيب الزوجة بالصبر والنظر إلى إيجابيات زوجها قبل سلبياته،
ولكنها بقيت مصرة على الطلاق، وتم التأجيل مرة أخرى مع مزيد من بيان أهمية الحياة الزوجية وعدم التفريط بها لأي سبب.
وفي الجلسة الثالثة لم يمانع الزوج من بقاء زوجته في بيت أهلها بعيداً عنه فترة من الزمن
لعلها ترتاح نفسياً وتعيد حساباتها، واشترط بقاء ولديه عنده في هذه الفترة مع استعداده لإرسالهما لزيارتها كلما رغبت في ذلك، كما طلب تحديد المدة
حتى لا يبقى الأمر معلقاً دون نهاية معروفة للطرفين، وبالفعل حدد الموجه المدة بشهرين.
وبعد انتهاء هذه الفترة عاد الطرفان إلى إدارة التوجيه الأسري والزوجة لاتزال على موقفها من طلب الطلاق،
ولكن هذه المرة وافق الزوج مؤكداً أنه لن يجبرها على العيش معه مادامت هي لاتريد ذلك،
وطالب بحضانة أولاده ولم تمانع الزوجة من التنازل عن حضانة أبنائها مادام سيوافق على رؤيتها لهما كلما ذهبت لزيارتهما، وعليه تم الطلاق بين الزوجين بالمخالعة وما عادت تحل له إلا بعقد زواج جديد.
واتفق الطرفان أن تذهب الزوجة لمسكن زوجها لتأخذ ملابسها وتودع ولديها قبل سفرهما مع والدهما بدون عودة،
وهنا حدثت المعجزة التي اجتهد الموجه الأسري على مدى جلسات طوال في تحقيقها بلا فائدة،
فقد عاد الزوجان في اليوم التالي للطلاق والفرحة والسرور يعلوان وجهيهما،
وأوضح الزوج أن امرأته قد رضيت أخيراً بما قسمه الله لها وطلبت أن تعود زوجة له وأمّا لأولاده.
وهو ما أكدته هي قائلة إن لحظة فراق أولادها كانت شديدة عليها وأعادت لها صوابها واتزانها،
فراجعت نفسها وقررت أن تنفق مابقي من عمرها في خدمة زوجها وولديها وأن لاتحرمهم منها.
وبالفعل تم إرسالهما إلى قسم عقود الزواج بالمحكمة وتم عقد قرانهما بعد أن تعلما أن الاحترام بين الزوجين هو أساس المودة والرحمة بينهما