اَلصَّمـــَـــَـدُ قال الله تعالى) قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُو أَحَدٌ )سورة الاخلاص كاملة الصمد جل شأنه و تقدست أسماؤه و صفاته هو المستغنى بذاته عن جميع خلقه المنزه عن كل ما لا يليق بذاته و صفاته القائم على شئون عباده مالك الملك مدبر الامر ، ذو الجلال و الاكرام و هو اسم يؤكد معنى الاحدية ، و يكشف عن حقيقتها كشفا يدفع عن الإفهام تصور التعدد والتشبيه من اى جهه لهذا جاء ذكره بعدها فى سورة الاخلاص و هى السورة التى حددت معالم التوحيد كلها على إيجازها فلو لم ينزل من القران سواها لكانت كافية فى الدلالة على تنزيه ذاته و صفاته من كل ما لا يليق بجلاله و جماله و كماله و قيل أيضاًالسيد الذى كمل فى سؤدده و الشريف الذى كمل فى شرفه و العظيم الذى قد كمل فى عظمته و الحليم الذى قد كمل فى حلمه و الغنى الذى قد كمل فى غناه و الجبار الذى قد كمل فى جبروته و العالم الذى قد كمل فى علمه و الحكم الذى قد كمل فى حكمه و هو الذى قد كمل فى انواع الشرف و السؤدده و هو الله عز وجل هذه صفته التى لا تنبغى إلا له ليس له كفواً احداً و ليس كمثله شئ فسبحان الله الواحد القهار و قيل أيضاًالصمد الذى لا جوف له و هو الذى لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا احدلأنه ليس من شئ يولد الا و سيموت و لا شئ يموت الا سيورث و ان الله لا يموت و لا يورث فلا شبيه و لا عدل ، و ليس كمثله شئ و هو الذى لا يخرج منه شئ ، و لا يأكل و لا يشرب و الباقى بعد فناء خلقه و المستغنى عن كل احد و المحتاج اليه كل احد و المقصود فى الرغائب و المستعان به فى المصائب و هو الكامل الذى لا عيب فيه و بذلك يتشعب من صفات الصمد صفات السؤدد كلها من الجود و الحلم و غير ذلك من العزه و العلو و القهر قال تعالى) وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ )النحل 53 أى هو الذى يُصمد إليه فى الحاجات و هو المستغنى بذاته عن كل أحد ، و المحتاج إليه سبحانه كل أحد و هو الذى لا يشفع عنده أحد إلا باذنه و هو الذى يجير و لا يجار عليه قال الحسن البصرى هو الذى لم يزل و لا يزال ، و لا يجوز عليه الزوال كان و لا مكان ، و لا اين و لا أوان ، و لا عرش و لا كرسى و لا جنى و لا انس ......و هو الان كما كان قال أبو بكر الوراق هو الذى آيس الخلائق من الاطلاع على كيفيته و ذلك من قوله تعالى ) لاَّتُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (الانعا03 من معانى هذا الاسم المقدس ان الصمد هو الواحد الاحد فى ربوبيته و الوهيته و صفاته و افعاله و الرب من شأنه ان يدبر امر خلقه بعلمه و حكمته و يرعى شئونهم بقدرته و عنايته و لا يحوجهم لأحد سواه فالرب هو الخالق و المربى و المدبر و المصلح و الحاكم و السيد المطاع و لذا وجب على الخلق ان يصمدوا اليه فى حوائجهم كلها فيسألونه و لا يسألون احدا سواه فهو يقول لهم أنا الصمد فلماذا تتوجهون بالسؤال الى غيرى و قد تكفلت لكم بجميع ارزاقكم و سائر حوائجكم و وعدتكم بالاجابه اذا امنتم بى و ايقنتم اننى اسعكم برحمتى و اعمكم بفضلى متى توجهتم إلى خاشعين لجلالى خاضعين لعظمتى و الإلَه هو المعبود بحق لأنه الرب الذى بيده امر الخلق فوجب أن يعبد إيفاء بحق الربوبية و جميع الخلق معترفون بها قال تعالى) وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ( و العباده معناها الصمود الى الله و التوجه اليه بالقصد المقترن بالفعل و القصد هو الاخلاص فى التوحيد و من عبد الله عز و جل و هو يعلم أنه الواحد الاحد الفرد الصمدفقد عبده حقا و أدى واجب الكلمه و هى كلمة التوحيدالتى قامت بهاالسماوات و الارض إن الله عز و جل يقضى حوائج عباده بواسطة عباده فقد رفع بعضهم على بعض درجات ليتعارفوا جميعا على عمارة الارض و استقرار الحياة عليها فى جو يسوده الحب و الوفاء و الامن و الرخاء فمن انعم الله عليه بعلم او بمال او بالقوه فعليه اولا ان يحمد الله حمدا كثيرا على مالديه من النعم ثم يؤيد هذا الحمد و يؤكده ببذل شئ من هذه النعم لمن كان فى حاجه لذلك و ذلك من غير مَنّ و لا أذى أن الفضل لله أولا و أخراً ثم يترجم عن هذا الخلق الفاضل بحمد اخر على نعمة التوفيق ثم يتوج هذا الحمد الثانى بحمد ثالث على ان وفقه بحمده على نعمة التوفيق ثم يتبعه بحمد لا ينتهى أمدُه و لا ينقطع مدده الى ان يلقى الله حامدا شاكرا فيظل هذا الحمد معه و هو فى الجنة إلى أبد الأبد تحقيقا لوعد الله تعالى قال تعالى) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالمين)يون0 نختتم شرح هذا الأسم الجليل المقدس بالكلمات التالية أنه هو الذى يستحق الحمد على الدوام من قبل عباده و هو الذى يعد الحمد من خصائص ذاته فالحمد ثابت له مستغن به عن حمد جميع خلقه فهو محمود الذات والصفات و الأفعال حمدا يعجز الخلق جميعا عن إدراك كنهه فضلا عن التعبير عنه بلسان المقال او بلسان الحال قال تعالى) وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (القصص70 و صدق الله العلى العظيم