تعرف هذه المدينة باسم “Nimrud ancient city”، كما أنها تسمى أيضاً ب “كالحو”، إلى جانب أنها تعتبر واحدة من أشهر المدن الأثرية في العراق، حيث كانت مدينةً رئيسيةً في الإمبراطورية الآشورية، ولها الآن بلدةً وقرية حديثة، حيث إنها أصبحت جزءاً من العمل العسكري عندما دمر داعش الأنقاض وذلك في عام 2015 للميلاد.
تقع مدينة نمرود شمال العراق، حيث تعود أقدم مستوطنة فيها إلى الألفية السادسة قبل الميلاد، كما اشتهرت المدينة في القرنين التاسع والثامن قبل الميلاد، حيث تعتبر مدينة نمرود عاصمة الإمبراطورية الآشورية، كما تم تأسيسها من قبل الملك شلمنصر الأول.
إلى جانب ذلك فقد استمرت الحفريات الأثرية فيها وذلك منذ بداية أربعينيات القرن التاسع عشر إلى الخمسينيات من القرن الماضي، حيث أسفرت عن اكتشافات شملت العاجيات نمرود، كما كانت مدينة نمرود مدينةً مزدهرة ومكتظة بالسكان، حيث يعتقد المؤرخون أنها كانت تقع على طريقٍ تجاري قديم بين العاصمة الأصلية لآشور ومدينة نينوى، حيث تم بناء نمرود على مدينةٍ أخرى سابقة تعرضت لبعض الإهمال.
هذا وقد قرر الملك إعادة بناء المدينة أكبر وأفضل من ذي قبل، حيث نقلت الإمبراطورية الآشورية عاصمتها عدة مرات حسب رغبة كل إمبراطور، نتيجة لذلك، كانت نمرود عاصمة الإمبراطورية الآشورية بين عامي 879 و 706 ما قبل الميلاد، وكان للعائلة المالكة قصراً فيها وكان موقع الزقورة العظيمة (وهو معبداً على شكل برج)، وعلى الرغم من دفن العديد من ملوك آشور في العاصمة التقليدية آشور، فقد دفن العديد من الملكات في نمرود، وبعدما دُمرت الإمبراطورية الآشورية عام 612 قبل الميلاد، فقد تُركت مدينة نمرود فارغة كما تم تجاهلها إلى حدٍ كبير.
في أربعينيات القرن التاسع عشر، ذهب فريق من علماء الآثار إلى الشرق الأوسط؛ وذلك بهدف العثور على أدلةٍ أثرية تدعم القصص الموجودة في الكتاب المقدس، وذلك عندما اكتشف عالم الآثار الإنجليزي، السيد “أوستن هنري لايارد”، مدينةً قديمة، والتي كان يعتقد أنها نينوى التوراتية، حيث أعطت اكتشافاته والمدينة المكتشفة للناس معلومات عن حضارة قديمة غالباً لا تنسى.
إضافةً إلى ذلك فقد سلط عمل عالم الآثار “ويليام لوفتوس” الضوء على المدينة والإمبراطورية الآشورية، حيث أخبر عن العديد من القطع الأثرية التي تم العثور عليها من قبل العلماء، والتي تحكي عن الحياة في الإمبراطورية الآشورية، حيث تمتلئ المدينة بالأعمال الفنية الجميلة، كما أنها كانت قد اشتهرت بالكنز الذي تم العثور عليه فيها، وخاصةً عاج نمرود، حيث تشتمل قطع العاج من نمرود على رؤوسٍ منحوتة ربما كانت أجزاءً من الأثاث، وصناديقٍ مفصلة بشكلٍ جميل، وأشكالاً منحوتة أخرى.
هذا وقد عثر لايارد وفريقه على العديد من هذه القطع الأثرية، في حين وجد ويليام لوفتوس، الذي حل محل لايارد عام 1854 للميلاد، الكثير منها، إذ كان يُطلق على قطع العاج من نمرود اليوم اسم لوفتوس العاجي، تكريماً له، وعلى الرغم من نقل العديد من هذه القطع الأثرية إلى إنجلترا، فقد توقفت أعمال التنقيب حتى منتصف القرن العشرين، وذلك عندما بدأ ماكس مالوان (زوج المؤلف الشهير أجاثا كريستي) العمل هناك مع فريق، حيث وجد هذا الفريق أمثلةً على عاج نمرود أكثر مما وجدته الفرق الأخرى، وساعدت اكتشافاتهم العلماء في الحصول على مزيدٍ من الأفكار حول كيفية استخدام العاج.
قال مسؤولون حكوميون عراقيون، أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بدأوا في هدم آثار مدينة نمرود الآشورية القديمة، حيث تقول وزارة السياحة إن تنظيم الدولة الإسلامية استخدم الآلات الثقيلة لتدمير الموقع، وهو أحد أكثر جواهر التراث الأثري العراقي شهرةً، كما قالت وزارة السياحة العراقية على صفحتها على فيسبوك إن تنظيم الدولة الإسلامية هاجم مدينة نمرود التاريخية وجرفها بالآليات الثقيلة، وقد أدانت الأمم المتحدة هذا الهجوم باعتباره جريمة حرب.
إلى جانب ذلك فقد تصور التقارير والصور من نمرود، التماثيل المحطمة والقصور المحطمة وبقايا الزقورة التي بنيت في القرن التاسع قبل الميلاد وكانت ذات يوم واحدة من أطول المباني المتبقية من العالم القديم، حيث قام مديرو مكاتب وكالة فرانس برس والمصورون في المنطقة، بتغريد صور تناقض كيف كانت مدينة نمرود قبل أن يجتاحها تنظيم الدولة الإسلامية، وكيف تبدو اليوم.