قصة اليتيم
يمكن أن نعيش اليتم والأهل علي قيد الحياة فاليتم هو أن تفتقر إلى من يحبك ويحنو عليك، وربما عبد الغفور هو خير مثال لهذا فهو ولد لأب قاسي سيئ المعشر مما اضطر الام إلى اخذ وليدها والهرب به من هذا المتجبر، والتي استقر بها المقام في إحدى المدن الساحلية حيث بدأت في العمل للإنفاق على ابنها والقدرة على العيش وألحقت طفلها بالمدرسة.
داوم عبد الغفور على دراسته إلا أنه بدأ يشعر باختلافه عن باقي زملائه فالجميع يتحدثون عن إبائهم إلا هو فهو لا يعرف ابيه ولا يراه، وظل على هذا الحال هو يدرس ويراقب حديث زملاءه وأمه تعمل كلما تسنت لها الفرصة لذلك، ومرت بضع سنين وأخيرا حصلت الام على الطلاق وتزوجت فانتقلوا من الغرفة إلى شقة ولكن صحى عبد الغفور في إحدى الأيام على صوت زوج امه يخبره أنه طلقها وطردها وأعطاه ثيابه وطرده، مما اصابه بالحسرة وهو يفكر ( هل تركتني بمفردي في هذه الحياة بلا أهل بلا مأوى ).
خرج عبد الغفور إلى الشارع باكيًا فتلقفه هذا الرجل الطيب عم ايوب وسمع حكايته فحثه على الاجتهاد في الدراسة وأن مكانه معه إلى ما شاء الله، وبالفعل بقي الفتى مع الرجل الطيب اعانه في عمله ودرس حتى انتهى العام الدراسي، ومع بداية العام الجديد كان يجب البحث عن فكرة لكسب مزيد من المال لاعنات الرجل الطيب والإنفاق على نفسه فقرر أن ابيع السندوشات في المدرسة، فلم يحب فراشي المدرسة والعاملين بمقصف المدرسة هذا فهو بذلك يشاركهم الرزق فنصبو له فخ وأحضروا الشرطة حتى يبعدوه عن هذا العمل، ولكن انقذه منهم الإحصائي الاجتماعي بالمدرسة الذي استمع لحكايته.
تفهم الرجل حالة عبد الغفور فساعده حتى أنه افهم المدير حكايته فما كان منه إلا أن امر بأن يعمل الفتى في مقصف المدرسة نظير اجر يومي يعينه على اعباء الحياة مما ساعده على أن ينهي الدراسة المتوسطة بشكل جيد وبأحوال جيدة بعد أن تحسنت حالته الاقتصادية كثيرًا بعمله في مقصف المدرسة، ولكن تدور الدوائر ولا يبقى حال على حاله إذ بانتهاء مرحلة الدراسة وجب البحث عن عمل جديد وهو ما ليس متاحًا بسهولة وبخاصة لمن هم مثل عبد الغفور.
قص عبد الغفور حكايته على صديقه ومدى إحساسه بالقهر مما يمر به وبخاصة عدم قدرته على ايجاد عمل، فهون عليه صديقه كثيرًا وطالبه بأن يضع ثقته بالله فكما انصفه قديمًا بعم أيوب فسيعينه مستقبلًا
منقول