قصص - روآيات - حكايات ▪● ┘¬»[ روايات قصيرة | روايات تراثية | قصص حزينه |قصص مضحكة : تنحصُر هِنآ |
|
|
01-18-2022, 05:41 AM
|
|
|
|
|
حادث لم يدون بقلم بسمة الخولى
تصاعد صوت قطرات المطر الصغيرة المتضاربة فوق الزجاج البارد مخترقه صمت الحجرة المظلمة إلا من خيط ضعيف من الضوء يرسله القمر ليسبح بهدوء فوق الجسد النائم دون حراك
علا صوت ضربات الماء الصافي فوق الزجاج أكثر قليلا فتحرك النائم ليصبح علي جانبه الأيمن في مواجهه النافذة الزجاجية المغلقة .
تفتحت عيناه الداكنتان ببطء في مواجهه الضوء المتسلل علي استحياء , حدق نحو المشهد الضبابي خارج النافذة من مكانه . لم يكن يري القمر لكن بقعه ضوء واضحة بالسماء فوق النافذة تماما أشارت إلي وجوده رغم الغيوم و الأمطار المتتابعة .
استدار بهدوء ليعتدل جالساً , حرك يده اليسري فوق كتفه الأيمن ضاغطاً عليه ليزيل الشعور بالتيبس منه ثم أنزل قدميه الحافيتان إلي الأرض الخشبية الباردة و تحرك نحو النافذة .
اتسعت دائرة الضوء الزرقاء الشفافة لتغمره بالكامل عندما وقف أمام الزجاج مباشره و عيناه تبحثان ببطء عن القرص البلوري بالسماء
لكم هو نقي , شفاف , بشكل ما كان يمتلك ذاك الشعور بأن القمر لا ينتمي إلي هذا العالم
رافعاً الإطار الخشبي تناثرت قطرات المطر إلي داخل الحجرة لتضرب الأرض المظلمة و جسده الدافئ .
هل مر كل هذا الوقت بالفعل ؟ .. منذ متي وأنا هنا ؟ , لَم يعد يذكر . بدا له أنه نزيل هذه الحجرة و هذه المدينة منذ الأبد , فجوه ضبابية صغيره فقط بعقله هي ما يذكره بماضيه , تلاشي كل شئ فلم تبقي سوي هذه الفجوة
تلاعبت الأشعة الفضية بعيناه لتصنع ذاك المزيج الكريستالي المتوهج بينما هو لا يزال في شروده .
لَم يكن يري المشهد أمامه تماماً , فقط عملت السماء السوداء و الشارع الفارغ الممتد نحو الأسفل كمرآه تعكس خواطره الخاصة .. البرج الحجري الضخم و الغابات المتشابكة من بعيد مٌطلة علي بحيرة صافيه ضخمه ., يبدو كل شئ كقطعه من حلم ينتمي لشخص أخر .
= لو كنت طبيعياً لكنت تركت الأمر بكاملة يدور مع عجله الزمن , لكنت تناسيت ما حدث و بدأت حياه هنا
= لكنك لست طبيعيا عزيزي أرمان
= إلي متي ؟
= إلي أن تعود .
= هل سأعود حقاً ؟
تراءت له النسمات الباردة فوق الممر البلوري وسط البحيرة و الضحكات بالحجرات
أغمض عينيه في مواجهه خواطره
= العودة أو الموت .. لا خيار ثالث هنا يا صاحبي .
أطلق تنهيده غابت بين الرياح و حرك يده مجدداً ليغلق إطار النافذة .
******
= اوتوس
أضاءت حجره المعيشة الصغيرة عندما انزلق كف يده مفتوحاً بضوء أبيض خافت
" مرحباً ... اممم .. أرمان , انه أنا .. لقد أحضرت لك الأوراق .. حسناً , اتصل بي "
" نسيت أن تعيد الكتب , غداً هو الموعد الأخير ... نرجو إعادتها مستر أرمان "
" ليس لديك رسائل أخري "
صدرت الصافره الصغيرة عن جهاز الرد الآلي فوق المنضدة قبل أن يصمت تماماً .
غلف الصمت الحجرة للحظات و إن بدأ عقله ينبض بقوه
ما الذي حدث , هل أمسكوه ؟
تحرك أرمان فوق المقعد الوثير بقلق وهو ينظر نحو جهاز الهاتف بخيبة أمل ثم نهض ليدور بالحجرة .. المكالمة لَم تأت بعد , هناك شئ ما خطأ .
توجه نحو النافذة دون وعي ليحدق بالشارع . غداً ربما!؟ . لكن كل يوم يقنع نفسه أنه سيتصل غدا
متي سيأتي هذا الغد ؟ . تلاعبت الخواطر أكثر بعقله لكنه استطاع بشكل ما إبعادها مؤقتاً عن تفكيره كان علي وشك أن يعود للداخل عندما تحركت عيناه تلقائياً نحو أحد أعمده الإنارة بالشارع حيث يقف شخص ما بمعطفه الأحمر الداكن مستندا إلي عامود الإنارة بالأسفل و عيناه نحو الأعلى , ضيق أرمان عيناه للحظات ناظراً نحو نفس المكان بثبات .
لا شك في هذا , الرجل بالأسفل يحدق نحو غرفته بثبات ودون أن يحرك إصبعاً واحداً
منذ متي وهو هنا ؟
= آنيكوس .
قالها هامساً وهو يغلق قبضته ليزول الضوء من الحجرة مجدداً وتعود غارقة في الظلام .
الرجل مازال واقفاً دون حراك يبادله النظر , ظل أرمان بموضعه مستعداً للأسوأ .
لكن دقائق اخري مرت في هدوء ثم استدار الرجل و مشي مبتعداً .
لحظات أخري و غاب الرجل بنهاية الشارع ليعود أرمان للداخل ليستلقي فوق الأريكة و ذراعه اليمني فوق جبهته .
هناك من يراقبني إذن . كان ينتظر هذا و إن لَم يك متأكد تماماً انه سيحدث
رغماً عنه ابتسم وهو يتخيل كيف سيكون الوضع لو قرر أحدهم مواجهته .
لكنه عاد للعبوس مجدداً , كيف وجدوني ؟ , عاد مظهر الرجل من بعيد يسطع أمام عينه , هل هي محظ صدفه أن قابلته بنظري لذا بقي ينظر نحوي , لكن لا .. لا شك أنه كان يراقب منذ البداية , ربما حتى قبل أن أتحرك لأقف أمام النافذة .
قطع حبل أفكاره طرقات فوق الباب الأمامي للشقة .
أنزل يده من فوق جبهته ناظراً بتوجس نحو الساعة علي الحائط أمامه , الواحدة بعد منتصف الليل
توقفت الطرقات لذا نهض جالساً فقط و لَم يغادر مكانه .
عادت الطرقات من جديد لكنها اقوي قليلا هذه المرة لذا تحرك بتؤدة عبر الحجرة شبه المظلمة ملتقطاً سكين صغير ملقي بإهمال من فوق المنضدة و اتجه نحو الباب .
صمت الطرق ثم عاد فسأل بصوت حاد :
= من ؟ .
= إنه أنا كريس .
|
|
ph]e gl d],k frgl fslm hgo,gn hgd,ld jwlj frgl ph[m do,k
_______________________
________________
والله لو صحب الإنسانُ جبريلا لن يسلم المرء من قالَ ومن قيلا َ
قد قيل فى الله أقوالٌ مصنفة تتلى لو رتل القرآنُ ترتيلا َ
قالوا إن له ولدًا وصاحبة زورًا عليه وبهتانًا وتضليلا َ
هذا قولهمُفي.. الله خالقهم
فكيف لو قيل فينا بعض ما قيلا ..
***
انا زينـــــــــــــه
|
5 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
01-18-2022, 05:41 AM
|
#2
|
رد: حادث لم يدون بقلم بسمة الخولى
أغمض أرمان عيناه بنفاذ صبر ثم أزاح الرتاج جانباً , فتح الباب و استدار عائداً نحو الداخل ليلقي بالسكين فوق المنضدة مجددا و يعود ليجلس فوق الأريكة الدافئة .
عبر كريس الباب المفتوح ثم أغلقه و أعاد الرتاج إلي مكانه قبل أن يخلع معطفه السميك
= لمسه جيده .
قالها وهو ينظر نحو القفل الفضي فوق الباب ثم تابع وهو يتقدم نحو الداخل :
= و عرفت أنه أنا بالفعل ؟ .
اختار مقعدا للجلوس ثم أشار نحو القفل وهو يكمل مازحاً :
= لن يفيدك كثيراً إذا ما فتحت لكل من يطلب الدخول دون التأكد من هويته .
دون أن يبتسم أجاب أرمان :
= لن يفيدني بحال . اشتريته لأنني اشتريته . هذا هو كل شئ .
ثم تابع بجديه :
= ما الذي أتي بك ؟
تراجع كريس ليسترخي أكثر في جلسته :
= نعم , مرحباً بِك كريس , أوه اهلاً أرمان ... كيف حالك , بخير شكراً لسؤالك .
أعاد أرمان تكرار السؤال مجدداً :
= ما الذي أتي بك ؟
بهدوء أكمل كريس و كأنه لَم يستمع :
= الجو فظيع بالخارج , حقاً .. لكن علي الفرد منا الخروج لتحريك قدميه , صحيح .
جاراه أرمان قائلاً وهو يحرك يده نحو السكين الملقي ليلتقطه عابثا به :
= في هذا الوقت ؟ .
ابتسم كريس بخبث ثم قال :
= حسناً , لم أكن بالخارج لتحريك قدماي .
ابتسم أرمان بدوره قائلاً :
= جيد , إءتني بالأسوأ .
تابع كريس وهو يحرك يده بحركة مسرحيه :
= كنت بالخارج كما قلت سابقاً , ثم فكرت بما أنني قد غرقت بالماء و الطين بالفعل , لم لا أفعل شئ مفيد إذن و أذهب لزيارة صديق قديم .
لم يعلق أرمان لذا تابع :
= ماراً بالجوار عندما رأيت شئ جميلا , قلت لنفسي سيحب أرمان الاحتفاظ بهذه , لذا ..
وضع يده بجيب قميصه الرمادي ليخرج القلادة الكهرمانية المزخرفة و يضعها فوق الطاولة أمام عينا أرمان .
علي الفور توقفت السكين الصغيرة عن الحركة بيد الأخير و تركزت عيناه باهتمام فوق المنضدة
بصوت شبه هامس قال :
= هذه ؟ .
ابتسم كريس وهو يومئ :
= هي بعينها .
نظر نحوه أرمان ثم وضع السكين فوق المنضدة ليلتقط القلادة و يقلبها بين يديه
نظر بذهول إلي الجوهرة الكهرمانية المحاطة بالإطار الذهبي اللامع ثم قلبها إلي الخلف
الخطوط السوداء المحفورة مشكله حرفي اللام و الهاء .
أعاد النظر نحو كريس :
= هذه ليست تقليد متقن .
= لا ليست تقليد .
قالها بنبره جديه و قد بدأ يشعر بالرضا لحيازته علي اهتمام أرمان
= أنت لم تجدها , لا يمكن أن تكون مجرد ... وجدتها .
= حسناً , لم أجدها .
تحولت تعبيرات أرمان إلي مزيج من القلق و الغضب وقال بصوت حاد و إن جاء منخفضاً :
= هل يمكنك أن تتفوه بشئ واحد صادق الليلة ؟
نظر كريس نحوه دون أن يتحدث و إن بدا مستاء فأكمل أرمان كلماته بذات النبرة الحادة :
= ما الذي فعلته , كريس ؟
= ولِم تظن أنني قد فعلت شئ ؟
قبض أرمان علي القلادة الصغيرة بين أصابعه بقوه و قال :
= لأنه لا يمكنك ببساطه الحصول علي هذه .. هذا هو السبب .
زفر ثم تابع :
= من أين حصلت عليها ؟
= المجلس .
قالها كريس بلهجة مبهمة وهو يبعد عينه عن صديقه لتجول خلف كتف أرمان بشئ من التوتر
= المجلس ؟
قالها أرمان دون أن تخف قبضته و إن علت نبرته قليلاً
= نعم المجلس .
قالها كريس ثم أعاد النظر نحو أرمان الذي ضاقت عيناه فتابع بسرعة :
= اسمع , كنت مضطراً .. لقد رأيته و ...
قاطعه أرمان صائحاً وهو يرجع بظهره ليصدمه بالأريكة واضعاً يده فوق جبهته بقوه :
= اللعنه كريس .
نهض ليتحرك بالحجرة علي غير هدي و القلادة ما تزال بيده , نظر كريس نحوه ثم قال :
= كان علي فعل هذا .
لم يجبه أرمان فتابع وهو يحرك يده وقد علت نبرته :
= كان سيقتلك .
= لا لَم يكن ليقتلني , لَم يكن حتى متأكد أنه أنا .
عاد للجلوس وهو يرطم يده بالمنضدة صافعاً القلادة فوقها :
= الآن المجلس بالكامل يعلم أنه أنا , و يعرف مكاني .. اللعنه كريس قلت لَك ألا تتصرف دون أن تعلمني .
تتابعت أنفاسه محاولاً امتصاص غضبه
بقيت نظرات كريس موجهه نحوه دون تعبير للحظات ثم التقط القلادة و نظر نحوها متمتماً :
= المجلس مفوض بقتلك كما تعلم .. جميع فئات المجلس .
وشدد علي نطق الكلمات الثلاث الأخيرة .
مرت دقيقه أو أكثر من الصمت ثم أتي صوت أرمان من خلف يده الشاحبة :
= إنها ذهبيه .
= عفواً ؟ .
قالها كريس وهو ينظر نحو أرمان دون فهم فأجابه الأخير :
= الإطار المحيط بالقلادة ذهبي اللون , صاحبها من الفئة الثالثة.
= و ؟.
= لا يستطيع أفراد الفئة الثالثة قتلي , ليس ليلاً علي الأقل
قالها أرمان وهو يتحرك عبر الغرفة نحو حجره النوم بالداخل , فصاح كريس خلفه :
= مازلت لا أفهم .
أتي من الداخل بعض الأصوات لأشياء ما تسقط أرضاً ثم هدأ الصوت و عاد أرمان للظهور وهو يمسك بستره سوداء واضعاً شئ ما بجيبه :
= سأشرح لك في الطريق , هيا .
نهض كريس واقفاً وتحرك بدهشة عبر الحجرة :
= إلي أين ؟.
ناوله أرمان معطفه و تحرك دون كلام ليعيد فتح الباب سامحاً لصديقه المندهش بالخروج ثم خرج خلفه وهو يحرك الباب ليغلقه بقوه .
= لن تغلق القفل ؟.
= لا داعي .
قالها أرمان بصوت حيادي فنظر نحوه كريس بتعجب ثم كرر التغاضي عن السؤال و استدار لينطلق نحو السلالم المعتمة إلي الأسفل , نظر أرمان نظره صغيره نحو الباب ثم همس وهو يشير نحوه بإصبع واحد في حركه غير ملحوظة :
= سينتارو أوكتا .
لمع الباب لحظياً ثم عاد لمظهره السابق فاستدار أرمان ليتبع كريس عبر السلالم التي غطتها الظلال إلا من سراب ضعيف من الأشعة يرسله مصباح السقف الواهن
نحو الظلام و المطر بالخارج .
|
|
|
|
|
4 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
01-18-2022, 11:57 AM
|
#3
|
رد: حادث لم يدون بقلم بسمة الخولى
اجد الابداع والتواصل الجميل
في اختيارك الراقي
لك مني باقات منى الورود
|
|
|
01-18-2022, 12:15 PM
|
#4
|
رد: حادث لم يدون بقلم بسمة الخولى
طرح قمه الروعه في والجمال
سلمت اناملك ويعطيك العافيه علي مجهودك
في أنتظار المزيد
من عطائك والمزيد ومواضيعك الرائعة والجميله
ودائما في إبداع مستمر
|
|
|
01-18-2022, 01:56 PM
|
#5
|
رد: حادث لم يدون بقلم بسمة الخولى
موضوع في غاية الروووعة قدمتها للمنتدى
راااقت لي روعة اختيارك
سلمت يمين الناقل على روووعة الاختيار
شكرا لك على ماقدمت
والله يعطيك العافيه على المجهود
كنت هنا ///غـــــــــــزلان
|
|
ربي اسعد كل من ادخل السعاادة لقلبي
|
01-18-2022, 08:03 PM
|
#6
|
01-19-2022, 09:10 PM
|
#7
|
رد: حادث لم يدون بقلم بسمة الخولى
شكراً لهذا العطاء
والترف في الانتقاء
ودي لك
|
|
|
| | | | | | | |