بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد ذكر ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير ما نصه:
"ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا [ 23 ] إلا أن يشاء الله : مناسبة موقعه هنا ما رواه ابن إسحاق والطبري في أول هذه السورة والواحدي في سورة مريم : أن المشركين لما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن أهل الكهف وذي القرنين وعدهم بالجواب عن سؤالهم من الغد ولم يقل ( إن شاء الله )، فلم يأته جبريل عليه السلام بالجواب إلا بعد خمسة عشر يوما ، وقيل : بعد ثلاثة أيام ، فكان تأخير الوحي إليه بالجواب عتاباً رمزياً من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم كما عاتب سليمان عليه السلام فيما رواه البخاري : أن سليمان قال : لأطوفن الليلة على مائدة امرأة تلد كل واحدة ولداً يقاتل في سبيل الله، فلم تحمل منهن إلا واحدة ولدت شق غلام ، ثم كان هذا عتاباً صريحاً فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن أهل الكهف وعد بالإجابة ونسي أن يقول ( إن شاء الله )، كما نسي سليمان فأعلم الله رسوله بقصة أهل الكهف ثم نهاه عن أن يعد بفعل شيء دون التقييد بمشيئة الله".
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.