كانا هناك شاب وفتاة في بداية العشرينات من عمرهما اجتمعا دوما وتفرقا على حلم واحد وهدف واحد، لقد كان كلا منهما مولعا بالتعلم واكتساب المهارة اللازمة للحصول على وظيفة مرموقة بالمجتمع؛ ولكن كل منهما كان مولعا أكثر بالآخر ولكن منعهما الصمت من البوح بمشاعر قلبيهما الفياضة؛ وراحا في دائرة الحياة التي لا تنتهي إلا بموت المرء، كان يحدث معهما شيء غريب فكل ما عزم أحدهما على مصارحة الآخر كان يحول بينه وبين تلك المصارحة الصمت؛ ودارت الأيام وانتهت المرحلة الجامعية وتخرجا بأعلى الدرجات والتقديرات؛ وبيوم من الأيام التحق كل منهما بنفس الشركة التي عملا بها وكأن القدر يأبى أن يفرقا بينهما حيث أنه على علم بليغ بمقدار حب كل منهما بقلب الآخر، وصدفة من جديد جمعتهما ولكن في هذه المرة اختلفت الآية إذ أن الشاب لم يبدي أي اهتمام للفتاة على خلاف سابق عهده، وعلى الرغم من ذلك تمكنت الفتاة من مصارحته بحبها له منذ أول يوم رأته فيه ولكنه لم يولي لها أي إنصات وقدمت تلك الفتاة المسكينة كل حيلة بيدها لتنال قلبه كما كان من قبل ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل المريع، هنا قررت الفتاة الرحيل الأبدي عنه والتمسك بما تبقى لديها من كرامة فقدمت نقلها إلى فرع آخر وقبل طلبها؛ وتقدم لخطبتها مديرها بالعمل لما رآه من أخلاقها الحميدة ومدى جمال الشخصية التي تتمتع بها ومدى جمال الخلقة التي حباها الله إياها؛ وبمجرد أن علم الشاب بأمر خطبتها وقع الندم في قلبه حيث أنه حينها فقط أدرك القيمة الحقيقية للفتاة التي عرضت عليه قلبها يوما.