كانت الحالة الاستشفائية متعبة ومزرية
للمرضى في الزمن الماضي
وكان لسان الحال يقول الجود من الموجود
وقد كانت تلك الطرق التقليدية تعالج حالات تعد في وقتنا
الحالي حالة طوارئ .
تعرض شايع لكسر في الفخذ اثر سقوطه فوضع الطبيب الشعبي
جبيرة من رقائق الخشب وعجينة الحلبة على مكان الكسر .
وفي الليل يتزايد الألم علية فتندب أمه والده من غرفة مجاورة
يرد بعبارة ( لا ما عليه هذا العظم يجبر )
يمر اليوم الثاني يخف الألم في النهار ويزيد في الليل
( المجبر حمود ) يسكن في الصحراء
ولا يأتي إلا بعد أسبوع فيما يعرف بإسم ( المهباط ) ليفك
الجبيرة. وكان في ذلك الوقت بدرجة استشاري
في وقتنا الحالي .
يعود المجبر يفك الجبيرة يصيح في الجميع ليه تركتوه يحرك
رجله تراها ما جبرت زين ( ملتويه ) لابد من
كسرها وجبرها مرة أخرى
يقول / ضيف الله بن حميد
ياونتي ونة كسير الجبارة
اليا وقف ما احتال وليا قعد ون
هكذا كان علاجهم - تراثيات ...!
ومع رحيل المجبر في وقت المساء يصيح الصايح الحقونا
سعد قرصته حية يهرع الجميع لبيت سعد يتشاور
الجميع في علاجه بالطب الشعبي أو نقله للمركز الصحي
حيث الدختور مصباح في منزل شعبي وغرفة فيها تفوح
رائحة المطهر والبنسلين .
احدهم يقول ياجماعة الولد بيموت مابعد وصل التختور
خلونا نفتح مكان القرصة بسكين ونمص السم هم ننقلة .
رأي زين عبارة يرددها حضور الحالة تتعالى الأصوات
امسك الولد لحظات وتتم العملية بدون بنج
ويسيل الدم مع السم .
قال الشاعر
أنا البارحة ونيت ونة قريص الداب
قريص سعره السم والروح يجذبها
خلال ليلة القريص يمنع من النوم بحجة ان السم يسير
مع الجسم بسرعة في حالة النوم
ومن هذا الاعتقاد تقام سهرة سامري عنده ومخاطبته
باستمرار واشعاره بالحيوية حتى لايتسلل النعاس
الى عينه السيارة
وفي النهار يستعد الجميع لنقله لاقرب نقطة صحية.
يباشر التختور مصباح الحالة ويعطيه أبره ضد السم
وهو بين الحياة والموت
وطيت انا الداب وانيابه مشاويك
والله وقاني من اسباب المنيه
يارجل لو هو مصيبك وين اوديك
ودواك يم الحساء عسر عليه
وفي الصحراء يصاب صنهات بالتهاب الزائدة لايعرفون
من حوله ماهو مرضه والبعض يرتجل اسم للمرض
ويشير عليهم بالمعالج الشعبي المناسب
يذهب بعض الرجال لطلب (هزاع) متخصص في ( النفذة )
وهي حكر مكان الألم ونفذه بأبرة حديد حتى يخرج ما بها
من دم وصديد وبعدها يعطيهم الارشادات الطبية
ومنها لايقرب المرأة لاياكل لحم الأناثي من المواشي
لا يتروش ياخذ من العشبة ويشرب ماها لمدة سبعة ايام
ويطلب مراجعتهم به بعد عشر ليال
وبعد يومين يحدث تسمم في موقع النفذة
ويموت صنهات في غياب القدرات الصحية والتي تعد حاليا
من ابسط العمليات .
بعض عيال القرية سبحوا في بركة المزرعة مكشوفة للشمس
اصيب البعض منهم بمرض غريب حرارة عالية
وخمول في الايام الاولى بعدها شبه غيبوبة انهم يعرفون
المرض ب ( العضة ) علاجه اربع كويات
ثنتين على الصدر وثنتين على الظهر
يعرق المريض ويغطيه المعالج ببطانية حتى يظهر
العرق ويومين ويشفى
و بالكي يتم معالجة الفالج والركب والصرع والصداع
واوخية الورعان وام الصبيان وجميع الامراض
وقد يأتون بمريض مربوط بحبال يقال عنده شعاف
وعلى الفور يقرر المعالج بأنه يبي له عراقي على الراس
والعراقي بفتح العين كوية على الرأس بخطين متقاطعين
ومع تصاعد رائحة شعر المشعوف تهدى الحالة
ويطالبهم بنقله وتغطيته والمراجعة بعد اسبوع
بعد ان وضع مسحوق (السعوط) في أنفه .
هكذا كانوا وكان علاجهم
والشفاء من الله ماهو من طبيب والا دواء