.
لمحة
قصيرة عن
سيرة رقية بنت
النبي :
أيها الأخوة الكرام, مع الدرس الخامس والعشرين من دروس سير الصحابيات الجليلات ، ومع بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصحابية الجليلة رُقية ذات الهجرتين .
هي
رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمها خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، ولدت بعد زينب، وأسلمت مع أمها خديجة وأخواتها، هاجرت الهجرتين إلى الحبشة أولاً، وإلى المدينة المنورة ثانياً، من تزوجها؟
تزوجها عُتبة بن أبي لهب، فلما أنزلت آية:
﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾
[سورة المسد الآية: 1]
قال أبوه له:
((رأسي من رأسك حرام, إن لم تطلِّق ابنته، ففارقها قبل الدخول .
-فقد ذاق
النبي صلى الله عليه وسلم مأساة تطليق البنت، طلاق المرأة كسرها، وكسرٌ لأبيها وأمها،
النبي عليه الصلاة والسلام حينما جعله الله أسوةٌ حسنة للمؤمنين إلى نهاية الدوران، كان كاملاً في كل موقف، ذاق ألم فقد الولد، ذاق ألم تطليق البنت، ذاق ألم أن يفشو في المدينة حديثٌ لا يليق بالسيدة عائشة زوجة رسول الله، ذاق ذلك، ذاق الفقر، وذاق الغنى، وذاق القهر، وذاق النصر، وذاق الصحة، وذاق المرض، كل شيءٍ أذاقه الله عز وجل، ووقف الموقف الكامل، ليكون عليه الصلاة والسلام أسوةً حسنة- .
فقال له أبو لهب: رأسي من رأسك حرام, إن لم تطلق ابنته فطلقها، -من تزوجها بعد عُتبة بن أبي لهب؟ عثمان بن عفان, قال تعالى:
﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾
[سورة محمد الآية: 38]
أحياناً يقع ظلمٌ بين الزوجين، الله سبحانه وتعالى يغني كلاً من سعته، بل إن الطرف المظلوم هو المكرَّم عند الله عز وجل، اجعل نصيبك الله في كل شيء، كن في طاعته، واجعل نصيبك رضوان الله عز وجل، وأنت الفائز، والعاقبة لك، على كلٍ آية:
﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾
[سورة المسد الآية: 1]
فيها إعجاز، أبو لهب حي يرزق، وجاءت الآية تقول:
﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾
[سورة المسد الآية: 1]
وهو ذكي، أعملَ عقله، لو أنه ذهب إلى
النبي عليه الصلاة والسلام بعد نزول هذه الآية ، وقال له: أشهد أن لا إله إلا الله, وأنك رسول الله، نفاقاً لو قالها، لأبطل هذه الآية، هناك أبلغ من ذلك، يقول الله عز وجل:
﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا﴾
[سورة البقرة الآية: 142]
هؤلاء وصفوا بأنهم سفهاء، وأنهم سيقولون هذا, وعقولهم في رؤوسهم، لو أنهم سكتوا لأبطلوا هذه الآية، أبو لهب يحتاج إلى أن يذهب، وأن يعلن إسلامه، ليبطل هذه الآية، هؤلاء لو سكتوا، وإنّ الله عز وجل إرادته طليقة، بيده كل شيء، لو أعطاك الاختيار، قادرٌ أن يسلبه منك في أيَّة لحظة,
((إن الله تعالى إذا أحب إنفاذ أمر سلب كل ذي لب لبَّه))
لا ينفعك مع الله ذكاؤك، ولا عقلك، ولا حسن تدبيرك، يؤتى الحذِر من مأمنه، ينفعك مع الله استقامتك، ينفعك مع الله توبتك، ينفعك مع الله إنابتك، هذا الذي ينفعك، لو كنت أذكى الأذكياء وأراد الله أن يؤدِّبك، سلب منك العقل .
لذلك هناك أشخاصٌ, يتميزون بالذكاء، يرتكبون حماقاتٍ ما بعدها حماقات، اعتدوا بذكائهم, فحجب الله عنهم ذكاءهم، اعتدوا بقوتهم, فحجب الله عنهم قوتهم، اعتدوا بمالهم, حجب الله عنهم طريقة الانتفاع بمالهم- .
فارقها قبل أن يدخل بها، ثم تزوجها عثمان بن عفان، وولدت له عبد الله، وبه كان يُكَنَّى ، وبلغ ست سنين، ثم توفي، وتوفيت رضي الله عنها ورسول الله صلى الله عليه وسلم ببدرٍ، وكانت قد أصابتها الحصبة))
وأجل الإنسان بيد الله، لا يدري متى يأتيه؟ .