تسميها أوروبا الحضارة الموستيرية و بعض العلماء أطلقوا عليها الحضارة اللفوازية أدوات مصنوعة من الشظايا الدقيقة المشذبة الصنع مدببة الأطراف و كسر من الظران استخدمت كسكاكين ومحكات و مكاشط .
تم العثور على أدوات هذا العصر بالعباسية و نجع حمادى و أسوان و قرية سبيل بكوم أمبو و لهذا تسمى بالحضارة السبيلية أو محلة السبيل.
عثر على ثلاث مستويات استخدم فيها الإنسان الظران لتهذيب أدواته الحجرية.) نلاحظ تغيير فى الظروف المناخية نظرا لابتداء العصر الجليدى الرابع جعل العالم القديم ينقسم إلى قسمين كبيرين أوراسى و أفريقى.
ترجع معرفتنا للانسان الموستيرى فى أوروبا أكثر من معرفتنا لانسان العصر الذى سبقه إلى عوامل طبيعية غيرت معيشته تغيرا عظيما و ذلك أن درجة الحرارة كانت مرتفعة فيما سبق أخذت فى الانخفاض فى ذلك العصر. وبانتهاء العصر القديم السفلى ينتهى عصر تقهقر الجليد و يتفق العصر الحجرى القديم المتوسط مع عصر الجليد الطويل امتد حتى عصر الحجرى القديم الأعلى.
وفى ذلك العصر أخذت الحيوانات ذوات الجلد السميك تتقهقر نحو الجنوب متخلية عن أماكنها تدريجيا إلى الحيوانات الأخرى ذوات الثدى التى هاجرت من البلاد الشمالية.
وأخذ الإنسان يتخلى عن عيشة الهواء الطلق و اتخذ مأواه أما تحت الصخور أو فى الكهوف العميقة التى كان يشاطره فيها الضبع و دب أما موقده فكان يقيمه على الفضاء عند باب الكهف و هناك وجدت مخلفاته و جبانته مختلطة مع بقايا آلاته فكونت فيما بعد أكوام من الرواسب المختلطة بالمواد الجيرية و فى هذه الأكوام تجمعت عظام الحيوانات التى كان يصطادها الإنسان مع آلات الظران و هذه الأكوام تعتبر بمثابة سجلات غير مكتوبة يمكن معرفة مقدار الرقى أو انحطاط فى الصناعة من مستوى لآخر من الطبقات التى تتلو بعضها فوق الآخر و كذلك يمكن معرفة أقدم الحيوانات حسب قدمها التاريخى. و كان الإنسان الموستيرى يدفن فى هذه المغارات و معه حليه و سلاحه .
بدت تغيرات واضحة فى فن تهذيب الظران إذ نجد أن الدبوس قد صغر حجمه أما الآلة الخاصة بهذا العصر فهى شظية من الظران مثلثة الشكل مرهفة الحد قد اقتطعها الصانع من نواة حجرية جهزت بطريقة تحتاج إلى مهارة فائقة و قد أطلق المؤرخون على هذه الآلة اسم ظهر السلحفاة لقربها من هذا الشكل، و هذه الآلات الحادة كانت بمثابة سهام يثبتها المحارب فى نهاية حربته، و كان يصنع شظايا أخرى يستعملها كمنشارا لحاجياته اليومية، على أن كل هذه الآلات لا تهذب إلا من وجه واحد و هو العلوى عادة أما تهذيب الوجهين فقد استمر على العكس يستعمل فى بعض أقراص ذات حد قاطع وهى كانت تستعمل أحجارا للمقلاع.
تعددت أشكال الشظايا فبدأت تظهر فيها المكاشط الجانبية التى شظيت من أحد جانبيها و رؤوس الحراب مما أدى إلى تضاؤل شأن الفأس اليدوي. و نظرا لاشتداد البرودة أتاحت له الظروف أن يسكن الانسان فى الكهوف و يعرف الحياة الجماعية وعرف أيضا صنع الملابس من الجلود اتقاء من البرد. و يعتقد البعض أن أعددا كبيرة هاجرت إلى أفريقيا هربا من شدة البرد وذلك عن طريق جبل طارق إلى وادى النيل.
انتشرت المدنية الموستيرية فى كل أفريقيا الشمالية و فى آسيا لكننا نجد الخلاف قد ظهر بين الموستيرى الأوروبى و ما يماثله فى أفريقيا، حقا قد عثر فى جبال الأطلس و بلاد الحبشة على آثار امتداد الجليد و الرواسب التى عثر فى كهوف بلاد الجزائر مما يدل على أنها كانت مستعملة لكننا من جهة أخرى كانت برودة الجو فى أوروبا فى ذلك العصر أشد من أفريقيا حيث ساعد ارتفاع الجبال على تكوين الجليد بدرجة كبيرة.
أما الحيوانات و إن كان قد حدث فيها بعض التغيير إلا أنها بقيت على حالتها الاستوائية أو السودانية فلم نجد من بينها الماموث (فيل عظيم ذى شعر كثيف) أو الحيوانات الأخرى التى تميز العصر الموستيرى، و كان الانسان فى أفريقيا (يعيش فى الهواء الطلق و يتمتع بالصيد) أكثر سعادة من الانسان فى أوروبا ( حيث يعيش مضطرا فى الكهوف). والآلات المدببة التى يمتاز بها هذا العصر وهى التى وجدت معها النواة التى صنعت منها .
وهناك نوع عبارة عن رقائق من الحجر تمثل نصالا مدببة عثر عليها فى أماكن عدة فى وادى النيل و فى المناطق الصحراوية التى كانت لا تزال آهلة بالسكان و قد وجدت هذه الشظايا المدببة فى حالات كثيرة مختلطة مع البلط التى خلفها السكان الأول و هذا الاختلاط لتلك الآلات يمكننا ملاحظته على حدود الصحراء و مصانع تلال طيبة لدرجة أن اعتقد العالم دى مرجان أن هذين الصنفين من الصناعة قد أخرجتهما يد واحدة فى عصر واحد أما الرأى القائل بأن الصناعات الموستيرية قد وجدت فى أماكن مختلفة منفصلة عن الصناعات التى قبلها لا يؤخذ بهذا الرأى، و الآلات الموستيرية فإنها تظهر على سطح الأرض و ذلك أنه لما كان تقهقر الماء محسوسا فى ذلك العصر فقد تسبب عنه ظهور رواسب متراكمة فى خلال القرون التى سلفت فى قعر مصب النهر الذى أصبح فيما بعد بداية الدلتا. و قد جاءت الابحاث العلمية منها ما قامت بها كل من مسز كيتون و مسز جاردنر فى الفيوم بأن بحيرة قديمة موستيرية و هى التى عرفت بقاياها فيما بعد ببحيرة موريس و قد بقى جزء منها حتى الآن باسم بحيرة قارون، و عثر العالم سند فورد و زميله أركل فى الوجه القبلى و فى الفيوم على محطات موستيرية على تلال قليلة ارتفاع بين اغوار الوديان الحالية .
ومن المرجح أن هذه الصناعة الموستيرية استمرت فى مصر فترة أطول من استمرارها فى أوروبا فأخذت تتطور و تنوعت أدواتها حسب أغراض الإنسان المتزايدة فصغرت فى حجمها و اتخذت أشكالا هندسية حتى أطلقت على أدوات التى ظهرت فى آواخر هذا العصر اسم الصناعة الموستيرية المصرية أو ما قبل السبيلية و هى فى واقع الأمر تمثل مرحلة مبكرة من حضارة العصر الحجرى القديم الأعلى فى مصر.
ويرى البعض أن الحضارة العاطرية التى ظهرت صناعاتها فى الواحات الخارجة و الفيوم تمثل مظهرا من مظاهر الحضارة الموستيرية فى مصر و هناك البعض يلحق بها الحضارة السبيلية التى ظهرت فيما بعد لكن لا يمكن التأكيد ذلك بصفة قاطعة.
كل الشكر لك على هالاستمراريهً في العطاء
يعطيك الف عافيه
حكاية عشق عسى يمناتس للجنة يارب )…
رحيل /سمو /معاذير غربة خلود حكاية عشق و عين هيبة شموع
أما عن كفة الأصحاب ، أنا حظي عظيم
محاطة باصدقاء* مثل النور
ياربّ لا تجعلني أرى فيهم حزناً ولا همَّاً ولا تعباً ،
واجعلني أرى فيهم فرحاً و سروراً
[/LEFT]
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ aksGin على المشاركة المفيدة: