وأضاف الأسمري، تم بها أول تدريب عسكري للجيش السعودي، على يد أول بعثة أمريكية وصلت إلى المملكة عام 1363هـ الموافق 1944م.
وقال الأسمري، بدأ المركز الرئيس للقوات السعودية من مكة المكرّمة في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، التي أُسست باسم مديرية الأمور العسكرية عام 1348هـ/ 1930م، وزاد من أهمية مدينة الطائف أنها أصبحت مقراً للجيش ونُقلت لها مديرية الأمور العسكرية وتطور مسماها لوكالة الدفاع عام 1353هـ/1934م، وشهدت الوكالة تطوراً كبيراً حتى سُميت بوزارة الدفاع 1363هـ / 1944م وكان أول وزير للدفاع الأمير منصور بن عبدالعزيز -رحمه الله- الذي عُين برتبة فريق أول، وفي عهده شهدت جميع القطاعات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع تطوراً مذهلاً في شتى المجالات وافتتاح الكثير من المدارس العسكرية التي تعد النواة الأولى للتعليم العسكري النظامي بمدينة الطائف وفيه أول تدريب عسكري للجيش السعودي في الطائف، على يد أول بعثة أمريكية وصلت إلى المملكة عام 1363هـ الموافق 1944م.
وأوضح "الأسمري"، أن ذلك التطور أسهم في إرسال البعوث العسكرية، وفي عام 1370هـ/1951م، تُوفي الأمير منصور -رحمه الله-، وتولى الوزارة الأمير مشعل بن عبدالعزيز -رحمه الله- الذي أكمل المسيرة في تلك الفترة، وفي عهده تطورت وزارة الدفاع لتصبح وزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة عام 1371هـ/1952م، وكان مبناها مستأجراً، ثم اتخذت من ثكنة الجيش مقراً لها من عام 1366هـ/1947م - 1371هـ/1952م وبعد ذلك اتخذت من قصر شبرا مقراً لها (متحف حالياً في شارع شبرا يضم كثيراً من القطع الأثرية والوثائق وواقع ذلك الزمان) واختيرت الطائف بحكم أنها العاصمة الصيفية للملك عبدالعزيز -رحمه الله- وتوسط موقعها وحسن مناخها وفيها يستقبل كثيراً من الضيوف، وبها مطار الحوية، الذي هبطت فيه أول رحلة لطائرة المؤسّس من عفيف إلى الحوية، ويمر به البريد ثلاث مرات في الأسبوع، فأصبحت مقصداً للسكان لما تحويه من المؤسسات التعليمية المدنية والعسكرية والخدمات المختلفة.
وأشار إلى أنه تم التوسع في إنشاء المدارس العسكرية لتواكب احتياجات الجيش الملكي السعودي، وكان لاتخاذ الطائف كقاعدة عسكرية الأثر الكبير في إنشاء المدارس العسكرية وأولى تلك المدارس مدرسة الطيران 1349 هـ / 1930 م، والمدرسة العسكرية 1355 هـ / 1936م التي تطورت إلى كلية حربية 1368 هـ / 1949 م، ومدرسة سلاح المشاة 1364 هـ/1945م، ومدرسة التضميد العسكرية 1367 هـ / 1948 م، ومدرسة سلاح الإشارة 1369 هـ / 1950 م، ومدرسة الشرطة العسكرية 1371 هـ / 1952 م، ومدرسة سلاح النقل 1368 هـ / 1949 م، ونتيجة لذلك ساهمت تلك المدارس في جذب الكثيرين من سكان المملكة العربية السعودية للهجرة إلى الطائف لتوافر التعليم بجميع أشكاله وتوافر فرص العمل الأمر الذي ساهم في تطور مدينة الطائف من الناحيتين التعليمية والاجتماعية وشهدت نمواً اقتصادياً مبهراً في تلك الحقبة التاريخية.
وأضاف الأسمري، الطائف اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- امتداد لتلك النواة التي سادها التطور منذ عهود ملوكنا -رحمهم الله- فامتلكت القوات السعودية اليوم تحت قيادة الملك سلمان، وولي عهده الأمين محمد بن سلمان، أحدث الأسلحة لتستمر المسيرة في التطوير والتعليم العسكري.