في علم النفس هناك تفسيرات عديدة لاستخدام البشر آلية دفاعية تسمى «حالة الإنكار»،
لكن أشهرها التي تقول إن الإنسان يستخدم هذه الآلية كأسلوب مناورة ليداري بها عجزه أو فشله عن اتخاذ قرار حاسم للمشكلة التي يشيح بوجهه عنها.
استخدام «حالة الإنكار» يكون لإنكار وجود المشكلة،
أو لإبعاد الأنظار عنها، أو وضع اليد عليها باعتبارها أساس التداعيات الحاصلة في المشهد الحالي،
بمعنى أبسط، هي عيش
حالة «توهم» لإبعاد التفكير عن القضية الأساس وتوجيه الانتباه والاهتمام لقضايا أخرى، هي في الحقيقة «حبوب تخدير» للقضية الأولى،
فلا تعالج المشكلة، بل قد تضعها في
حالة «غيبوبة وقتية» سرعان ما تنتهي لتعود المشكلة الأولى للظهور باعتبار أنها لم تختف أصلاً بل كانت مستمرة.
من يستخدم أسلوب «الإنكار» ويصر عليه يرتكب أكبر خطأ حينما يحاول أن يعممه على بقية البشر، كمن يقود الناس إلى حافة هاوية ثم يتركهم لمصيرهم، إما الرجوع للوراء لإنقاذ أنفسهم فيحصل التدافع ويدهس بعضهم البعض، أو يسقط في يدهم فلا يجدون إلا المضي إلى الأمام، وبالأحرى لا يجدون إلا السقوط تباعاً من الهاوية واحداً تلو الآخر في مشهد «انهيار»
هو نتيجة حتمية لحالة «الإنكار».
المشكلة إن كان «الإنكار» يصدر بنسبة أكبر من الطرف المفترض أن يكون هو المصر على رفض النسيان وتصحيح ميزان العدالة وتطبيق القانون،
في حين الطرف الآخر الساعي للانقلاب في كل ساعة ولحظة لا يعيش نفس الحالة، أو أقلها لا يمارسها وكأنه مقتنع بها ومخلص في هذا الاقتناع، هنا الوضع ينذر بكارثة حقيقية.
حالة «الإنكار» لا تكون إلا في
حالة العجز عن إيجاد حل حقيقي للمشكلة، وبالتالي يكون إنكار وجودها وإنكار تداعياتها «حلاً تخديرياً مؤقتاً» لها، بينما الحقيقة هي ليست حلاً، بل
حالة تخلق فرصاً لمزيد من التفاقمات للمشكلة.
حالة «الإنكار» مشكلة لها تداعيات خطيرة، إذ كما يشخصها علماء النفس، هي
حالة إنكار للأسباب الحقيقية للمشاكل،
حالة تعمل على تناسيها ورميها وراء الظهر، والخطير هنا أن هذا لا يحل المشكلة بل يفاقمها حتى يوصل الوضع إلى مرحلة الانهيار.
ولكم تخيل «الانهيار» كيف يكون!