الجواب :
الحمد لله
أولا:
جماعة
شهود يهوه ، جماعة تدعي المسيحية ، والواقع يؤكد أنها تحت سيطرة اليهود وتعمل لحسابهم ، وقد بينا ذلك في جواب السؤال رقم: (171981).
وما ذكرت عن اعتقادهم في عيسى عليه السلام ، وفي أمه ، وفي إله العالم : كفر صريح لا شك فيه، فهم كغيرهم من أهل الكتاب : كفار بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم.
ثانيا:
نهانا الله تعالى عن مجادلة أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن، فقال: (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) العنكبوت/46.
وهذا يتضمن أمرين: مجادلتهم بالعلم ، وبالحكمة.
قال العلامة السعدي رحمه الله في تفسيره : " ينهى تعالى عن مجادلة أهل الكتاب ، إذا كانت عن غير بصيرة من المجادل ، أو بغير قاعدة مرضية ، وأن لا يجادلوا ، إلا بالتي هي أحسن ، بحسن خلق ولطف ولين كلام ، ودعوة إلى الحق وتحسينه ، ورد الباطل وتهجينه ، بأقرب طريق موصل لذلك ، وأن لا يكون القصد منها ، مجرد المجادلة والمغالبة ، وحب العلو ، بل يكون القصد بيان الحق ، وهداية الخلق " انتهى من " تفسير السعدي "(ص 743 ).
ولهذا لا ينبغي لأحد أن يحاور هؤلاء ، وغيرهم من أصحاب الشبهات ؛ إلا إذا كان لديه من العلم والبصيرة وقوة الحجة ، ما يدفع به شبهاتهم، ويقيم الحجة عليهم، وإلا كان فتنة لهم ، فيظنون أنهم على الحق ، وربما كان فتنة للمسلم الذي يحاورهم ، ولهذا منع أهل العلم من النظر في كتب أهل الضلال إلا لمن يمكنه معرفة الباطل ودفعه .
قال في " مطالب أولي النهى " (1/607) : " ولا يجوز نظر في كتب أهل الكتاب نص عليه الإمام أحمد ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم غضب حين رأى مع عمر صحيفة من التوراة ، وقال : ( أفي شك أنت يا ابن الخطاب ) الحديث .، ولا النظر في كتب أهل بدع ، ولا النظر في كتب مشتملة على حق وباطل ، ولا روايتها ، لما في ذلك من ضرر إفساد العقائد .
ويتجه جواز نظر في كتب أهل البدع لمن كان متضلعا من الكتاب والسنة ، مع شدة تثبت ، وصلابة دين ، وجودة فطنة ، وقوة ذكاء ، واقتدار على استخراج الأدلة ، للرد عليهم ، وكشف أسرارهم ، وهتك أستارهم ؛ لئلا يغتر أهل الجهالة بتمويهاتهم الفاسدة ؛ فتختل عقائدهم الجامدة، وقد فعله أئمة من خيار المسلمين ، وألزموا أهلها بما لم يفصحوا عنه جوابا ، وكذلك نظروا في التوراة ، واستخرجوا منها ذكر نبينا من محلات ، وهو متجه ".
وجاء في " فتاوى اللجنة الدائمة " (3/311) ما نصه : " الكتب السماوية السابقة وقع فيها كثير من التحريف والزيادة والنقص ، كما ذكر الله ذلك ، فلا يجوز للمسلم أن يقدم على قراءتها والاطلاع عليها ، إلا إذا كان من الراسخين في العلم ، ويريد بيان ما ورد فيها من التحريفات والتضارب بينها " .
والنصيحة لك أن يكون لديك كتب ومنشورات فيها التعريف بالإسلام ، والدعوة إليه ، فإذا جاءك هؤلاء دفعت الكتب إليهم ، واعتذرت عن جدالهم ، قائلة: إن كان لديكم شبهات ، أو اعتراضات ، أو تريدون
المناقشة : فتعالوا إلى المركز الإسلامي ؛ فتدلينهم على من يستطيع الجدال والمحاورة، ولا يضرك لو اعتبروا هذا ضعفا وتهربا، فإن هذا هو ما يلزمك شرعا، وفيه الخير لك ولهم.
والله أعلم .