نحاول دوما تغطية جميع النقاط المهمة من شروحات ونصائح وتطبيقات مفيدة وغير ذلك مما له
فائدة لجميع مستخدمي الهواتف الذكية، سواء الأيفون أو الأندرويد، وحتى اللوحيات، ومن بين
سلسلة المواضيع المهمة التي تناولها بالحديث دوما هي الأمن التقني أو ما يمكن وصفه اختصارا
بالخصوصية، هذه الكلمة التي أصبحت شائعة في الوسط التقني مؤخرا، لكن هل هي
مهمة فعلا؟
لماذا كثيرون ينتقدون الجهات المدافعة عن
الخصوصية ؟ اليوم سنحاول إفادتكم ببعض النقاط
المهمة حولها !
ما هي
الخصوصية ؟ هل هي
مهمة بالنسبة لنا في
عالم التقنية ؟
حتى لا نطيل عليكم ويكون اطلاعكم على الموضوع بحسب وقتكم ومفيدا في نفس الوقت،
سنتكلم كالعادة وفق نقاط سريعة، مختصرة ومركزة وهي كالتالي:
ما هي
الخصوصية المطلوبة في
عالم الانترنت ؟!
هذا السؤال الذي يجب طرحه أولا، وطبعا يستفسر كل شخص يسمع كلمة خصوصية ما هو
المقصود منها وما الداعي إليها، ولتوضيح الأمر، ومدى أهميته سنقوم بتشبيه
الخصوصية في
عالم
الانترنت والأجهزة الذكية، بالخصوصية التي يحتاجها الفرد داخل منزله الخاص، فأنت في منزلك
تملك خصوصيات، لا يمكن لجارك ولا لأي شخص الاطلاع عليهم، سواء أشياء خاصة أو أثاث أو أشياء
ثمينة.
في منزلك تتحرك وفق ما تريد، تقوم بما تريد، وطبعا لن تسمح لأحد بأن يتجاوز حد الإطلاع على ما
تقوم به، وهذا هو الأمر ذاته
بالنسبة للخصوصية مع هواتفنا الذكية وعالم الانترنت عامة، فأنت لا
تريد لأي شخص أن يتجسس عليك، أن يعرف ماذا يحوي هاتفك الذكي أو جهازك اللوحي أو
حاسبوك، في ماذا تتحدث ومع من تتحدث عبر تطبيقات الدردشة وغيرها !
من هنا يدرك الجميع مدى أهمية الخصوصية، ولكن للأسف الكثيرون لا يهتمون بها، ربما حتى
يعتقدون أن
الخصوصية على الشبكة وعبر الهواتف الذكية غير موجودة، وأنهم مجرد كيان افتراضي،
وبطبيعة الحال هذا أمر خطأ.
أكثر من 70٪ لا يقومون بوضع حدود لخصوصياتهم ولا حمايتها – لماذا ؟
نعم، هذه نسبة كبيرة، لكن يمكن القول أنها واقع، وربما تزيد في بعض البلدان إلى قرابة 100٪، لا
يعرفون أن لهم خصوصية في
عالم الانترنت، وأن عليهم السعي لحمايتها ووضع حدود لها، ويمكن
ضرب مثال بشبكة الفيسبوك، حيث أن الكثير من المستخدمين يقومون بنشر جميع بيانتهم
الخاصة، كل تفاصيل حياتهم، وأكثر من ذلك يشاركونها مع الجميع، وكذلك يقبلون صداقات من
حسابات غريبة قد لا يعرفونهم في الواقع، فهذا مثال عن إشاعة الفرد لخصوصيته.
وعلى هذا يمكن قياس نسبة عدم معرفة المستخدمين لمفهوم الخصوصية، وأما أسباب حصول
هذا فهي كثيرة لكن نلخصها في هذه النقاط:
السبب الرئيس راجع لاعتقاد كثير منهم أنهم مجرد كيان افتراضي، وأن ما يقومون به عبر
الشبكة لا يضرهم إطلاقا، ولا يمكن لأي شخص الإضرار بهم بواسطة تلك المعلومات، وطبعا هذا
الأمر خطأ، حيث يعتبر مشاركة معلومات شخصية مفصلة مع العامة أمر غير جيد.
عدم معرفة الكثيرين لطرق المحافظة على
الخصوصية من خلال الشبكات الاجتماعية مثلا، حيث
تتيح هذه الشبكات ومنها فيسبوك تحديد العناصر المراد نشره ومن يستطيع مشاهدتها.
عدم اهتمام الكثيرين بحماية أجهزتهم بواسطة البصمة في الأجهزة المتوفرة على هذه التقنية،
أو من خلال الأرقام السرية، وهذا لضمان عدم وقوع جهازهم في أيدي خاطئة في حال ضياعه أو
سرقته – لا قدّر الله-.
الخصوصية والحكومات ومعارك التجسس – الآراء تختلف حولها !
ما سبق ذكره كان لتوضيح معنى
الخصوصية وأهمتها وأسباب عدم فهمها عند كثير من
المستخدمين، مجرد مقدمة توضيحية، ولكن أهمية
الخصوصية ظهرت أساسا عندما تم كشف قيام
عدة حكومات دول بالتجسس على أفرادها، ومن هنا قامت حروب كبيرة بين منظمات غير حكومية
تسعى لإنهاء هذه الوصاية التي تقوم بها الحكومات، وتعتقد تلك المنظمات أن ما تقوم به
الحكومات اختراق صارخ وواضح لخصوصية المستخدمين.
ربما آخر معركة حصلت على ضجة كبيرة من الإعلام، التي كانت بين آبل وFBI، والتي تكلمت عنها
كثير من وسائل الإعلام وحتما سمع بها أغلبكم، وهي مثال حي في سعي الشركات
التقنية
للمحافظة على خصوصية المستخدمين، وربما حتى الاستثمار في ذلك لتأكيد مدى حرصها على
توفير المساحة الآمنة للمستخدم، حتى ولو كان في مواجهة حكومة دولته !
من جهة أخرى كثيرون يعتقدون أن قيام الحكومات بمراقبة أفراد شعبها أمر عادي، باعتبار أن الذي
ليس عنده ما يضر لا يخيفه اطلاع الحكومة على ما يحويه جهازه، ولكن يرد المعارضون لهذا بقولهم
أن ما تحصل عليه الحكومة قد يقع في أيدي خطيرة.
الخصوصية لا تتعارض مع الأمن القومي !
الشركات المصنعة للتقنية مثل آبل، جوجل، مايكروسوفت، وكذلك فيسبوك وغيرها من الشركات
العملاقة تعتقد أن من الضروري توفير المساحة الخاصة للمستخدم، يكون حرا خلالها، لا يتم تقييده
ولا التجسس عليه، فاختراق
الخصوصية يقصد به مباشرة التجسس، مهما كانت الجهة التي تقف
وراءه، ومن هنا ترى هذه الشركات أنها مستعدة للتعاون مع الحكومات في حدود خصوصية
المستخدمين.
هذه الشركات ترى كما ترى منظمات المطالبة بالخصوصية أن توفير
الخصوصية للمستخدمين عامة
لا يتعارض مع الأمن القومي الخاص بالبلد، وأنه يجب سن قوانين جديدة تقوم بتنظيم هذه
الخصوصية بما يضمن الأمن والخصوصية لجميع المستخدمين في نفس الوقت، وهذا ضروري خاصة
في المرحلة الحالية أين أصبح الواقع التقني أو الافتراضي يطغى على الواقع الحقيقي !