كم هو غريب هذا الزمن وكم هي كثيرة متناقضاته
يتبع الهوي ويميل حيث يوصل غافله مهالك الردي
انه زمن
الغرائب في
دنيا العجائب
تلك الدنيا اللتي تكدر صفو العقلاء وتمنح صكها للبخلاء
ويترنح فيها زهوا اهل الفسق والجهلاء
الافضلية لديها لاهل التملق والتذلف والنفاق
والقوة تمنحها لاهل الاحقاد والشقاق
مهاب فيهاصاحب الجاه والمال وان كان فاسدا
ومحتقرهو من يعيش علي الكفاف بالحلال
وفائها غدر وفضحها ستر وكل ما يملكه ذاك المهاب منها شبر
ان ابتسمت اغوت القلوب وامالتها وان كدرت
اذاقت العفيف من ضريعها حتي تضيق عليه الارض بما رحبت
مناسك عيوبها زينة ونضرة لكل طامع وسلما يتسلقه
لتحقيق المطامع وهي جنة اهل الاهواء والضلال ولكل
انتهازي لا يفرق بين الحرام والحلال وسيلته التزلف والرياء
العفيف فيها يظل دوما في حيرة فهو يري متناقضاتها في
كل ركن وزاوية لذالك تراه واجما مشدوها باحوالها
كثيرة هي صورها العارية من فضائل الحسن حيث
ى تتفشى فيها مظاهر تحير العقل
فكم من عالم بلا علم وحكيم فاقد للحكمة وقائد لا يملك
مؤهلات القيادة وثري بلا جهد ومشقة وعناء وفقير
لا تنطبق عليه موجبات الفقروتلك علامات الحيرة لاصحاب
العقول حيث هي معاناة البسطاء الذين يعيشون
علي هامش الحياة
وهناك اثرياء يرثون المال فحشا وبهتانا ويتنعمون
في حلله وهم فقراء العقل والفكر
حقا انها
دنيا الغرائب وانه زمن العجائب
يموت الفقير جوعا وبقايا ولائم الاغنياء
تعج بها المزابل يموت الفقير عطشا والماء ما زال يجري
تحت الأقدام تكرم فيها
لفاجرة المفضوحة وتنادي بأنها رمز العفة والطهر
و قد يتجرأ قاتل مأجور وينادي بأنه من الصالحين الاولياء
وموكل من رب السماء
العري والانحطاط ثقافه والرزانة والتعقل نوع من الرجعية
والسخافه رب سارق يملك في كفه صك البراءة
وعابد تقي مكبل ممنوع من الكلام وواعظ
تناقض افعاله اقواله ورب ورب ورب
وما اكثر المتناقضات في دنيانا في هذا الزمان
انه زمن
العجائب والغرائب والمهازل
وهاهي تمرح ونحن نستشيط غضبا وغيظا وقهرا