هدي نبينا المصطفى ▪●عليه افضل الصلاه والتسليم قِسِمْ خاص للدّفاعْ عنْ صفْوة
و خيْر خلقِ الله الرّسول الكريمْ و سِيرَته و سيرة أصحابِهِ الكِرامْ و التّابعينْ
وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما، قال: حَفِظتُ من رسول الله صل الله عليه وسلم: ((دَعْ ما يَريبُك إلى ما لا يَريبُك))؛ رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسن صحيح.
قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
وأما حديث الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، فإنه سمع النبيَّ صل الله عليه وسلم وحفظ منه هذه الجملةَ المفيدة العظيمة التي تعتبر قاعدة في الورع، وهي: ((دَعْ ما يَريبُك إلى ما لا يَريبُك)) يَريبُك: يعني يحصل لك به ريبٌ وشك، فدَعْه ولا تأخذ إلا بما تيقَّنتَه أو غلب على ظنك، إن كان مما يفيد فيه غلبة الظن.
وأما ما شكَكتَ فيه فدَعْه، وهذا أصل من أصول الورع؛ ولهذا رأى النبي صل الله عليه وسلم تمرة، رآها في الطريق، فلم يأكلها، وقال: ((لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكَلتُها))، وهذا يدخل في هذا الحديث: ((دَعْ ما يريبك إلى ما لا يريبك)).
ومن ذلك ما إذا كان بينك وبين شخص محاسبة، وحصل زيادة لك من أجل هذه المحاسبة، وشككت فيها فدَعْها، وإذا شكَّ فيها صاحبُك وترَكَها فتصدَّق بها، تصدَّق بها تخلُّصًا منها، أو تجعلها صدقة معلَّقة؛ بأن تقول: اللهم إن كانت لي فهي صدقة أتقرَّب بها إليك، وإن لم تكن لي فهو مالٌ أتخلَّص بالصدقة به من عذابه.
والحاصل أن هذا الحديث حديثٌ عظيمٌ في باب الورع: ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك))، ما تشُكُّ فيه اترُكْه، وخذ بالشيء الذي لا يلحقك به قلقٌ ولا شك ولا اضطراب.