كلمة “الموريسكيين” هي شكل مصغر للكلمة القشتالية لكلمة “مور” وهي نفسها مصطلح غير محدد ومتنازع عليه من القرون الوسطى تضمنت معانيها “شمال إفريقيا” الجغرافي وكلمة “مسلم” ذات طابع ديني حيث تظهر كلمة “Morisco” في المصادر الأيبيرية إلى حد كبير من النصف الثاني من القرن السادس عشر فصاعداً على الرغم من إن المصطلحات الأكثر شيوعاً في هذه الفترة كانت cristianos nuevos أو los nuevamente convertidos
وهما اثنان من سلسلة من التسميات القشتالية التي أكدت على الأقل من الناحية النظرية على الحداثة عن التحولات الإسلام ية واليهودية للمسيحية بدلاً من الممارسات الثقافية والدينية المشتركة لمجتمع معين من المسلمين أو اليهود السابقين مع تبني مجموعة من قوانين نقاء الدم في منتصف القرن السادس عشر كان التشريع يهدف في الأصل إلى حد كبير إلى استبعاد اليهود الذين تحولوا إلى المسيحية وذريتهم من مختلف الفرص المهنية
حيث جاء مصطلح “مسيحي جديد” يشير ضمنياً إلى شيء مثل “مسيحي مزيف” ومن ناحية كان هذا تصويراً دقيقاً لبعض الموريسكيين على الرغم من الجهود المتكررة من جانب السلطات المدنية والكنسية لمتابعة التحويلات القسرية بالتعليم المسيحي الإجباري ظل بعض أعضاء مجتمع موريسكو مكرسين للممارسة السرية للإسلام حيث كانوا يهدفون حتى لو كان ذلك في أذهانهم إلى تنمية عقيدة إسلامية خاصة مع الحفاظ على المظهر العام للمسيحية وهي ديناميكية معروفة في الفقه الإسلامي باسم “التقية” أو الإخفاء.
أصل الموريسكيون
حاول هؤلاء المسلمون قدر استطاعتهم حماية هويتهم المشتركة من خلال إعطاء أطفالهم تعليماً إسلامياً وحيث بدأت معرفة القراءة والكتابة باللغة العربية في التضاؤل قاموا بنشر مجموعة من الأدبية والفقهية ونصوص مقدسة باللغة الإسبانية المعربة مؤلفة بالخط العربي والمعروفة باسم aljamiado
ومن ناحية أخرى فإن شريحة كبيرة من سكان موريسكو تعرف بأنها مسيحية كانت هناك أسباب مالية واجتماعية وسياسية للقيام بذلك ناهيك عن الأسباب الروحية أيضاً حتى بالنسبة لهؤلاء الموريسكيين مع ذلك فإن تحيزات أتباعهم في الدين شكلت عقبة رئيسية أمام الاندماج والنقطة الأوسع التي ناقشها بإسهاب المؤرخون العاملون في المحفوظات المحلية والإقليمية في إسبانيا هي إن هناك تنوعاً في هويات موريسكو جنباً إلى جنب مع العلاقات المتنوعة بين المسيحيين الجدد والقدامى
سواء تم تحديد هم على إنهم مسلمون أو مسيحيون فإن العديد من الموريسكيين استمروا في التحدث باللغة العربية وارتداء الملابس بأسلوبهم التقليدي والحفاظ على روتين الاستحمام واستخدام أسماء عائلاتهم التاريخية والحفاظ على الممارسات الأخرى التي لم تكن إسلامية بشكل صارم
ولكن مع ذلك بدأ مسيحيو شبه الجزيرة في ربطها مع الاسلام كما أنفق
الموريسكيون موارد كبيرة في شكل مفاوضات ورشاوى من أجل تأخير إنفاذ هذا التشريع الذي أصروا ربما بشكل استراتيجي على إنه لا علاقة له بالدين على الإطلاق كما تحول انتباههم بالفعل إلى إمكانية طرد الموريسكيين كلياً المعلقين المعاصرين وغير المعاصرين مثل رئيس أساقفة فالنسيا خوان دي ريبيرا كانوا يميلون إلى المبالغة في تقدير عدد الموريسكيين الذين احتفظوا بعقيدتهم الدينية وممارساتهم كمسلمين بالإضافة إلى هؤلاء اللغويين
هذا الافتراض بالإسلام يميز بعض الدراسات الحديثة عن الموريسكيين أيضاً على الرغم من إن هدفه الضمني هو الاحتفال بدعامة شبه الجزيرة الحديثة المبكرة بدلاً من القضاء عليها كشكل من أشكال المقاومة السياسية والدينية مع اختراق التكرارات المختلفة للأساطير القومية الإسبانية
فإن افتراض المسيحية الموريسكية على الرغم من إنها قد تكون غير تقليدية يشير إلى بعض العلماء إلى إن عصر محاكم التفتيش تم تجاهله إلى حد كبير وغير بديهي من اللإدارية في شبه الجزيرة والذي اجتاز الخطوط التي يعتقد إنها تقسم المجتمعات الدينية المتعددة في العالم الأيبيري
كما وصلت هذه التوترات حول كيفية تحديد هوية موريسكو والحكم عليها إلى نقطة الغليان في ستينيات القرن السادس عشر بعد أن فشل المتحدث باسم غرانادان موريسكو نونيز مولي في التفاوض على تأخير آخر لتنفيذ التشريع المصمم لتقييد الممارسات الثقافية لمجتمعه حيث انفجرت ثورة موريسكو الدموية الثانية وغير الناجحة في نهاية المطاف في غرناطة ومنطقة ألبوجاراس المحيطة لطالما كانت حجج مولي موضوعاً للبحث العلمي باللغة الإسبانية
وقد أثارت ترجمة فينسنت بارليتا الأخيرة إلى الإنجليزية لمذكرة مولي اهتمام الطلاب والعلماء الناطقين بالإنجليزية وفي أعقاب حرب ألبوجاراس الثانية التي تم إخمادها من قبل الأخ غير الشقيق للملك فيليب الثاني خوان دي أوستريا انتشر مجتمع غرانادان موريسكو بالقوة في جميع أنحاء تاج قشتالة وأثارت إعادة التوطين الداخلي الزخم نحو الطرد المباشر.
في 1609-1614 أصدر الملك فيليب الثالث ومستشاروه في النهاية مرسوماً وأدركوا فيما بعد طرد الموريسكيين من تيجان قشتالة وأراغون مع استثناءات قليلة وبعض النسبة المئوية الصغيرة من العائدين السريين خلال السنوات اللاحقة غادر
الموريسكيون إلى فرنسا والبرتغال وشمال إفريقيا وأماكن أخرى وتظل الدراسات القديمة ومجموعات المصادر نقاط دخول مفيدة لتاريخ الموريسكيين حيث تؤكد النسخ المختلفة المعاد طبعها التي كتبها García-Arenal (1975) و Domínguez Ortíz and Vincent (1978) على هذه النقطة.
الموريسكيون الأندلسيون في الجزائر
في عام 1566 أصدر فيليب الثاني مرسوماً يحظر على الموريسكيين في غرناطة لغتهم وعاداتهم وأزيائهم ثاروا عام 1569 بعد عامين من الحرب تم نقلهم بشكل جماعي من غرناطة وانتشروا في جميع أنحاء شمال إسبانيا وأدى الدليل على استمرار خيانتهم السياسية والدينية إلى إصدار أمر ملكي بالترحيل في 22 سبتمبر 1609
واكتمل طردهم بعد حوالي خمس سنوات حيث تم نقل ما يقدر بنحو 300000 موريسكي بشكل رئيسي في الجزائر وتونس والمغرب حيث وجدوا أنفسهم مرة أخرى غرباء وتم استيعابهم بعد عدة أجيال لكن شيئاً من تراثهم الإسباني بقي حتى العصر الحديث.
أين ذهب المسلمون بعد سقوط الأندلس
أثناء الاستعمار المسيحي لإسبانيا استسلمت المجتمعات المسلمة (المدجن) في أراغون (1118) وفالنسيا (1238) وغرناطة (1492) بشكل عام لضمان حرية الدين بموجب المعاهدة تم التخلي عن هذه السياسة المتسامحة في أواخر القرن الخامس عشر عندما بدأت السلطات المسيحية في إجراء تحولات
وأمرت بإتلاف الكتب اللاهوتية الإسلامية حيث تمرد مسلمو غرناطة وفي عام 1502 تم عرض خيار المعمودية أو المنفى وتم تعميد العديد منهم واستمروا في ممارسة الإسلام سراً في عام 1526 أُجبر مسلمو فالنسيا وأراغون بالمثل على التحول بعد ذلك تم حظر الإسلام رسمياً في إسبانيا
لكن الموريسكيين لم يثبتوا أنهم قابلين للاستيعاب على الرغم من أنه لا يمكن تمييزهم عنصرياً عن جيرانهم المسيحيين القدامى (المسيحيين الذين احتفظوا بإيمانهم تحت الحكم الإسلامي) إلا إنهم استمروا في التحدث والكتابة واللباس مثل المسلمين وكان المسيحيون القدامى يشتبهون في إن الموريسكيين يحرضون الجزائريين والأتراك وكلاهما أعداء لإسبانيا
وكانوا يخشون جهادهم المقدّس التي أرهبت أحياء بأكملها حيث خضع
الموريسكيون للضرائب التمييزية في الوقت الذي تم فيه تقليص صناعتهم الأساسية تجارة الحرير من خلال سياسة مالية مضللة وسوء تعليم دينهم الجديد ومع ذلك عوقب الموريسكيون
بسبب الجهل من قبل الكنيسة ومحاكم التفتيش فقد تحولوا إلى خارج إسبانيا للحصول على دعم المسلمين وحصلوا على فتاوى تؤكد لهم أنه يجوز ممارسة الإسلام سراً ثم أنتجوا كتباً تُعرف باسم الجاميادوس مكتوبة بالإسبانية باستخدام الأبجدية العربية لتعليم زملائهم الموريسكيين في الإسلام.