◄لا شك أن كل الظروف سارت ضد
ميلان في مباراة اليوم بدءً من الإصابات التي
تراكمت على الفريق قبل وأثناء اللقاء، مرورًا بطرد لاعبين منه في أقل من ساعة من اللعب
وانتهاءً عند المستوى المخيب جدًا لبعض اللاعبين وعلى رأسهم كارلوس باكّا، لكن دعونا
نتطرق قليلًا لما حدث بداية
المباراة وقبل أن تبدأ المصائب في التوالي على
فريق مونتيلا
الذي يمر بفترة عصيبة جدًا هذا الموسم، وإن هو تمكن من الخروج منها حيًا فإن حظوظه
في الحصول على مركز أوروبي ستبقى قائمة.
◄أفضل فترات
ميلان في
المباراة كانت في أول عشرين دقيقة، وهي فترة كانت كفيلة بقلب
موازين
المباراة لو استغل الفريق الفرصة الواضحة جدًا التي أتيحت له عن طريق
ديولوفيو...ميلان كان حينها يلعب بخطوط متقدمة ويعتمد على مجموعة من مفاتيح اللعب
في الأروقة عبر انطلاقات الأظهرة التي لعبت بشكل متقدم مبدئيًا، فيما اعتمد مونتيلا على
توغلات سوسو وديولوفيو لداخل منطقة الجزاء من أجل خلق الزيادة العددية رفقة باكّا،
وأمام الضغط المتقدم لميلان في تلك الفترة، ظهرت أخطاء كثيرة في دفاع بولونيا المترهل
والذي بدا وأنه مهزوز نفسيًا بعد السباعية التي تلقاها قبل أيام قليلة أمام نابولي.
◄بدا واضحًا افتقار
ميلان للاعب في خط الوسط قادرٍ على لعب دور صلة الوصل بين
خط الوسط والخط الأمامي، وهو ما جعل الفريق يعتمد مرارًا على كرات طولية غير فعالة
من أجل تخطي تلك الهوة الكبيرة بين الخطوط والتي ظهرت في أكثر من مناسبة...الحقيقة
أن إصابة بونافينتورا أثّرت على الفريق كثيرًا، ومونتيلا لا يبدو قريبًا من إيجاد حل لذلك.
لوكاتيلي وإن عظمت موهبته إلا أنه مازال لا يمتلك ما يكفي من الخبرة لتخطي ضغوط
المرحلة الحالية في ميلان، كما أن باساليتش كان متواضعًا اليوم ولم يكد يفيد فريقه سوى في
لقطة الهدف.
◄وبالحديث عن باساليتش ورغم تسجيله للهدف، أعتقد أن مونتيلا كان مُخطئًا عندما أبقى
عليه وأخرج لوكاتيلي مطلع الشوط الثاني، وهو ما أثر أكثر على خط وسط الفريق، خاصة
وأن العمل الدفاعي للكرواتي كان قليلًا وسيئًا...لا يُمكنني أن ألوم مونتيلا كثيرًا على طريقة
إدارته للمباراة، فإصابة رومانيولي ثم طرد باليتا وكوتشكا لم يتركوا له مجالًا كبيرًا للقيام
بخيارات أخرى، لكني شخصيًا لا أتفهم إبقاءه على باساليتش على حساب لوكاتيلي الذي كان
لا بأس به في النصف الأول من اللقاء.
◄ظهر جليًا أن خط دفاع
ميلان يُعاني من بطء شديد حينما كان
ميلان هو صاحب المبادرة
وكان بولونيا يعتمد على المرتدات، وهو ما أدى لظهور مساحات كبيرة في ظهر المدافعين،
وأدى إلى مواجهة باليتا لوضعيات كتلك التي طُرد فيها بعد موجهة ثنائية أمام
دزيمايلي...أفضل فترات
ميلان هذا الموسم كانت حينما كان هو الفريق الذي يقوم بردة
الفعل لا الفعل، أي حينما كان ينتظر الخصم ويلعب بخطوط متقاربة ويعتمد على سرعة
التحول من الوضع الدفاعي للهجومي، وهو عكس ما حدث في الشوط الأول وحدث فعلًا في
الشوط الثاني.
◄أحب أن أنوه بالروح التي ظهرت بها المجموعة خاصة بعد أن عانى الفريق من طردين.
كل اللاعبين تقريبًا كافحوا من أجل كل كرة وحاولوا تقليص المساحات في وجه مهاجمي
بولونيا، وهو ما نجحوا فيه لحد بعيد، كما أن الجودة الفردية لديولوفيو خاصة في الخط
الأمامي أتت لتخطف فوزًا سأصفه بالمعجزة أمام كل الظروف السلبية التي لاحقت الفريق
اليوم.
◄أخيرًا وليس آخرًا سأتطرق للمستوى الفردي للاعبين اثنين يمثلان التناقض في ميلان:
كم هو محظوظ
ميلان بتواجد حارس مرمى مثل دونّاروما والذي تمكن من حماية مرماه في
أكثر من مناسبة مُظهرًا معدنه النفيس مجددًا، وكم هو سيء الحظ
ميلان بتراجع مستوى
مهاجم مثل باكّا الذي أصبح بالكاد يركض على أرضية الميدان. المهاجم الكولومبي يحتاج
لمراجعة نفسه بشكل جاد، وإلا فإن أسابيعه مع
ميلان قد أصبحت معدودة.