الملك الصغير ..! - منتديات تراتيل شاعر

 ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

» ٌاليوم الوطني «  
     
..{ ::: فعاليات اليوم الوطني :::..}~
 
 



قصص - روآيات - حكايات ▪● ┘¬»[ روايات قصيرة | روايات تراثية | قصص حزينه |قصص مضحكة : تنحصُر هِنآ

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 08-21-2016, 08:49 PM
حكآيه غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
لوني المفضل Crimson
 رقم العضوية : 1398
 تاريخ التسجيل : Aug 2016
 فترة الأقامة : 2958 يوم
 أخر زيارة : 09-14-2022 (04:10 AM)
 الإقامة : بقلب احبائي
 المشاركات : 58,141 [ + ]
 التقييم : 101737
 معدل التقييم : حكآيه has a reputation beyond reputeحكآيه has a reputation beyond reputeحكآيه has a reputation beyond reputeحكآيه has a reputation beyond reputeحكآيه has a reputation beyond reputeحكآيه has a reputation beyond reputeحكآيه has a reputation beyond reputeحكآيه has a reputation beyond reputeحكآيه has a reputation beyond reputeحكآيه has a reputation beyond reputeحكآيه has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 5,668
تم شكره 2,583 مرة في 1,478 مشاركة
افتراضي الملك الصغير ..!





لَمْ يخطرْ ببالي أنني سَأكونُ مَلكاً وأنا في التاسعةِ من العُمر.

حَدثَ الأمْرُ بالصُّدْفةِ ومنْ دونِ احْتفالات، وذلكَ حينما شاهدتُ في الشّارعِ وَلدَيْنِ يَتشاجران، ولدينِ أصغرَ مني بسنتينِ أو ثلاثِ سَنَوات. تَدَخَّلْتُ بينَهُما وأنهيتُ الشِّجار، ثم نَصحْتُهما باللجُوء إلى التفاهمِ في ما بينهُما لحلِّ أيِّ خلاف، قلتُ لهما ذلكَ بحكمةٍ تَليقُ بولدٍ في التاسعةِ منَ العُمر. في تلكَ اللحْظَةِ سَمعتْني امرأةٌ شابةٌ تَعْبُرُ الشَّارع، قالتْ وهي تَمُرُّ بالقُرب مني: _ أنتَ مَلِك! قلتُ لها:

_ شُكْراً لكِ يا سيدتي.

وبقيتُ أتابعُها بعينيَّ حَتى ابتعدتْ وغابتْ خَلْفَ إحدى البنايات.

طارَ قَلبي منَ الفَرح، لأنني لم أكنْ أتوقعُ هذه المكانةَ العالية. كنتُ وأنا أنهي الشجارَ بَيْنَ الولدَيْن، أتمثَّلُ سُلوكَ أبي وأمي أثناء مُشاجراتي معَ أختي سُلافةَ. كانَا يفصلان بيننا ثم يقولُ أبي: اسمعْ يا أدْهَم، اسمعي يا سُلافة، لا فائدةَ من هذا الشجار، حينما تختلفانِ على أمْرٍ ما، فإنَّ التفاهُمَ في ما بينكما هو أفضلُ وسيلةٍ لإنهاءِ الخلاف.



2




اختلفَ حالي بعدَ الذي قالَتْهُ لي المرأةُ الشَّابة، وشعرتُ أنني ملكٌ بالفعل، كدْتُ أخبرُ زُملائي التلاميذَ بذلكَ وأنا أقتربُ من المدرسة، غيرَ أنني قررتُ التَّمَهُّلَ، وقلتُ: أحتفظُ بهذا السرِّ لنفسي بعضَ الوقْت. أدركتُ بعدَ لحَظَات، أنَّ قَراري كانَ صَحيحاً، لأنَّ مجردَ إعلانِ نفسي مَلكاً، سَيوقعُ مديرَ مَدرستي والمعلمينَ والتَّلاميذَ في ارْتِباكٍ. سَيضطرُّ المديرُ إلى الخروجِ مِنْ مَكْتبهِ كُلَّ صباحٍ لاستقبالي عندَ بابِ المدرسة، لأنه منْ غيرِ اللائقِ أنْ يكونَ لَدَيْهِ مَلكٌ يَتلقى العِلْمَ في المدرسة، ولا يُؤدي لَهُ ما يَستحقُهُ من مَراسمِ استقبالٍ وَوداعٍ كلَّ يوم. لو اكتفى الملكُ بالمجيء إلى المدرسة مرّةً واحدةً أوْ مرتين في السنة، لاحْتَمَلَ المديرُ ذلك، وَلقامَ بالواجِبِ خَيْرَ قيام، وَمَعَهُ كُلُّ مَنْ في المدرسة من مُعلمين وتلاميذ، أمَّا أنْ يُضطرَّ إلى ذلكَ كلَّ يوم، فإنه غيرُ مُحْتمَل.

لذلك، قررتُ الاحتفاظَ بالسرِّ لنفسي، وانتظمتُ في الدراسة مثلَ المُعتاد.



3



ولا أنكرُ بأنَّ سلوكي قد تغيّرَ إلى حدّ ما، وازدادَ اهتمامي بما حَوْلي.

صِرْتُ أصغي جَيداً إلى ما يَقُولُهُ ضُيوفُ أبي مِنْ كَلام حَوْلَ كُرة القَدَم، وَمُسَلسلاتِ التلفاز، وكذلكَ حولَ أوضَاعِنا العَامَّة، اعتبرتُ ذلكَ ضرورياً لي، لأنه لا يُعقلُ أنْ تكونَ ملكاً ولا تهتمَّ بالأوْضاعِ العامَّة وبأشياءَ أخْرى غَيْرِها. وَلعلَّ مِنْ حُسْنِ حَظي، أنَّ أبي وأمي مُهتمَّان بأشياءَ كثيرةٍ، وَكذلكَ ضُيوفهما الذينَ يأتونَ معَ زوجاتهم لزيارتنا. ولا يمكنُ إلاّ أنْ تَدورَ بينَ الجميعِ أحاديثُ شَتَّى، كُلُّها نَفْعٌ وفائدةٌ لملكٍ مِثْلي لَمْ يَتجاوزِ التاسعةَ بَعْدُ. ولا أنْكِرُ أنني أفكِّرُ، في بَعْضِ الأحيان، بالقيامِ بمفاجَأة: أنهضُ وأجلسُ في مكانِ الصَّدَارة في الصَّالة، وأعلنُ أمامَ الجميعِ بأنني مَلك، ثم أتَوَلَّى الحديثَ والجميعُ يُصغونَ لي.

لكنني لا أريدُ أنْ أُثْقِلَ عَلى أبي، ففي اللحْظةِ التي يعرفُ فيها أنَّ في بيته مَلكاً، سَيتغيرُ أسلوبُ حَياتنا، سُيبادرُ أبي إلى شراء سَريرٍ مَلَكيٍّ لكي أنامَ فيه، لأنَّ مِنْ غيرِ المعْقولِ أنْ أستمرَّ في النوم في سَريري القَديم، وَسَيُضطرُّ أبي إلى شراء قصرٍ لكي نَسكُنَ فيه، وفي هذه الحالةِ، لا بُدَّ من توفيرِ أعْدادٍ كبيرةٍ من الخدَمِ والمرافقينَ والحرَّاسِ والسياراتِ والكلابِ والقطط!

لا أريدُ أنْ أثقلَ على أبي، ولذلك، أنصرفُ أنا وأختي سلافةُ إلى مُساعَدةِ أمّنا في إعدادِ القهوةِ والشاي، ولا نَتوانى عنْ خدمةِ الضيوف، وأحْرَصُ في الوقتِ نفسهِ على الاسْتماعِ إلى الأحاديثِ التي تَدورُ في بيتنا، فأسمعُهمْ يتحدثونَ عنْ ضَرورة إحلالِ السَّلام في منطقتنا لكي نعيشَ في أمْنٍ وأمان، فَيزدادُ اهتمامي بكلِّ ما أسمعه. وحينما يحينُ وقتُ انصرافنا، أنا وأختي، إلى غُرفتنا لكي ندرسَ دُروسنا، تَصْطَدِمُ قَدمي بالطرابيزة، تَسقطُ من فوقها كأسٌ فارغةٌ وَتنكسر، أشعرُ بالحرَج، لأنَّ ملكاً مثلي يَنبغي أنْ يكونَ حَذِراً حينما يحركُ قدمَهُ، وحينما يَهمُّ بالنهوض. نَظَّفَ أبي المكانَ مِنْ بقايا الزجاج، وقال: لا تشعرْ بالحرج، مثلُ هذا الأمر يحدثُ معَ أيِّ إنسان. كدتُ أقولُ له: أنا مَلكٌ، ولستُ أيَّ إنسان. لكنني بقيتُ صامتاً وابتعدتُ. ثم أقنعتُ نفسي بأن الملكَ قدْ يتسببُ أيضاً في كَسْرِ كأسٍ من الزُّجاج.



4



بعدَ أسابيعَ مِنْ ذلكَ الصباحِ الذي رأيتُ فيه المرأةَ الشابة، سَاوَرَتْني الشكوكُ وقلتُ إنَّ أمْري انكَشَف.

ابتدأتْ هذه الشكوكُ حينما استيقظتْ سلافةُ وقالتْ: صَباحُ الخيرِ يا صَاحبَ الجلالة!

قُلت لها: صَباحُ الخير، ولكنْ لماذا صَاحبُ الجلالة؟

قالتْ: مَا الخطأ في ذَلك؟ أنتَ تَستحقُّ أن تكونَ صاحبَ الجلالة! ألا يُرضيكَ ذلك؟

قلت: يُرضيني طبعاً، ولكنْ ما الذي خَطرَ ببالكِ كيْ تقولي هَذا الكَلام؟

قالتْ: ربما كانَ المسلسلُ التلفزيوني الذي رأيناه ليلةَ أمسِ هو السّبب.

قُلت: هل المسلسلُ هو السّبب بالفعل؟

وَيبدو أنَّ سُلافةَ اسْتغربَتْ إلحاحي على طَرْحِ الأسئلةِ، سألتْ: هل أنتَ مُتضايقٌ مما قلتُه لَك؟

قُلت: لستُ مُتضايقاً، وإنما أحبُّ أنْ أعرفَ كلَّ شيء بِدِقَّة.

قالت: بوسْعِكَ أنْ تُناديني صاحبةَ الجلالة، ولنْ أتضايقَ.

قلتُ محاولاً إنهاءَ الموضوع: أنتِ تَستحقين أنْ تكوني صَاحبةَ الجلالة.



5



غادرتْ سلافةُ الغُرفةَ وَتركَتني نهباً للشّكوك. هي في العاشرة منَ العمر، وأنا أحبُّها وأحترمُها، ويبدو أنها عَرَفتْ بطريقةٍ ما أنني مَلك. بطبيعةِ الحال، يَسرُّني أنْ تَعرفَ أخْتي أنني مَلك، وَيسرُّني أنْ يعرفَ الناسُ كُلُّهُم أنني مَلك، لكنني أشفقُ على أخْتي وعلى أبي وأمّي وعلى أصْدقائي وعلى أبْناءِ مَدينتي، مِنْ نتائجِ ذلك، فأنا لا أريدُ أنْ أحَمِّلَ الناسَ فَوْقَ طَاقتهِم، ولا أحبُّ أنْ يَنشغلوا بي، ويصيبَهُم القلقُ الدَّائم بسببي، لأنَّهُ لا يُعقلُ أنْ يكونَ جَارُكَ مَلكاً ولا تُفكرُ بكلِّ صَغيرةٍ وكبيرةٍ منْ تَصرفاتِكَ اليوْميّة. قَدْ تُضطرُّ إلى المشْي على رُؤوسِ أصَابعِ قَدميك كيْ لا تُزعجَ الملك، وَهذا ما لا أريدُهُ. لا أريدُ لأفْرادِ أسرتي ولأصدقائي ولأبناء مدينتي أنْ يَعيشوا حَياتهم في حالةٍ من الاسْتنفارِ الدائم، أريدُهُم أنْ يَعيشوا حَياتهم منْ دونِ أي شعورٍ بالحرَج أو الاضطرارِ إلى اتخاذِ إجراءاتٍ استثنائيةٍ، خِدْمَةً للملك.



6



غادرتُ البيتَ مُسرعاً وقصدتُ بيتَ حَنَّا وسوزان.

سَأجدُ الخبرَ اليقينَ عندَ حنا وسوزان، إنهما صَديقان مُخلصان لي ولا يمكنُ أنْ يُخْفيا عني شيئاً.

وَجَدْتُهما في البيت. قلت: لنْ آخذَ منْ وَقْتِكُما كثيراً، ولكنْ اسْمَحا لي بأنْ أطرحَ بعضَ الأسئلة.

قالَ حنا: اسألْ ما تُريد.

قالتْ سوزان: ماذا تريدُ أنْ تَسأل؟

سألت: هلْ سَمعتُما عنْ مَلكٍ في هذه المدينة؟

ضحكَ حنا: هل جئتَ لكي تَمزحَ معنا؟

قالتْ سُوزان: ليسَ لدينا وقتٌ للمزاح!

قلتُ جَادّاً: أنا لا أمْزَح.

قال حنا: لم أسمعْ عنْ ملكٍ في هذه المدينة.

قالت سوزان: أنا أيضاً لم أسمعْ عنْ ملكٍ في المدينة.

رغبتُ في التفاخر، وكدتُ أخْبرُهما بأنني أنا نفسي مَلك، غيرَ أنني خفتُ عليهما مِنْ شدةِ المفاجأة.

قلت: ملكٌ صغيرٌ في التاسعةِ منَ العُمر!

ضحكَ حنَّا: يا إلهي! هلْ يوجدُ هذا الملكُ فعلاً، وفي التاسعةِ مِنَ العُمر!

قالتْ سوزان مُتعجِّبة: في التاسعة!

قال حنا: كَمْ أحبُّ أنْ ألتقي هذا الملك!

قالت سوزان: أنا أيضاً أحبُّ أنْ ألتقيه.

سررتُ وأنا أستمعُ إلى كَلماتهما الأخيرة، لكنني سَيْطَرْتُ على نفسي، وقلتُ في سري: على الملكِ أن يَتصرفَ بمنتهى المسؤوليةِ.

قالَ حنا: لو كانَ هناكَ ملكٌ في المدينة لتحدثتْ عنهُ محطاتُ الإذاعةِ والتلْفَزَة!

قلتُ بأسلوبٍ غامضٍ مُثيرٍ للانتباه: إنه ملكٌ سرّي! لا يحبُّ أنْ يَنشغلَ به الناس!

قال حنا: لأوَّلِ مَرةٍ أسمعُ أنَّ في هذه الدنيا مُلوكاً سرّيّين!

كررتْ سوزان: نعم، لأولِ مرة!

اطمأنَّ بالي وأدْرَكْتُ أنَّ سري لم يَنكشفْ، وإلاّ لَبَاحَ به حنا وأختُهُ سوزان.



7



أثناءَ عَوْدتي إلى البيت، تساءلتُ: هل تكونُ أختي سُلافةَ مَلكة!

تذكَّرْتُ قولَها لي: إنَّ بوسعكَ أنْ تُناديني صاحبةَ الجلالة! وفكَّرْتُ: سلافةُ لم تقلْ ذلكَ إلا لكَي تُلَمِّحَ لي بأنها مَلكة! إذاً، هي مَلكة، وهي تَستحقُّ ذلك. لكنني أشفقتُ على أمّي وأبي، إذْ سَيكونُ حِمْلُهُما ثَقيلاً لأنَّ لَدَيهما في البيتِ مَلكاً ومَلكة. أشفقتُ على حَنَّا ومحمَّد وسوزان وبقيةِ الأصْدقاء، أشْفقتُ على أهْلِ مَدينتي، سيكونُ حَذَرُهُمْ مُضَاعَفَاً، سَيجدونَ أنفسَهُم مُضطَرّين إلى المشْي على رُؤوس أصَابعِ أقْدامِهِم أكثرَ مما يَنبغي، وإلى التحدُّثِ هَمْساً، وذلكَ احتراماً للملكِ والملكة، وَحِرْصَاً على رَاحتهما. قُلت: سَأسعى إلى مَعْرِفَةِ سرِّ سُلافة، وَقَدْ أكْشفُ لها سِرّي لِكَي تَكشفَ لي سِرَّهَا.



8



انهمَكْتُ في مؤتمرِ الأطفالِ الذي انعقدَ في مَدينةِ رامَ الله تَضامُناً مَعَ أطْفَالِ فِلَسْطين.

انعقدَ المؤتمرُ بحضورِ ثلاثمائةِ وَلدٍ وبنتٍ منْ أنحاء العَالم، وَكانَ في عِدادِ الحضورِ أربعةُ أوْلادٍ إسْرائيليين وَثلاثُ بَنات، وهُم جَميعاً مُعارضونَ للاحتلال مُؤيدونَ للسَّلام. وكنتُ أنا وأختي سُلافةُ وابنُ خالي محمد وابنُ جيراننا حنا وأخته سوزان، منَ المشاركين في المؤتمر. تمّ انْتَخابي رَئيساً للمُؤتمر، وقلتُ في سري: ثمةَ مَنْ يَعْرِفُ أنني مَلك، ولذلكَ تمَّ انتخابي للرئاسة. أخْتي سلافةُ قالت إنَّ هذا الأمرَ تَمَّ بسببِ أنني أصغرُ الأعْضاء سِنّاً. لم أُجَادِلها كَثيراً في الأمْر، وَبقيتُ على قناعتي بأنَّ انْتخابي للرئاسةِ تمَّ بسببِ أنني مَلك، لأنَّ سوزان في التاسعة من العمرِ أيضاً، وَلم يُفكّرْ أحدٌ بِطَرْحِ اسْمها لرئاسةِ المؤتمر. شَكرْتُ للبناتِ وللأولادِ القادمينَ مِنْ مُختلفِ أقطارِ العالم قُدومَهُمْ إلينا للتَّضامُنِ مَعَنا، وَتذكَّرتُ كَلمات أبي أمامَ ضُيوفه فاستعنتُ بها. قلتُ: نحنُ بحاجةٍ إلى السَّلامِ الذي يَعترفُ لنا بحقوقنا، ثم أنهيتُ خطابي بالهتاف: عاشت الصداقةُ بينَ جَميع شُعوبِ العالم.

صفَّقَ الحضورُ لي، وشعرتُ أنني ملكٌ بالفعل، وأنني أستحقُّ رئاسةَ هذا المؤتمرِ الذي امتدَّ ثلاثةَ أيامٍ، قَضَيْناها في نقاشاتٍ مُثمرة، وفي قراءة نماذجَ من الشعر، وفي القيام بأنشطةٍ أخرى: الرَّسمِ وَعزفِ الموسيقى والغِناء، وتبادلِ العناوينِ.



9



ودَّعْنا الضيوفَ الأجانبَ، وعُدنا إلى بُيوتنا.

عُدتُ أنا وسلافةُ إلى البيت، وفي الطَّريقِ لم أحْتَمِلْ مُواصلةَ التَّكَتُّمِ على سِرّي من دونِ أنْ أكشفَ لسُلافةَ هذا السر. قلتُ لها: سَأطْلعُكِ على سرّي، ولكنَّ لي شَرْطَاً! قالتْ: ما هو الشَّرط؟ قُلت: تُطلعينني على سِرِّك. قالتْ: أنتَ تَعْرفُ أنني لا أخْفي عَنْكَ شيئاً. قلت: هذا صَحيح، والآنَ، أحبُّ أنْ تَعلمي أنَّ أخاكِ مَلك. قالتْ بصوتٍ يَنمُّ عنْ إعجاب: أنتَ ملك! قلتُ باتزانٍ لا يَليقُ إلا بالملوك: نعم. سألتْ: منذُ متى أصبحتَ ملكاً؟ قلت: منذُ ثلاثةِ أشهرٍ أوْ أكْثرَ قليلاً. قالتْ مُعاتبة: أخْفَيْتَ عني سرَّكَ كلَّ هذا الوقت! أبديتُ لها أسفي وقلتُ إنني أخطأتُ لأنني أخفيتُ السرَّ عنها. سألتْ: مَنْ نصَّبَكَ ملكاً؟ أخبرتها أنَّ أحداً لم يُنصبني ملكاً، لأنَّ ذلكَ لوْ حدثَ فلنْ يَبقى الأمرُ سِرَّاً، وسوفَ تَبُثُّ محطاتُ التَّلفَزَةِ حَفْلَ تَنصيبي مَلكاً. سألتْ: إذاً، كيفَ أصبحتَ ملكاً؟ أخْبرتها بما قَالته لي المرأةُ الشابةُ. قالتْ: ليتني أصْبِحُ مَلكة! قلتُ: إذاً فأنتِ لستِ ملكة! قالت: لو أنني ملكةٌ لأخبرتُكَ بذلكَ على الفور. شعرتُ بتعاطفٍ معَ أختي ولم أجدْ كلاماً يليقُ بالموقف أقولُهُ لها، قَبضْتُ على يدها وسِرْنا يَداً بِيَد.

قالتْ سلافةُ فيما نحنُ سَائران: صِفْ لي تلكَ المرأة. قلت: لها ابتسامةٌ جميلةٌ، ولها عَينانِ وَاسعتان. قالت: هلْ عَرَفْتَ إلى أينَ ذَهَبَتْ؟ قلت: لا، لم أعرفْ. سألتْ: ألم ترَها تطيرُ وتحلقُ مُبتعدةً في الفضاء؟ قلت: ما حاجتُها للتحليقِ في الفضاء، أعتقدُ أنها كائنٌ أرْضيٌ مثلنا. قالتْ: أشكُّ في ذلك. ازددتُ إعجاباً بنفسي، وقلتُ في سري: إذاً، ثمة مَنْ يأتيني من الفضاء لكي يقولَ لي: أنتَ مَلك. ازددتُ حُباً لسلافةَ لأنها أوْضَحَتْ لي حقيقةً كانتْ غائبةً عنْ بالي. سألتني: هلْ تتكرمُ بمساعدتي فيما إذا رأيتَ هذه المرأةَ ثانيةً؟ سألتُ: هلْ تَرغبينَ في أنْ تُصبحي مَلكة؟ قالتْ: نَعم.

كانتْ ساعةُ الغروبِ تَقترب، والسماءُ مجللةٌ بغيومٍ كَثيفة، والطقسُ باردٌ، وأنا وأختي نسيرُ في الشّارع مُتَّجِهَيْنِ نحوَ البيت. سألتُها: ماذا ستفعلينَ حينما تُصبحينَ مَلكةً؟ قالتْ: سَأشتري عشرينَ فُستاناً مَلكياً مِنْ تلكَ الفَساتينِ الطَّويلةِ التي تُغطّي قَدَميّ حينَما أرتديها وَتنسابُ مِنْ خَلفي على الأرْض. قلت: سوفَ تتسخُ إنْ لم تَرفعيها بِيَدَيْك. قالت: لنْ تَتّسخ، لأنني سأمشي فوقَ سِجَّادٍ أحمرَ نَظيف! راقَ لي مَشْهَدُ سُلافةَ وأنا أتَخَيَّلُها تَمشي فوقَ السجاد. سَألت: وماذا سَتفعلينَ أيضاً؟ قالت: سأقومُ برحلةٍ حَوْلَ العالم، لكي أتعرَّفَ على بلدانٍ كثيرة.

بَدأ المطرُ بالهطُول. تَلفَّتتْ سلافةُ نحوَ الغيومِ الدَّاكنةِ في السماء، ثم قالتْ لي: أسْرِعْ يا مَوْلايَ الملك، بعدَ قليلٍ يشتدُّ هُطولُ المطر.

تَلفتُّ نحوَ السماء، وأدركتُ أنَّ كلامَ سُلافةَ صَحيح. رَكَضْتُ وإياها، رَكضْنا كما لم نركضْ مِنْ قَبْل. وها أنذا في السابعةَ عشرةَ من عُمري، أجْلسُ وأكتبُ عن تلكَ الأيامِ المليئةِ بالأحْلام الجميلة، وأتذكَّرُ ذلكَ المشهدَ الممتعَ: مَشْهَدَ مَلِكٍ وأخْتِهِ يَرْكُضانِ تحتَ المطَر.





hglg; hgwydv >>!





قديم 08-21-2016, 08:53 PM   #2


الصورة الرمزية eyes beirut
eyes beirut غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 665
 تاريخ التسجيل :  Jul 2015
 أخر زيارة : 09-12-2024 (02:11 PM)
 المشاركات : 383,360 [ + ]
 التقييم :  9686334
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,139
تم شكره 9,799 مرة في 6,108 مشاركة
افتراضي رد: الملك الصغير ..!



تسلم ايدك ع الطرح


 
 توقيع : eyes beirut



قديم 08-21-2016, 09:07 PM   #3


الصورة الرمزية ملاك الورد
ملاك الورد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 716
 تاريخ التسجيل :  Aug 2015
 أخر زيارة : 09-10-2018 (11:02 PM)
 المشاركات : 500,671 [ + ]
 التقييم :  1019494
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
من جنون عشقــــي...
أحلم بك كل ليله....
وحين أستيقظ
أجد رائحة عطـــرك
تملاء سريرى ووسادتى
بل كل أركــان غرفتي
فيزيد إشتياقــــى إليك
لوني المفضل : Crimson
شكراً: 22,905
تم شكره 24,630 مرة في 12,520 مشاركة
افتراضي رد: الملك الصغير ..!



سلمت انآملك على الطرح المميز

ويعطيك العافيه على المجهود المبذول

ماننحرم من فيض عطائك وإبداعك

لك تحياتي وفائق شكري


 
 توقيع : ملاك الورد



تسلم يدينك غلاتي امجاد على الأهداء الرائع



اشكرك ياخياط على هذا تكريم الرائع ما قصرت ربي يسعدك




شكرا على تكريم الرائع ما قصرتي شموخي ياقلبي


قديم 08-21-2016, 10:23 PM   #4


الصورة الرمزية ڤَيوُلـآ
ڤَيوُلـآ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 114
 تاريخ التسجيل :  Mar 2014
 أخر زيارة : 06-19-2023 (12:52 AM)
 المشاركات : 96,955 [ + ]
 التقييم :  17494026
لوني المفضل : Brown
شكراً: 3,103
تم شكره 2,623 مرة في 849 مشاركة
افتراضي رد: الملك الصغير ..!



تحية إبدآع متوآصلْ
أحييكـ على روحـكـ آلعطرة
كآن لي بصمـة إعجآب بين طيآت صفحتكـ
مع بآقة ورد
،’
أنتظر آلقآدم بشوق
ودي قبل ردي

.
.


 
 توقيع : ڤَيوُلـآ

,

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ .


قديم 08-21-2016, 11:32 PM   #5


الصورة الرمزية هدوء ملكه
هدوء ملكه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1386
 تاريخ التسجيل :  Aug 2016
 أخر زيارة : 10-20-2016 (03:08 PM)
 المشاركات : 4,265 [ + ]
 التقييم :  3911
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي رد: الملك الصغير ..!



كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ
..
وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ
..


 
 توقيع : هدوء ملكه



قديم 08-21-2016, 11:32 PM   #6


الصورة الرمزية حكآيه
حكآيه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1398
 تاريخ التسجيل :  Aug 2016
 أخر زيارة : 09-14-2022 (04:10 AM)
 المشاركات : 58,141 [ + ]
 التقييم :  101737
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Crimson
شكراً: 5,668
تم شكره 2,583 مرة في 1,478 مشاركة
افتراضي رد: الملك الصغير ..!



شكرا لمروركم على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري


 

قديم 08-22-2016, 01:51 PM   #7


الصورة الرمزية اوراق الحنين
اوراق الحنين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 954
 تاريخ التسجيل :  Dec 2015
 أخر زيارة : 11-05-2016 (06:09 PM)
 المشاركات : 74,428 [ + ]
 التقييم :  55483
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : White
شكراً: 0
تم شكره 182 مرة في 138 مشاركة
افتراضي رد: الملك الصغير ..!



اختيار متميز ربي يعطيك العافيه ويسعد قلبك


 
 توقيع : اوراق الحنين



قديم 08-22-2016, 05:52 PM   #8


الصورة الرمزية أميرة الورد
أميرة الورد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1081
 تاريخ التسجيل :  Feb 2016
 أخر زيارة : 07-07-2024 (09:00 PM)
 المشاركات : 77,051 [ + ]
 التقييم :  1520545
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
‎هنـــاك أرواح نحبهــــــــا لأنهـا
‎صـافية كصفــــــاء السمـاء.
‎نقيــة كنقــــــاء النـــــدى...
‎ولا نريـــــد أن نـــــــرى
‎الضيـق يأتـــــي صوبهـــا..
لوني المفضل : Crimson
شكراً: 734
تم شكره 2,283 مرة في 1,570 مشاركة
افتراضي رد: الملك الصغير ..!



طرح رآقي وأنتقـــاء مميـــز ومجهود رائـــع
الله
يعطيكـ العافيه
لـروحكـ السعاده الدائمــه


 
 توقيع : أميرة الورد



قديم 08-22-2016, 08:21 PM   #9


الصورة الرمزية خياط
خياط غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 55
 تاريخ التسجيل :  Dec 2013
 أخر زيارة : 09-21-2024 (12:00 AM)
 المشاركات : 209,585 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لاتغلق الباب الذيَ بينك و بين الناس ‘ فقد تعودْ إليه مرةً اخرىْ
لوني المفضل : Crimson
شكراً: 24,207
تم شكره 19,291 مرة في 9,207 مشاركة
افتراضي رد: الملك الصغير ..!



,‘*
أختيااار أكـثر من رااائـع ’
وُجودك لـه وآقعٌ مُختلف / وكله تميز ..
شُكراً تمتد عميقاً وتنتشي لك بالورد
|‘,


 
 توقيع : خياط



قديم 08-22-2016, 11:58 PM   #10


الصورة الرمزية حكآيه
حكآيه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1398
 تاريخ التسجيل :  Aug 2016
 أخر زيارة : 09-14-2022 (04:10 AM)
 المشاركات : 58,141 [ + ]
 التقييم :  101737
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Crimson
شكراً: 5,668
تم شكره 2,583 مرة في 1,478 مشاركة
افتراضي رد: الملك الصغير ..!



يسلمو على المرور
نورتو


 

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الملك, الصغير
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

Forum Jump

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المهرج الصغير محمد الفاضل قصص - روآيات - حكايات ▪● 17 06-06-2016 01:13 AM
كشخة آدم الصغير شموخ وايليه أطفالنا ▪● 29 03-15-2016 08:46 AM
كوخي الصغير شموخ وايليه هذيان الروح ▪● 21 09-09-2015 08:39 PM
الطفل الصغير والحلاق...؟ حگـَآيآ آلّمطـرُ قصص - روآيات - حكايات ▪● 12 04-28-2015 04:48 PM
مكتبي الصغير طيف الامل YouTube ▪● 16 03-01-2015 10:34 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 02:24 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Security team

mamnoa 4.0 by DAHOM