حسن وجمال
لو تأملنا في معنى هذا الاسم فسنجد أن "الحور" جمع حوراء، وهي التي يكون بياض عينها
شديد البياض وسواده شديد السواد، و"العين" جمع عيناء، وهي واسعة العين..
وهي من أشد مظاهر الحسن في العيون..
وعن جمال نساء الجنة، "الحور العين" قال تعالى: ( وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ )
فالشيء المكنون هو المصان الذي لم يغير صفاء لونه ضوء الشمس، ولا عبث الأيدي
وشبههن في موضع آخر بالياقوت والمرجان (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ
وَلَا جَانٌّ فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ)
والياقوت والمرجان حجران كريمان لهما منظر حسن بديع، وقد وصف الحور بأنهن قاصرات
الطرف أي اللواتي قصرن بصرهن على أزواجهن، فلم تطمح أنظارهن لغير أزواجهن
وقد شهد الله -سبحانه- للحور بالحسن والجمال في قوله
(فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ. حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ).
وقد قال أبوهريرة -رضي الله عنه- إن في الجنة حوراء يقال لها العيناء
إذا مشت مشى حولها سبعون ألف وصيف [عن يمينها ويسارها كذلك]
وهي تقول: أين الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر.
وذكر ابن وهب عن محمد بن كعب القرظي أنه قال: والله الذي لا إله إلا هو لو أن امرأة
من الحور العين أطلعت سوارها من العرش لأطفأ نور سوارها الشمس والقمر، فكيف المسورة
وأن ما خلق الله شيئا تلبسه إلا عليه ما عليها من ثياب وحلي.
عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم– قال:
(إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط وإن مما يغنين:
نحن الخيرات الحسان، أزواج قوم كرام، ينظرن بقرة أعيان، وإن مما يغنين به أيضاً: نحن الخالدات
فلا نمتن، نحن الآمنات فلا نخفن، نحن المقيمات فلا نظعن..
ورد في معجم الطبراني الأوسط بإسناد صحيح:
عن معاذ -رضي الله عنه- عن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" أنه قال:
(لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه
قاتلك الله فإنما هو دخيل عندك يوشك أن يفارقك إلينا ).
زوجة الشهيد من الحور العين ورد في مسند أحمد وسنن الترمذي بإسناد صحيح:
وقد ورد أن الشهيد يزوج باثنين وسبعين زوجة من الحور العين، ففي سنن الترمذي
وسنن ابن ماجه، بإسناد صحيح عن المقدام بن معدي كرب قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: (للشهيد عند الله ست خصال، يغفر له في أول دفعة
من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر
ويوضع على رأسه تاج الوقارالياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنين وسبعين زوجة
من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقربائه).
هذا غيض من فيض مما أعده الله لعباده المتقين في الجنة جزاءً لهم على عبادتهم إياه
وطاعتهم له سبحانه وتعالى.. وثوابًا لهم على صبرهم ومجاهدتهم لنفسهم.. فكما كان الله أحب
إليهم من الدنيا ومافيها.. أصبحوا هم من أهل الجنة أحباب المولى في الآخرة
الذين ينعمون برؤية وجهه الكريم، ومرافقة نبيه الحبيب
الصفحة الدينية
بقلم : غادة بهنسي