04-17-2015, 09:20 PM
|
|
|
|
ميزآن اهل المحبة..؟
جماﻻت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخَلقية خُصَّ بها وتفرد بها عن كل البرية، وهذه خصوصية إلهية ﻻ يشاركه فيها أحد من الخلق من السابقين وﻻ الﻼحقين، وﻻ ينبني عليها أصل من أصول القرب إلى حضرة الله، وﻻ مقام صحيح يتقرب به العبد إلى موﻻه جل في عﻼه.
أما الذي عليه المرام، والذي يتوقف عنده كل السائرين إلى حضرة الملك العﻼم، وعليه تبنى المقامات اﻹيمانية، وعليه تتوقف العطاءات من رب البرية، فهذا يتجلى في أخﻼقه صلى الله عليه وسلم التي خُصَّ بها دون النبيين والمﻼئكة المقربين والخلق أجمعين:
فاق النبيين في خلق وفي خُلُق فلم يدانوه في علم وﻻ كرم
ولذا فإني أضع كما وضح لي من مناهج الصالحين لﻸحبة ميزان يزنون به أنفسهم ليعرفون مكانتهم عند الله، ويزنون به غيرهم ليعلموا حاله ومكانه عند الله، هذا الميزان هو التخلق بأخﻼق النبي صلى الله عليه وسلم.
الناس جميعاً يهتمون بالعبادات الظاهرية الشكلية، والله ينظر إلى طهارة القلوب وخلوها من الشهوات والحظوظ واﻷهواء والدنيا الدنية، وميزان العطاء، وميزان الخَلْق ليس فيه كثير غَنَاء، ﻷنه ميزان بحسب الهوى، فالمريد الصادق دائماً ينظر إلى خُلقه، ويزنه بخُلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا أبت نفسه أن يكون على كمال أخﻼق الحبيب فليعلم علم اليقين أنه إذا أصر على ذلك ليس له في مقامات القرب نصيب، كيف يتعصب لنفسه وﻻ يتعصب للحَبيب الذي صنعه الله على عينه وأمرنا أن نتأسى به صلى الله عليه وسلم؟ فيزن اﻹنسان نفسه بذلك.
من جملة هذه الموازين ما ورد عن وصف الحَبيب صلى الله عليه وسلم وأخﻼقه عن أصحابه المباركين، لنزن أنفسنا بها، فهذا ميزان ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها، حيث تقول:*{لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَﻻ مُتَفَحِّشًا، وَﻻ صَخَّابًا فِي اﻷَسْوَاقِ، وَﻻ يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ}{1}
وأخرج الزبيدي في اتحاف السادة المتقين والمتقي الهندي في كنز العمال عنه صلى الله عليه وسلم:*"كان صلى الله عليه وسلم يعطي كل من جلس إليه نصيبه من وجهه، حتى كأن مجلسه وسمعه وحديثه ولطيف محاسنه وتوجهه للجالس إليه، ومجلسه مع ذلك مجلس حياء وتواضع وأمانة، قال تعالى:*{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ ﻻَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}، وكان صلى الله عليه وسلم ﻻ يواجه أحداً في وجهه بشيء يكرهه".
إذا كان معي شيء من الفظاظة ﻻ بد أن أعالجها ﻷنه لم يكن صلى الله عليه وسلم فظاً، وﻻ غليظ القلب، وﻻ صخاب في اﻷسواق، فلم يكن صوته عال بل هاديء ورزين، فمن كان صوته عالٍ ﻻ بد أن يراجع نفسه، هل صوتك العالي مثل رسول الله أم حسب هواك؟ راجع نفسك، وكان صلى الله عليه وسلم ﻻ يجزي بالسيئة السيئة، وهذا دليل على الكمال ولكنه صلى الله عليه وسلم يعفو ويصفح.
فإن اﻹنسان إذا لم يصل إلى درجات الكمال يحمل ضغائن من هذا، ويحمل حقداً على هذا، ويريد أن يُفعِّل ذلك بأن يخرجه من حيز النفس إلى حيز الفعل. لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يَخزُن في نفسه إﻻ الخير كل الخير، ﻻ يسمح للشر وﻻ من اقترب منه أو ﻻذ به أن يدخل إلى صدره أو إلى قلبه، ﻷن الله جعل قلبه قلب سليم، فﻼ يدخله سوء الظن بأحد من الخلق، فإذا كان عندي سوء ظن أراجع هذه الخصلة، ممن ورثتها؟ وبمن أتأسى في فعلها؟.
ولم يكن صلى الله عليه وسلم يتغيظ أو يغتاظ لنفسه قط، حتى أن هذه اﻷوصاف والنعوت جاء نعته بها في الكتب السماوية السابقة، فقد قيل لسيدنا عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وكان قد اطلع على التوراة واﻹنجيل والكتب السماوية السابقة: بم وُصف رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة واﻹنجيل؟ فقال رضي الله عنه:
{أَجَلْ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِصِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ: يَأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَحِرْزًا لِﻸُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ، لَسْتَ بِفَظٍّ وَﻻ غَلِيظٍ، وَﻻ صَخَّابٍ فِي اﻷَسْوَاقِ، وَﻻ يَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ الله حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ، بِأَنْ يَقُولُوا: ﻻ إِلَهَ إِﻻ اللَّهُ، فَيَفْتَحَ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا}{2}
موازين العارفين والصادقين وطالبي القرب من حضرة رب العالمين، هي الموازين اﻹلهية التي يقول الله فيها لنا:*{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}اﻷحزاب21
وهذا جهاد أهل المشاهدات.
أهل المكابدات يجاهدون للحصول على الحسنات والدرجات في الجنات، لكن أهل المشاهدات يجاهدون في التخلق بأخﻼق حضرته ليصلوا إلى كمال القرب من رب العالمين في أعلى المواجهات، وفي أسنى التجليات، وفي أعظم المكاشفات ميراثاً لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، ولذلك ينبغي على طﻼب أهل هذا المقام أن يعيشوا بالكلية في أحوال حضرة النبي في هذا الباب، ويتشبهوا به كمال التشبه في كل أحواله مع الخلق، عسى الله أن ينقلهم للتشبه به في باطنه مع الحق عز وجل
{1} أخرجه الترمذي في الشمائل وصحيحه الجامع وأحمد في الزهد وابن أبي شيبه في مصنفه وابن حبان
{2} صحيح البخاري ومسند أحمد
*
ld.Nk hig hglpfm>>? Hp.Nk hglpfm? hig
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-17-2015, 09:25 PM
|
#2
|
رد: ميزآن اهل المحبة..؟
جزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ,, على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان
على طرحك المحمل بنفحات ايمانيه
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-17-2015, 10:48 PM
|
#3
|
رد: ميزآن اهل المحبة..؟
جَزَاك الْلَّه خَيْر الْجَزَاء
وَجَعَل مَا كُتِب فِي مَوَازِيّن حَسنَاتك
وَرَفَع الْلَّه قَدْرَك فِـي الْدُنَيــا وَالْآخــــــرَّة وَأَجْزَل لَك الْعَـــــــطـاء وَدُي قبَلْ رَديُ
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-18-2015, 02:08 AM
|
#4
|
رد: ميزآن اهل المحبة..؟
جزاك الله خيرا
واثابك الله على عمل الخير
وجعله الله في ميزان حسناتك يارب
لروحك الورد
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-18-2015, 05:35 PM
|
#5
|
رد: ميزآن اهل المحبة..؟
جَملْ الله قَلبكْ بِنوٌرْ الَإيمَآنْ..
وُمتعكْ بِروٌعةُ الجِنَآنْ
وُكتبَ لَك الَأجرْ وٌالثوُآبْ
لِـ رُوحكْ عَبقِ اليَآسَمينْ
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-19-2015, 10:55 AM
|
#6
|
لا بأسَ .
رد: ميزآن اهل المحبة..؟
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-21-2015, 06:06 AM
|
#7
|
رد: ميزآن اهل المحبة..؟
بارك الله فيك ونفع بك
اسأل الله العظيم
ان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
وان يثيبك البارئ على ما طرحت خير الثواب
دمت بحفظ الرحمن
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-21-2015, 10:30 PM
|
#8
|
رد: ميزآن اهل المحبة..؟
جزـآآك الله خير ع ـآآلطرح
وجعله في ميزـآن حسنـآتك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-22-2015, 04:54 PM
|
#9
|
رد: ميزآن اهل المحبة..؟
,
جزاك الله خير على انتقائك المميز
ودي وتقديري ل سموك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-24-2015, 02:52 AM
|
#10
|
رد: ميزآن اهل المحبة..؟
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك وفي طرحك القيم
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
أدوات الموضوع |
إبحث في الموضوع |
|
|
انواع عرض الموضوع |
العرض المتطور
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 10:53 PM
| | | | | | | | | |