03-22-2015, 02:25 AM
|
|
|
|
الكون مخلوق لحكمه ولهدف...؟
**◄إنّ من الضروري للمسلم أن يعرف أن هذا الكون لم يُخلق عبثاً ولهواً ولعباً بعيداً عن الحكمة، وهذا ظنُّ الذين كفروا من الملحدين الماديين، الذين ﻻ يعترفون بهدف للخلق؛ ﻷنّهم يعتقدون أنّ الطبيعة الفاقدة للعقل والشعور والهدف هي التي ابتدأت الخلق، بصدفة عمياء، ولهذا فإنّهم يؤيّدون اللغويّة وعدم الفائدة في مجموعة الوجود.*
*وهذه النظرة ليست جديدة بل لها جذور تاريخية، وقد كانت الجاهلية اﻷولى تؤمن بهذه العبثيّة، يقول تعالى:**
*(وَقَالُوا مَا هِيَ إِﻻ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِﻻ الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِﻻ يَظُنُّونَ) (الجاثية/ 24).*
*-*نظرة اﻹسﻼم إلى الخلق:*
*أمّا نظرة اﻹسﻼم إلى الخلق فهي ظاهرة من قوله تعالى:*
*(وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَاﻷرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا ﻻعِبِينَ * لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا ﻻتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ * بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) (اﻷنبياء/ 16-18).*
*وقوله سبحانه: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا ﻻ تُرْجَعُونَ) (المؤمنون/ 115).*
*وقوله تعالى:*
*(أَيَحْسَبُ اﻹنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى) (القيامة/ 36).*
*فما هو الهدف إذن من الخلق ..؟؟*
*الهدف من الخلق ﻻ يعود إلى الخالق تعالى، فهو غنيٌّ عن خلقه، وإنما يعود إلينا نحن المخلوقين الناقصين.*
*يُمكن القول إنّ الهدف من خلقنا هو تكاملنا وارتقاؤنا وذلك يحصل بمعرفتنا لخالقنا وبعبادته أي طاعته.*
*فبطاعته نتكامل ونسلك طريق الحكمة، وبعصيانه نتسافل إلى الحيوانيّة والشهوانيّة واللغوية والﻼهدفيّة.*
*يقول تعالى مشيراً إلى غاية خلق اﻹنسان:**
*(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَاﻹنْسَ إِﻻ لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات/ 56).*
*(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ اﻷرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ اﻷمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) (الطﻼق/ 12).*
*(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَﻼ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (الملك/ 2).*
*-*لغو الكفّار ولهوهم:*
*وحيث كان الكفار ينظرون إلى الدنيا نظرة عابثة ﻻغية ﻻهية إنعكس ذلك على سلوكهم، فإنّهم يأخذون اﻷمور حتى المهمّة منها – كمسألة الدين المصيريّة – مأخذاً لهويّاً، يقول سبحانه:*
*(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﻻ تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّﻼةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ ﻻ يَعْقِلُونَ) (المائدة/ 57-58).*
*نُﻼحظ في هذه اﻵيات أنّ الكافرين يتعاملون مع الدين وهو مسألة مهمّة وخطيرة؛ ﻷنّه يمثِّل مصير اﻹنسان باستهزاء ولعب.*
*والهزو:*
*هو الكﻼم المصحوب بحركات تُصوّر السخرية، ويُستخدم لﻺستخفاف واﻹستهانة.*
*واللعب:*
*هو الذي يصدر عبثاً وبدون هدف صحيح، أو خالياً من أيِّ هدف؛ وسُمّيت بعض أفعال الصبيان لعباً لنفس السبب.*
*يُروى عن لقمان الحكيم:*
*"... وللغافل ثﻼث عﻼمات السهو، واللهو، والنسيان".*
*ويُروى عنه محذّراً إبنه من مجالس اللهو وطالباً مجالسة أهل الحكمة والذكر: "إختر المجالس على عينك، فإن رأيت قوماً يذكرون الله فاجلس معهم، فإن تكن عالماً ينفعك علمك، وإن تكن جاهﻼً علّموك، ولعلّ الله تعالى أن يظلّهم برحمة فيعمّك معهم".*
**-*تصحيح رؤية الكفّار وتنبيه المؤمنين:*
*ومن أجل أن يحوِّل القرآن أفكار الكفّار العبثيّة الﻼغية من أفق هذه الحياة المحدودة إلى عالم أوسع، يُبيّن لهم حقيقة الحياة الدنيا بالنسبة إلى الحياة اﻵخرة التي ﻻ يؤمنون بها، يقول سبحانه:*
*(وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِﻻ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ اﻵخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (العنكبوت/ 64).*
*ومعنى اللهو:*
*كلّ عمل يصرف اﻹنسان عن مسائل الحياة اﻷساسيّة. أمّا اللعب: فيطلق على اﻷعمال التي فيها نوع من النظم الخياليّ، والهدف الخياليّ، ففي اللعب مثﻼً يكون أحد الﻼعبين ملكاً، واﻵخر وزيراً، والثالث قائداً للجيش، والرابع سارقاً، وبعد إنتهاء اللعب المؤقّت يعود كلُّ شيء إلى مكانته.*
*-*وﻻ تنسَ نصيبك من الدنيا:*
*ما مرّ من كﻼم قد يوحي لبعض الناس بأنّ حياة المؤمن قاتمة، سوداء، جادّة إلى أبعد الحدود، ﻻ ترفيه، ﻻ لعب، ﻻ تسلية، ﻻ سياحة، بل فقط عليه أن ينظر إلى ما وراء الدنيا، إلى الموت والقبر والقيامة واﻵخرة، ويترك الدنيا ﻷهلها ومحبّيها...*
*في الحقيقة ليس اﻷمر كذلك، فاﻹسﻼم دين يُحاكي فطرة اﻹنسان وطبيعته، ويُعطي لكلِّ شيء حقّه، فاﻹنسان ليس ملكاً من المﻼئكة بل فيه جنبة مادّية ﻻبدّ من مراعاتها، وإﻻ إذا لم تُراعَ أدّت إلى ردّة فعل عكسيّة.*
*قال أحد السلف :*
*"روّحوا قلوبكم فإنّها إذا أُكرهت عميت".*
*وقال أيضاً:*
*"إنّ للقلوب شهوة وكراهة وإقباﻻً وإدباراً فأتوها من إقبالها وشهوتها فإنّ القلب إذا أُكره عمي".*
*وعن رسول الله (ص):*
*"ينبغي للعاقل إذا كان عاقﻼً أن يكون له أربع ساعات من النهار:*
*ساعة يُناجي فيها ربّه، وساعة يُحاسب فيها نفسه، وساعة يأتي أهل العلم الذين يُبصرونه في أمر دينه وينصحونه، وساعة يُخلّي بين نفسه ولذّتها من أمر الدنيا فيما يحل ويحمد".*
*هذا وقد شاهدنا وسمعنا عن أناس كانوا ملتزمين باﻹيمان إﻻ أنهم انقلبوا على أعقابهم؛ ﻷنّهم فهموا الدِّين وأُفهموه بشكل قاتم سلبي، ممّا أدّى إلى ردّة فعل عكسيّة، فتركوا اﻹلتزام والعمل الصالح.*
*-*اللهو الهادف:*
*لقد مرّت معكم آيات عديدة تذمّ حالة اللهو الﻼغي، وإليكم بعض اﻷحاديث التي تذمّ هذه الحالة التي تُنسي اﻹنسان مسؤوليّاته الجادّة، قيل في اﻷثر :*
*"اللهو من ثمار الجهل".
*وقيل ايضا :*
*"المؤمن يعاف اللهو ويألف الجدّ"، "ﻻ يُفلح من وَلِه باللعب وإستهتر باللهو والطرب".*
*وفي المقابل هناك أحاديث تُشير إلى نماذج من اللهو الهادف الذي يُرفِّه اﻹنسان المؤمن به عن نفسه، وإليكم بعضها.*
*عن رسول الله (ص):*
*"عليكم بالرمي فإنّه خير لهوكم".*
*وعنه (ص):*
*"من ترك الرمي بعدما علمه رغبة عنه فإنّها نعمة كفرها".*
*إذن على اﻹنسان المؤمن أن يكون جادّاً حكيماً في الحياة، ولكن ﻻ يعني ذلك ترك الدنيا وإعمارِها وبنائِها.►**
hg;,k log,r gp;li ,gi]t>>>? lp;li hg;,k
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-22-2015, 06:48 AM
|
#2
|
رد: الكون مخلوق لحكمه ولهدف...؟
لجهودكم باقات من الشكر والتقدير
على المواضيع الرائعه والجميلة
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-22-2015, 12:05 PM
|
#3
|
رد: الكون مخلوق لحكمه ولهدف...؟
-
جزيت خير الجزاء على جميل الاختيار
يعطيك العافيه ي الغلا وجعله الله لكِ في موازين حسناتك ..
لروحك باقات الجوري .,،
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-22-2015, 12:07 PM
|
#4
|
رد: الكون مخلوق لحكمه ولهدف...؟
جزاك الله خير الجزاء
جعله الله في ميزان حسناتك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-22-2015, 12:45 PM
|
#5
|
رد: الكون مخلوق لحكمه ولهدف...؟
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-22-2015, 03:08 PM
|
#6
|
رد: الكون مخلوق لحكمه ولهدف...؟
جَزَاك الْلَّه خَيْر الْجَزَاء
وَجَعَل مَا كُتِب فِي مَوَازِيّن حَسنَاتك
وَرَفَع الْلَّه قَدْرَك فِـي الْدُنَيــا وَالْآخــــــرَّة وَأَجْزَل لَك الْعَـــــــطـاء وَدُي قبَلْ رَديُ
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-22-2015, 04:56 PM
|
#7
|
رد: الكون مخلوق لحكمه ولهدف...؟
طرح قيم ومميز
بارك الله فيك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-23-2015, 11:18 PM
|
#8
|
رد: الكون مخلوق لحكمه ولهدف...؟
جزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ,, على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان
على طرحك المحمل بنفحات ايمانيه
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-24-2015, 08:24 AM
|
#9
|
رد: الكون مخلوق لحكمه ولهدف...؟
متمرده
اسعدني مرورك الراقي
دمت بالف خير
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-24-2015, 08:25 AM
|
#10
|
رد: الكون مخلوق لحكمه ولهدف...؟
عطر الحروف
اسعدني مرورك الراقي
دمت بالف خير
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
أدوات الموضوع |
إبحث في الموضوع |
|
|
انواع عرض الموضوع |
العرض المتطور
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 08:40 AM
| | | | | | | | | |