07-20-2024, 11:43 PM
|
|
|
|
|
لا تنزع القناع!
د. م. عصام أمان الله بخاري
يروى أن مدير جامعة عربية كان ناجحاً في عمله ويحظى باحترام الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والفريق الإداري، كان كريماً عطوفاً يحرص على الجميع ويسعى في خدمتهم وتسهيل أمورهم، وبعد مرور أربع سنوات وانتهاء مدة خدمته غادر منصبه، ليتفاجأ بمن كانوا حوله وقد نزعوا الأقنعة وراح بعضهم يتعامل معه بسخرية وقلة تهذيب وفي مقدمتهم مدير مكتبه الذي لم يتوقع يوماً من الأيام أن يرى منه هذه المعاملة بعد أن كان يخاطبه بقمة الاحترام والذوق... مرت بضعة أشهر ويأتي القرار بتجديد تعيين ذلك المدير في منصبه على رأس الجامعة، ولك أن تتصور كيف ازرقّت واحمرّت واصفرّت أوجه الموظفين الذين نزعوا القناع وأساؤوا الأدب مع مديرهم الذي عاد إليهم من جديد مكشراً أنيابه ومخالبه وتعامل معهم بما يستحقون وخصوصاً مدير المكتب الذي عض أصابع الندم على شر أعماله وسوء أخلاقه مع من أحسن إليه. في الواقع يخطئ الكثيرون بحرق كل الجسور وتدمير كل الذكريات والمواقف الطيبة بإساءة التعامل عند مغادرة مكان العمل لمكان آخر أو عند انتهاء المصلحة أو العلاقة النفعية من تعاقد وزمالة عمل. بينما يمكن استثمار الوداع بشكل ذكي يفتح المجال لفرص جديدة في المستقبل. ذكرني ذلك بمدير فندق ياباني كان يستثمر بسخاء في قائمة وجبة الإفطار من طعام وشراب وخدمات، ولما سأله ملاك الفندق عن السر وراء ذلك أجابهم: "وجبة الإفطار عادة ماتكون آخر شيء يقوم به الزبائن في فندقنا قبل مغادرته، ولذلك فأنا حريص أن أصنع أفضل ذكرى ممكنة لهم قبل خروجهم أملاً في أن يعودوا مرة أخرى أو على الأقل أن يذكروا فندقنا بخير لأصدقائهم ومعارفهم". من تجربة شخصية، احرص دوماً على إنهاء العلاقة المهنية أو التعامل التجاري بشكل ودي وجميل ما استطعت إلى ذلك سبيلا. كانت نتيجة ذلك أن الكثير من الصفقات الناجحة والمشاريع المميزة قامت بسبب علاقات مع جهات لم تنجح المفاوضات معها من قبل أو لم تستكمل معهم المشاريع القديمة لعوامل مختلفة. وحتى على الصعيد المهني، فكم رأيت وعرفت أشخاصاً عادوا إلى أماكن عملهم السابقة أو جمعتهم الأيام مرة أخرى مع مديري وزملاء سابقين في مشاريع وأماكن عمل جديدة، وكانت الذكرى الطيبة وحسن التعامل والمهنية والاحترافية العالية هي جواز السفر إلى تلك المناصب، وإذا كان روني كينسي يقول:"اختر الناس الذين سيذكرون اسمك في غرفة مليئة بالفرص!"، فأؤكد لك أن عملك وإنجازك وحسن تعاملك حتى بعد الوداع ونزع القناع هو الذي سيشجع الناس على ذكر اسمك واستقطابك إلى المشاريع الناجحة والتحديات الجديدة الحافلة بالفرص والخير، وتذكر يوسف عليه السلام الذي خاطب الفتى الذي كان معه في السجن: "اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ"، ورغم أن الشيطان أنسى الفتى ذكره عند الملك، إلا أنه تذكره مباشرة عندما احتار الملك في تفسير رؤياه وكان سبباً بتوفيق الله في أن يصير يوسف عليه السلام بعدها على خزائن الأرض. وختاما، ربما ينتهي عقدك مع جهة عملك وتنتهي علاقتك الرسمية مع رؤسائك وزملائك في العمل. وربما تنتهي المفاوضات وأنت لم تكسب الصفقة أو خسرت المشروع، ورغم ذلك كله إياك ثم إياك أن تظنها نهاية المطاف وتسيء التعامل مع أي أحد فلا تدري ما الذي تخبئه لك الأيام. لا تخسر مصداقيتك وسمعتك فكل الألقاب والمناصب ستمضي وستتغير وستبقى سيرتك وكيف سيذكرونك بعد رحيلك! وباختصار، عندما تنتهي المصالح لا تنزع القناع، بل عش صادقاً خلوقاً واثقاً وكن ذلك الشجاع الذي ينجح ويفرض على الناس حبه واحترامه بدون أي قناع!
gh jk.u hgrkhu!
_______________________
________________
والله لو صحب الإنسانُ جبريلا لن يسلم المرء من قالَ ومن قيلا َ
قد قيل فى الله أقوالٌ مصنفة تتلى لو رتل القرآنُ ترتيلا َ
قالوا إن له ولدًا وصاحبة زورًا عليه وبهتانًا وتضليلا َ
هذا قولهمُفي.. الله خالقهم
فكيف لو قيل فينا بعض ما قيلا ..
***
انا زينـــــــــــــه
|
07-24-2024, 07:21 PM
|
#2
|
[
رد: لا تنزع القناع!
طرح رائع وجميل
سلمت الانامل على الانتقاء
بنتظار جديدك المميز
مودتي
|
|
|
07-24-2024, 11:01 PM
|
#3
|
رد: لا تنزع القناع!
لكم منى الشكــــر اجزله ... ومن التحيه أخلصــها
علي جهودكم
|
|
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا إله إلا أنت استغفرك ربي واتوب إليك -
|
08-23-2024, 05:52 PM
|
#4
|
رد: لا تنزع القناع!
|
|
|
09-12-2024, 09:02 PM
|
#5
|
رد: لا تنزع القناع!
لكم من الابداع رونقه
ومن الاختيار جماله
دام لنا عطائكم المميز والجميل
|
|
|
أدوات الموضوع |
إبحث في الموضوع |
|
|
انواع عرض الموضوع |
العرض المتطور
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 06:03 PM
| | | | |