12-29-2014, 02:28 PM
|
|
|
|
محدثات الأمور
محدثات الأمور
ـ
عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" رواه البخاري ومسلم (1).
وفي رواية لمسلم : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد".
ترجمة الراوي : ـ
هي السيدة المبرأة عائشة بنت أبي بكر الصديق ـ رضى الله عنهما ـ تزوجها صلى الله عليه وسلم بمكة وهي بنت ست سنين قبل الهجرة بثلاث سنين ودخل بها في المدينة المنورة وهي بنت تسع سنين ، وكانت أحب نسائه إليه بعد خديجة ـ رضى الله عنها ـ وكناها النبي صلى الله عليه وسلم بـ "أم عبد الله " بابن أختها أسماء بطلب منها لشدة حبها إياه ، وتوفى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم وهي بنت ثمان عشرة سنة وتوفيت بعده بأربعين سنة ، روى عنها ألفا حديث ومائتان وعشرة أحاديث . ومن مناقبها ـ الكثيرة ـ أنها كانت ـ رضى الله عنها ـ أسخى الناس ، وها هي ذي أم ذر تحكي لنا ذلك قالت : بعث ابن الزبير إلى عائشة بمال ـ أراه مائتي ألف أو مائة ألف ـ فقسمته بين الناس ، وأمست وهي صائمة وما عندها من ذلك درهم ، فرضى الله عنها وأرضاها.
دروس وعبر من كلام سيد البشر
ـ
الفقهية : ـ
1ـ اعتبار الأمر المبتدع هو نفسه رد من قبيل المبالغة ، أي : باطل غير معتد به ، وصاحبه ليس له من الأجر شئ إنما يجهد نفسه ماديا وجسديا ويضيع وقته وذلك كنذر القيام ، وعدم الاستظلال في الصوم فهو غير مشروع وبالتالي فلا يطمع صاحبه في الأجر مطلقا .
2ـ والبدعة تطلق على ما يقابل السنة ، يوضح لنا هذا ما رواه الإمام الدارمي في سننه عن العرباض بن سارية رضى الله عنه قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر ثم وعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ، فقال قائل : يا رسول الله ، كأنها موعظة مودع فأوصنا قال : "أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا ، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجد ، وإياكم والمحدثات ، فإن كل محدثة بدعة"(2) . وللعلماء في تحديد معنى البدعة أقوال نقسمها إلى : عادية وتعبدية ، وحقيقية وإضافية ، وحسنة وسيئة ، وفعلية وتركية ، واعتقادية وقولية وعملية ، وكلية وجزئية ، وبسيطة ومركبة . . . تطلب في مظانها (3).
الأصولية : ـ
" ما ليس منه " .
أي ليس من الشرع ، وهذا دليل على أن الأمور المستجدة التي تلحق بالأمور المنصوص عليها قياسا كإلحاق النبيذ غير المنصوص على حكمه بالخمر المنصوص على تحريمه لاشتراكهما في علة الإسكار، غير دخيلة على الإسلام، ولا مبتدعة ابتداعات بلا علة أو سبب ، يقول ابن حجر العسقلاني : البدعة أصلها ما أحدث على غير مثال سابق . ويعرفها ابن رجب الحنبلي : ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه ، أما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعا.
الاجتماعية : ـ
دوما تمن الحضارة الغربية على المرأة بالتحرير والتنوير وتكيل السباب والشتائم لهذا الدين ، وتحمله تبعات استعباد المرأة واحتقارها وتجهيلها ، ولكن أي تحرير حققته المرأة غير تحررها من الشرف لتصبح ملكا مشاعا للرجال !! وهل بلغت نساؤنا المبتدعات مبلغ أمهات المؤمنين ؟ وهل ضاهين أسماء ونفيسة وسكينة وخولة ؟ لقد رفع الإسلام من شأن المرأة حتى بلغت شأوا عظيما حيث أصبحت الأمينة على نصف الوحي ، المعلمة للبشرية جمعاء . . . وصدق ربنا إذ يقول : { واذكرنا ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة } [ الأحزاب :34].
فقه الدعوة
ـ
من هذا المنطلق : " من أحدث في أمرنا . . . . " يذهب الداعية في تبيان الفروق بين القرآن باعتباره كتابا سماويا وبين القوانين والدساتير والمواثيق والأحكام الأرضية البشريةالأخرى ، ومن هذه الفوارق العديدة الشمولية ؛ قال تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} [المائدة : 3 ] فالقرآن كتاب شامل لم يغادر صغيرة ولا كبيرة تصلح شأن الإنسانية وتسعدها وتهديها وترفع شأنها وتضمن لها القرار والاطمئنان والسعادة والرخاء والهناء في الدارين إلا فصلها وبينها ومن ثم لا يحتاج من كان هذا وصفه لتكميل مكمل ، ولا لإضافة ولا لحذف رغم تباين العصور والأمصار ، بخلاف القوانين الأرضية التي يتراجع عنها أصحابها كل حين ، ويعدلونها كلما أحسوا بثغراتها وإلا تجاوزها وأهلها الزمن .
تطبيق
ـ
إننا نجد تطابقا بين محدثات الجاهليتين ( الأولى والثانية ) جاهلية ما قبل الإسلام ، وجاهلية القرن العشرين ، حتى أضحت البدع في كثير من الأحايين شيئا من التدين في أعين المعاصرين بالضرورة ، وتغلغلت في أهم الجوانب العقائدية ، وظلت تزحف حتى أتت على الكثير من السنن ، غير أن الله أراد لدينه أن يتجدد ، ولسنة نبيه أن تحيا فقيض من المصلحين المخلصين من يمحو آثار هذا الداء الخطير ، ويزيح الغبار المتراكم على وجه السنة المشرق ؛ حتى يظهر هذا الدين للعالمين ، كما شرحه الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم ، وكما دافع عنه أصحابه الميامين ، وغرب به المجاهدون في الأرض وشرقوا ، فكان منهم الحفاظ ، والفقهاء الأفذاذ ، والخطباء . . . و . . . والربانيون المربون . . . والمصلحون ـ رحمهم الله جميعا وأفادنا بعلمهم ، وتوجيهاتهم ، وأرشدنا إلى أقوم مناهجهم الإصلاحية ـ وها هي الصحوة ـ بإذن الله ـ تعم أرجاء كثيرة من شباب العالم الإسلامي ، والحمد لله وذلك ما كنا نبغي . إلا أن حرصي الشديد ـ كمؤمن ـ على امتداد هذه الصحوة واشتداد عودها جعلني لا أبرح هذا الموضوع بالذات حتى أسجل ملاحظتين أساسيتين :
أولا : وجوب العلم بالأحكام الشرعية ، وأنواع البدع ومدى خطورتها ، وإدراك الحجج العلمية لدحضها ، وتبلور هذه الحجج في أذهان الدعاة ، وبالأحرى الناكرين للمنكر العاملين على تقويض صرح البدع . ومن قبيل العلم بالأحكام الشرعية أيضا إدراك الأولويات في إنكار البدع .
ثانيا : وللإقدام على استئصال البدعة يجب التسلح بسلاح الحكمة ، والتحلي بالموعظة الحسنة في المواعظ والمواضع التي تستدعي ذلك .
lp]ehj hgHl,v lp[fhj hgHl,v
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
12-29-2014, 05:54 PM
|
#2
|
رد: محدثات الأمور
جَزَاك الْلَّه خَيْر الْجَزَاء
وَشُكْرَا لَطـــرَحُك الْهَادَف وَإِخْتِيارِك الْقَيِّم
رِزْقِك الْمَوْلَى الْجِنـــــــــــــة وَنَعِيْمَهَا
وَجَعَلـ مَا كُتِب فِي مَوَازِيّن حَســــنَاتك
وَرَفَع الْلَّه قَدْرَك فِي الْدُنَيــا وَالْآخــــرَّة وَأَجْزَل لَك الْعَطـــاء
الْلَّه يُعْطِيـــــك الْعــافِيَّة
دمتي بالف خير
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
12-29-2014, 08:21 PM
|
#3
|
رد: محدثات الأمور
جزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ,, على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان
على طرحك المحمل بنفحات ايمانيه
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
12-29-2014, 08:39 PM
|
#4
|
رد: محدثات الأمور
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي إنتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
12-29-2014, 10:54 PM
|
#5
|
12-30-2014, 10:25 AM
|
#6
|
رد: محدثات الأمور
جزاك الله خيرا
وبارك فيك ورفع قدرك
وغفر ذنبك وأعانك على ذكره وشكره وحسن عبادته
وجعلك من أحب خلقه إليه
وأدخلك جنته بلا حساب ولا عقاب
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
12-30-2014, 12:20 PM
|
#7
|
12-30-2014, 12:20 PM
|
#8
|
12-30-2014, 12:21 PM
|
#9
|
12-30-2014, 12:21 PM
|
#10
|
أدوات الموضوع |
إبحث في الموضوع |
|
|
انواع عرض الموضوع |
العرض المتطور
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 08:44 AM
| | | | | | | | | |