قد تبكي النساء لأسباب فسيولوجية بحتة دون أي سبب، وذلك مثل اضطراب الهرمونات الذي يؤدي إلى تحول الحالة المزاجية للنقيض تمامًا في ثوانٍ معدودة، وهو الأمر غير المفهوم لكثير من الرجال، والقليل منهم فقط يستطيع احتواء الأمر خاصة في حالة الزوج مع زوجته، ولا عيب في الأمر أن تفهم الزوجة زوجها هذا الشيء حتى يُقدر الأمر فيما بعد.
وذلك بخلاف طبيعة المرأة الحساسة والمتقلبة والصلبة في آن واحد، وأكثر ما يفسر ذلك عندما سئل حكيم قديمًا عن سبب بكاء المرأة، وكان بعض مما قاله: "خلق الله للمرأة أكتافًا قوية جدًا لتحمل عليها أحمال العالم، وأعطاها قوة داخلية لتحتمل ولادة الأطفال ثم رفضهم لها عندما يكبرون وأعطاها صلابة لتحتمل أعباء أسرتها وتبقى صامدة في أصعب الظروف، وأعطاها الدموع لتذرفها عند الحاجة فترمي أحمال هذه المسؤولية الكبيرة وتستطيع أن تواصل الرحلة، وهكذا تستمد قوتها من دموعها".
- الأسباب العلمية لبكاء المرأة:
يعود بكاء المرأة أيضًا إلى أسباب علمية، ومنها زيادة هرمون "البرولاكتين" المعروف بهرمون الحليب، ويتواجد عند الرجل والمرأة بنسب متفاوتة، وتكون زيادته عرضًا مصاحبًا لأسباب عديدة منها تعاطي بعض عقاقير الاكتئاب.
- أسباب اجتماعية لبكاء المرأة:
بشكل عام وفي مجتماعتنا العربية الشرقية بشكل خاص، دائمًا ما يتم التصرف مع الذكور والإناث بطرق توحي لهم بإتاحة البكاء للبنات في أي وقت ولأي سبب بلا حرج، بينما توصل رسائل مختلفة تمامًا للذكور تلخص في جملة "الرجل لا يبكي"، بداية من بكاء الأخت لأبيها وأمها الذي يقابل بالتهدئة في مقابل نهر الأخ إذا بكى وتنفيره من هذا الأمر وأنه ليس من شيم الرجال.
في حين أن الأمر له جوانب فسيولوجية عديدة تطرق لها كثير من الأطباء والعلماء، حيث أشاروا إلى أن للبكاء فوائد لم يجعلها العلم تقتصر على النساء فقط، ولكن هذا هو ما يحدث بالفعل.
- فوائد البكاء:
- بالنسبة للرجل والمرأةـ البكاء هو أسلم طريقة لتحسين الحالة الصحية وليس دليلًا على الضعف أو عدم النضج، وهو أسلوب طبيعي لطرد المواد الضارة من الجسم التي يفرزها عندما يكون الإنسان قلقًا أو متوترًا أو في حالة نفسية سيئة، فتساعد الدموع على تفريغ هذه الشحنة السلبية.
- يقال أن البكاء أيضًا يزيد من عدد ضربات القلب، وهو ما يعتبر تمرينًا مفيدًا للحجاب الحاجز وعضلات الصدر والكتفين، بعد الانتهاء من البكاء تعود سرعة ضربات القلب إلى معدلها الطبيعي وتسترخي العضلات ثانية، فيشعر الشخص بالراحة وينظر إلى المشكلة التي تزعجه بشكل أكثر هدوءًا.
- بخلاف ما يحدث تمامًا عند كبت البكاء والدموع الذي يؤدي إلى الإحساس بالضغط والإصابة ببعض الأمراض مثل الصداع وأمراض ضغط الدم وغيره.
وكما سبق القول أن في مجتمعاتنا الشرقية يعتبر بكاء الرجل عيبًا أو دليلا على الضعف، إلا أن الحقيقة أن كبت الدموع قد يعرض الإنسان رجلًا كان أو امرأة للخطر فقد يصيبه بأزمات القلب واضطرابات المعدة والصداع وآلام المفاصل وغيره من الأمراض.
ربما ذلك ما جعل العلماء يجذموا بعد عدة عمليات حسابية أن عمر المرأة أطول من عمر الرجل لأنها لا تفكر مرتين قبل الإفراج عن دموعها في المواقف الصعبة دون حرج اجتماعي يذكر، وإن كان الأمر صعبًا على البعض، أما بالنسبة للرجل فجميعهم تقريبًا يحذرون ذلك الفعل في مجتمعاتنا مهما بلغت الضغوطات وهو ما يجعله أقصر عمرًا في الغالب.