08-06-2021, 11:44 AM
|
|
|
|
حديث: المدينة حرم ما بين عير إلى ثور
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المدينة حرم ما بين عير إلى ثور. رواه مسلم.
المفردات:
حرم: أي لا يختلى خلاها ولا يعضد شجرها ولا يقاتل أهلها ولا يصاد صيدها.
عير: جبل بالمدينة جنوبيها إلى الغرب قليلًا، شرقي ذي الحليفة يفصل بينهما وادي العقيق. ويقال له أيضًا: عائر.
ثور: جبيل بالمدينة خلف جبل أحد من جهة الشمال بينهما خطوات وهو منفرد مع صغره كانفراد أحد مع كبره وقد صعدت فوقه أكثر من مرة. ومن يراه من بعد يحسبه صغيرًا جدًا. ولذلك عرفه العلماء بأنه جبيل صغير مدور. والواقع أنه ليس مدورًا بل فيه استطالة إلى جهة الشرق والغرب، وهو يقع بالقرب من الركن الشمالي الشرقي لجبل أحد. وهناك جبل صغير يقع خلف أحد بالقرب من ركنه الشمالي الغربي يبعد عن أحد شمالًا بمقدار ميل وهو جبل منفرد يزعم القاطنون حوله من بني محمد -وهم من قبيلة حرب - أن هذا الجبل هو ثور وأنهم توارثوا العلم بذلك عن آبائهم القاطنين حوله منذ أكثر من مائتي سنة ويقع على الحافة الجنوبية لوادي نقمي قرب الطريق المعروف الآن بطريق الخليل الذي يقع عن الجبل غربًا ويفصل بين هذا الجبل وطريق الخليل مقبرة مسورة. فإن ثبت ما ذكره بنو محمد هؤلاء فإنه يكون مؤيدًا لما ذكره السمهودي في القرن العاشر الهجري في كتابه تاريخ المدينة عن ثور حيث قال في "وعيره" جبل شرقي ثور وهو أكبر من ثور وأصغر من أحد كما وصف جبل ثور بأنه أقرب إلى الحمرة. اهـ.
وهذه الأوصاف لا تنطبق بحال على الجبل الأول وقد صعدت هذا الجبل فوجدت هذه الأوصاف التي ذكرها السمهودي تنطبق على هذا الجبل الذي ذكره بنو محمد. وقد رأيت في أعلاه من الناحية الغربية حجارة متماسكة بها شبه من وجه الثور الذي هو ذكر البقر، وعلى هذا فإن حدود المدينة تكون ممتدة شمالًا عن أحد بنحو ميل تقريبًا ويكون الطريق المعروف "الخواجات" الذي أطلق عليه الآن اسم طريق الجامعات الواقع شمال أحد داخلًا في حدود الحرم.
البحث:
ساق مسلم حديث علي بن أبي طالب من طريق إبراهيم التيمي عن أبيه قال: خطبنا علي بن أبي طالب فقال: من زعم أن عندنا شيئا نقرؤه إلا كتاب الله وهذه الصحيفة (قال وصحيفة معلقة في قراب سيفه) فقد كذب، فيها أسنان الإبل وأشياء من الجراحات، وفيها: قال النبي صلى الله عليه وسلم: المدينة حرم ما بين عير إلى ثور فمن أحدث فيها حدثًا أو آوى محدثًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفًا ولا عدلًا، وذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم، ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفًا ولا عدلًا. وقد روى البخاري هذا الحديث أيضًا من رواية إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال: ما عندنا شيء إلا كتاب الله وهذه الصحيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وساقه بنحو سياق مسلم إلا أنه قال المدينة حرم ما بين عائر إلى كذا، وقوله إلى كذا كناية عن ثور الذي صرحت به رواية مسلم، قيل: إنما أبهمه البخاري لأن جماعة من أهل العلم أنكروا أن يكون بالمدينة جبل ثور ومنهم أبو عبيد فقد قال: قوله: ما بين عير إلى ثور. هذه رواية أهل العراق، وأما أهل المدينة فلا يعرفون جبلًا عندهم يقال له ثور. قال الحافظ في الفتح: وقال النووي يحتمل: أن يكون ثور كان اسم جبل هناك إما أحد وإما غيره، وقال المحب الطبري في الأحكام بعد حكاية كلام أبي عبيد ومن تبعه: قد أخبرني الثقة العالم أبو محمد عبد السلام البصري أن حذاء أحد عن يساره جانحًا إلى ورائه جبل صغير يقال له ثور. وأخبر أنه تكرر سؤاله عنه لطوائف من العرب أي العارفين بتلك الأرض وما فيها من الجبال فكلٌّ أخبر أن ذلك الجبل اسمه ثور، وتواردوا على ذلك فقال: فعلمنا أن ذكر ثور في الحديث صحيح، وأن عدم علم أكابر العلماء به لعدم شهرته وعدم بحثهم عنه قال: وهذه فائدة جليلة. انتهى، ثم قال الحافظ: وقرأت بخط شيخ شيوخنا القطب الحلبي في شرحه: حكى لنا شيخنا الإمام أبو محمد عبد السلام بن مزروع البصري أنه خرج رسولًا إلى العراق فلما رجع إلى المدينة كان معه دليل وكان يذكر له الأماكن والجبال قال: فلما وصلنا إلى أحد إذا بقربه جبل صغير فسألته عنه، فقال هذا يسمى ثورًا قال: فعلمت صحة الرواية. اهـ، قال الحافظ: قلت: وكأن هذا كان مبدأ سؤاله عن ذلك. وذكر شيخنا أبو بكر بن حسين المراغي نزيل المدينة في مختصره لأخبار المدينة أن خلف أحد من جهة الشمال جبلا صغيرا إلى الحمرة بتدوير يسمى ثورا. قال: وقد تحققته بالمشاهدة. اهـ، على إن إبهام البخاري له لا يضر في ثبوته لأن البخاري لم ينفه بل كنى عنه وكأنه فعل ذلك احتياطًا والعلم عند الله عز وجل. وقد حدد حديث علي رضي الله عنه حدود حرم المدينة من الشمال والجنوب ولم يعترض لحدوده من الشرق والغرب وقد بين حدوده من الشرق والغرب حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما بين لابتيها حرام. واللابتان تثنية لابة وهي الحرة والمدينة يكتنفها من الشرق والغرب حرتان: الحرة الشرقية والحرة الغربية ومن العجيب قول الصنعاني في سبل السلام: فحديث عير وثور يفسر اللابتين.
ما يستفاد من ذلك:
1- أن المدينة حرم.
2- وأن حدود الحرم من الجنوب عير.
3- وأن حدود الحرم من الشمال ثور.
4- وأن حدود الحرم من الشرق الحرة الشرقية.
5- وأن حدود الحرم من الغرب الحرة الغربية.
6- وأن هذه الحدود داخلة في المحدود.
الشيخ عبد القادر شيبة الحمد
p]de: hgl]dkm pvl lh fdk udv Ygn e,v
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
5 أعضاء قالوا شكراً لـ صاحبة السمو على المشاركة المفيدة:
|
|
08-06-2021, 01:20 PM
|
#2
|
رد: حديث: المدينة حرم ما بين عير إلى ثور
اثَآبك الله الأجْر
دُمتي بخير .
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
08-06-2021, 01:21 PM
|
#3
|
رد: حديث: المدينة حرم ما بين عير إلى ثور
اثَآبك الله الأجْر
دُمتي بخير .
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
08-06-2021, 01:46 PM
|
#4
|
رد: حديث: المدينة حرم ما بين عير إلى ثور
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
08-06-2021, 01:51 PM
|
#5
|
رد: حديث: المدينة حرم ما بين عير إلى ثور
بارك الله فيــــــــــك
وجعل ما كتبت في ميزان حسناتك يوم القيامة .
أنار الله قلبك ودربك ورزقك برد عفوه وحلاوة حبه ..
ورفع الله قدرك في أعلى عليين ...
حفظك المولى ورعاك وسدد بالخير خطاك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
| | | | |