فطر مُبارك تقبَّل الله طاعاتكم، من العايدين والفايزين، لم نتعوّد كثيراً على أجواء العيد بهذا الشكل المُختلف نتيجة غياب مظاهر التجمّعات العائلية المُعتادة في مثل هذه المُناسبة، إلاَّ أنَّ الحفاظ على (روح العيد) وبهجته هو أهم نقطة يجب التمسّك بها وإظهارها في هذا اليوم حتى لو كُنت تقضيه وحدك معزولاً، فنحن اليوم مُطالبون بفرحة (عيد العبادة) أكثر من مظاهر (عيد العادة)، بعد إتمام صوم شهر رمضان المُبارك (الركن الرابع) من أركان الإسلام، لذا إظهار الفرح والسعادة في هذا اليوم هو الحال الذي يجب أن يكون عليه الجميع مهما اختلفت الظروف والمُعطيات من حولنا.
التحدي الأكبر في هذا اليوم هو قدرتنا على الاحتفال بأنفسنا وإسعاد أطفالنا وأهلنا، ورسم البسمة والفرحة داخل بيوتنا، وصُنع البهجة لذواتنا بالمظاهر المُعتادة دون تكلّف أو مُجاملة أو تصنّع هذه المرَّة، نحن نستحق الفرحة، فرغم صعوبة (الظرف) الذي يمرُّ به العالم بسبب إجراءات (جائحة كورونا) وضرورة التباعد الاجتماعي، إلاَّ أنَّنا أمام فرصة نادرة لإعادة اكتشاف أنفسنا ومَن حولنا وضرورة ترتيب أولوياتنا في مثل هذه المُناسبات، لا يجب التخلّي عن تزيين منازلنا من الداخل كما هي العادة في كل عيد، فنحن نستحق الجلوس في أفضل الأماكن داخل بيوتنا حتى لو لم يكن هناك زوّار غيرنا، مع ضرورة الحفاظ على ارتداء جميع أفراد العائلة (ملابس العيد) الرسمية، إقامة (صلاة العيد) في المنزل لكل أفراد الأسرة يترك أثراً طيباً في النفوس، تبادل التهاني بين أفراد الأسرة مع توزيع الحلوى والعيدية على الصغار يصنع أوقاتاً جميلة ومظاهر بهجة داخل المنزل.
بقيت نقطة غاية في الأهمية، سنتجاوز بها الظرف الاستثنائي وسنحافظ فيها على إجراءات التباعد الاجتماعي وهي تنظيم لقاءات عائلية وتجمعات افتراضية عبر البرامج والتطبيقات نتبادل فيها التهاني والشعور بالفرحة واستعراض بعض الصور للعيد السابق، فإذا كانت العادات والتقاليد تحتم علينا الانتقال من بيت لآخر يوم العيد للزيارة والتهنئة، فالفرصة سانحة (للتزاور الإلكتروني) شريطة التنظيم المُسبق والإعداد الجيِّد لهذه التجمعات وحجز مواعيدها حتى يكون الناس مستعدين لاستقبالكم وإظهار أفضل ما عندهم، فالحذر من تحولها إلى تجارب تزيد من التباعد ونقاط خلاف مع حداثة التجربة وعدم معرفة آدابها والطُرق المُثلى لاستخدامها من الجميع، أخيراً من يهتم بك سيجد ألف طريقة ليقول لك (عيدك مبارك)، ومن يبحث عن البهجة سيجد ألف طريقة ليفرح ويُسعد مَن حوله، وكل عام والجميع بخير.
وعلى دروب الخير نلتقي.