عندي مشكلة مع الزمن ،
ومع الذين يعيشون هذا الزمن ،
بل حتى مع الذين لم يعد لهم أي علاقة بالزمن ..
وأصبحوا في تأويلنا مجرد تاريخ نجده مؤلماً في كثير من الأحيان .
التوقيت .. هذه المعضلة التي تواجهني في كل مكان ..
هل حقاً نحن نأتي في توقيت مناسب .. ؟؟
هل نصل دائماً على
الوقت On Time ؟؟
كثيراً ما أفكر في زمن حضورنا في حياة الآخرين .. هل هو الزمن
المناسب ؟؟
ماذا لو تأخرنا قليلاً في حياتهم .. ماذا كان سيحدث ؟؟ وماذا لو بكرنا قليلاً .. ؟؟
التوقيت .. التوقيت ..
كل شيء له علاقة بالتوقيت ..
التواجد .. المغادرة .. الغياب .
الحب .. الموت .. الجنون ..
الحزن .. الألم .. الفرح .. النجاح ..
الخيبة .. الفشل .. الهزيمة .. وحتى الانتصار ..
كل شيء له علاقة بالتوقيت ..
ألم أقل أنه عندي مشكلة مع الزمن ..
.. نحضر متأخرين في حياة من نحب ، فنتمنى لو بكرنا أكثر ..
إذ نشعر أننا تأخرنا كثيراً ..
وكان من المفروض أن نحث خطواتنا لنصل
قبل
الوقت الذي وصلنا فيه لحياتهم .
لأننا شعرنا أن حياتنا أو حياتهم ..
أو حتى حياتنا جميعاً كان لها طعم آخر معهم ومعنا ..
نحضر مبكرين - أو هكذا نـشعر - في حياة من لا نحب ،
ونتمنى أن لو تأخرنا أكثر ، إن لم يكن شعورنا أنه لو لم نحضر من الأساس ..
نتمنى أنه ليتنا تأخرنا قليلاً ..
لربما لم تكن هناك فرصة من الأساس لـ لقاءهم ..
يا الله ما الذي يدفعنا لهذا الشعور ..
ألهذا الحد .. يشكل حضورنا ، وتوقيته عامل تأثير علينا ؟؟ لا أدري
أحيانا نشعر أننا بحاجة لمراجعة توقيت وجودنا في حياة الآخرين ..
وفي نفس
الوقت .. توقيت وجودهم في حياتـنا
كم مرة تمنينا لو أن أحدهم بكّر قليلاً في حضوره في حياتـنا ،
ربما كان له معناً ، أو لنا معه فرصة أجمل ، أو حتى أوسع ،
أو حتى ربما منحنا أنفسنا - على الأقل - فرصة للمحاولة
كثيرون يحضرون في حياتنا .. ولا نهتم لشكل حضورهم .
ربما لأنهم كانوا على الحياد شعورياً وذهنياً وإنسانياً .. حضور مُعلب ..
ليس أكثر من حضور لمجرد الحضور ..
أترانا حقاً كذلك .. ؟؟ لا أدري
عندي مشكلة مع الزمن ..
أتمنى كثيراً لو توقف الزمن عند وقت معين ،
ونامت كل عقارب الساعات ، في ذلك
الوقت ..
وأحياناً أتمنى أن يتحول
الوقت إلى ورقة لأكتب
عليها إسمي مقلوباً ، عكس عقارب الساعة ، وأقذف بها إلى الفضاء
هل بالفعل التوقيت
المناسب أن نحضر مبكرين ، أو نتأخر قليلاً .
أم أنه مسألة أخرى تماماً ..
وهل التوقيت
المناسب أحياناً أن لا نأتي أبداً .. ؟؟