بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته آل تراتيل
"قراءة مآتعة"
تك
تك
تك
نظرت في عجل
للساعة على الحائط تجاوزت الرابعة وعشر دقائق
يااا إلهي....... اتجهت للباب مسرعة
كنت احاول ادخال قدمي في الحذاء بحركة عجلة وبتضجر لأنني تأخرت وتأخرت كثيراً
الكاتب الرائع الذي حرصت دائما ان يكون لي معه
جلسة محفزة وداعمة اتصل بالأمس ورحب بي على
الموعد الذي تأخرت عنه الان لخمس دقائق
اتذكره جيداً حينما قال قبل أن يغلق الهاتف
لاتتأخري المواعيد المتأخرة تجعل اصحابها يخسرون غالبا.. ثم قال اعدي شيئا مفاجئا اقرؤه غدًا وأغلق
خرجت وانا اركض واستطعت الحصول على تاكسي
في وقت قياسي وكان هذا جيدٌ جدا
كنت اقول هنا هناك الى اليمين لو سمحت
كنت مشوشة ومتحمسة جدا حتى أنني لم أنتبه
حينها أنني أخطأت الوصف
وصلنا الى بناية تبدو قديمة ولكنها متماسكة وعالية
نزلت مسرعه الوقت لايسعفني في التراخي أبداً
تجاوزت مدخل البناية لا يوجد أي مصعد
كان محبطا
رأيت السلالم أمامي تماما فقررت الصعود
وعدم اهدار الوقت في السؤال عن المصعد
بدأت الصعود بقوة وكأني في سباق مهم
الطابق الاول وبعد البحث لم اجد الغرفة "22"
هيا الى الثاني .. جيد يسرني أن هناك شخص قادم
بادرته .. لو سمحت الغرفة 22 أين ؟
اشار بيده للسقف واكتفى بقول الثالث
صعدت مسرعه
وما إن بدأت بالمشي في الممر
حتى رأيتها اجل الغرفة "22" الباب مفتوح
توقفت لبرهة
التحديق فيه يشعرني بأني تأخرت جداً
ارتبكت للحظة ولكن الحماس والشغف
كفيلان بتبديد ذلك الارتباك
تقدمت ووقفت في الباب تماما .. وتبدد كل شعور
.... عدا الرهبة والوجوم .. ماهذاا !
المكان هاديء هاديء وباهت بشكل مريب
الأرفف مهتريئة ومتهالكة
خطوت لمنتصف الغرفة فهناك طاولة لايوجد حولها أحد
أوه الكوب على الطاولة يبدو فارغا لعدة أيام
إلا من رشفة قهوة في ءآخره تحولت الى مايشبه
الصمغ..
بينما وقفت قربها خطرت لي فكرة
اقتربت منها بحذر
اخرجت قلمي وبدأت بالكتابة سريعا
ورفعت رأسي بسرعه مع رعشة اعتلت قلبي حينما اضطربت
الستائر فاصدرت صوتا كرفرفة اجنحة الطيور
احتجت لشهيييق عمميق وزفير بعد ذلك حتى اهدأ
وقفت عيناي عليها وتأملتها
الستائر فعلا انها حائرة تقف أمام النوافذ في المنتصف
لاهي أغلقت ولا تم فتحها .. ذلك سيء
لأنه يسهل على الريح ان تجعلها تضطرب بأقل
صفعة هواء منها
بدأت أتجول بعينآي في أنحناء الغرفة
تحركت حولي قليلا وبدأت اتساءل
هل هذه حقا غرفة الكاتب؟ !
وبنظرات متتالية تجولت الارضية
إنها تصدر صوتا عند المشي كأنها خاويه ؛
ارضية خشبية يقال عنها قذرة لوهلة
والحقيقة انها ليست قذرة كل ماعليها
هو كومة من اوراق تم سحقها بكف غاضبة
ورميها للأرض وبعض أحبار
مسكوبة هنا وهناك
مالفتني حقا وشد إنتباهي
أزيز الكرسي الذي تسلل من خلف الباب في نهاية الغرفة
ولأن الفضول مزعج وماكر
ثانيتان وبدأت اتلصص من ثقب الباب
إنني أرآه جيدا .. هناك شخص ... أجل
احدهم يجلس على الكرسي
لكن لا يبدو لي أنه يشعر بما حوله
طرقت بخفة لأتأكد من انتباهه
وعاودت النظر من ثقب الباب
إنه حقا لم ينتبه .. ولم يلتفت
او بالأحرى لا يهمه أن يلتفت او ينتبه لأي شيء
يبدو كمن يغرق في عالمه الدآخلي .. يغرق تماما
هناك مرءآة قديمة على الجدار أمامه
تعكس لي مالا أراه ..
إنني أرى أحد كفيه يطوق عنقه بيأس وفتور
والاخرى ملقاة الى جانبه في لامبالاة
مغمض العينين كأنه نائم.. لكنَّ وجهه بصورة ما
يبدو منهكا جدا
رأسه ملقى للأعلى ... ملقى في ثقل وجمود تام
وفي أقل من الثانية فتح عينيه على إتساعهما في فزع
يا إلهي ترآجعت للخلف ...
استدرت سريعا... أنا أخطأت العنوان
ليست هذه غرفة الكاتب .. أجل
خطوت خطوات حذرة وخفيفة للخلف
ثم انسللت وخرجت بهدوووء وخلسة كما دخلت تماما ؛
تجاوزت السلالم بسرعه رهيبه حتى خرجت
من البناية بأكملها
ما إن بدأت أمشي على الرصيف من جديد
حتى تنفست بعمق وتساءلت بدهشة
ماكان هذا الذي حدث من قليل؟ !
شخص كهذا ... أوووه كم حالته مريعة
رغم أن الأمر كان ضبابيا وغير واضح
إلا أنني بعد أن هدأت
تأكدت من شيء واحد
...... واحدٌ فقط
"إنه حزين ..... خائبٌ وحزين بشكل لا يطاق"
وبقيت أقول بدآخلي ليته يشتهي بشدة
كوبا من القهوة ليتجه لتلك الطاولة ويقرأ
ماكتبته هناك ..
" كل الأشياء الفارغة يمكن
ملؤها بما يستحق وكل الأشياء الممتلئة يمكن
افراغها مما لاتستحق .. قهوة محظوظة تلك
التي يرتشفها شخص مثلك ..
كلمات جيدة تلك التي تخليت عنها وألقيتها أرضا
انظر للأمور بشكل اكثر إشراقا ستدرك كم أن
حياتك تستحق أن تكون جميلة وتليق بك كثيراً
..... بكل تأكيد "لم يأن الأوان أن تنتهي الآن "
تلك الخاطرة كتبتها كمفاجأة لكسب دهشة
الكاتب الذي أتيت للإلتقاء به والفوز بالتحدي
أمامه
لم تكن أبدا من اجل ذلك الشخص الحزين
لكنني الآن اشعر بالرضا التام بالتنازل عنها
وتركها منقوشة على تلك الطاولة .. فـ ربما يوما ما
يقرأها ذلك الشخص الحزين |ويبتسم| "♡