لآنهــا
أمراة ..
مع استمرار التطور السريع في محيطنا الاجتماعي، لا بد أن نقف للحظة وننظر إلى بعض الأمور
التي ظلت على ما هي عليه منذ عقود، وللأسف
ترددت جملة «لأنها امرأة» على مر السنين، كسبب لعدم قدرتها على الإدارة الفعالة، ورادع يمنعها من تولي بعض المناصب،
وقد لوحظ مدى عدم قدرة البعض على تقبل فكرة أن تتولى المرأة مناصب كبيرة، والسبب فقط «لأنها امرأة».
ليعلم الجميع أن لكل فرد أفكاراً وآراء معينة، قد تكون انحيازية في بعض الأحيان، وذلك لأسباب عدة،
فهناك من تربى على تلك الأفكار واستمر عليها،
وهناك من تعود على هذا الوضع وأعجب به، ولكن الحقائق التي لا يمكننا نكرانها هي قدرة المرأة على الإدارة الفعالة، فلا يعقل أن نثق بهن في إدارة حياتنا
المنزلية وتربية أجيالنا المستقبلية، ومن ثم استصغارهن في المناصب الإدارية، سواء أكانت خاصة أم عامة. لقد أثبتت المرأة
قدرتها على تحمل المسؤوليات،
التي تأتي مع المناصب والعمل، فرأيناها نائبة في البرلمان،
رأينا بعضهن في الصحف العالمية، كأكبر وأقوى نساء العالم. تعددت الحجج والأسباب، فهناك من قال إن المرأة شديدة العاطفة
، وآخر يقول إنها لا تتحمل ضغوطات العمل، ولكن السؤال الحقيقي الذي يطرح نفسه هو: هل فعلاً أقلقه الضغط الذي يمكن أن تتعرض له أثناء العمل
، والذي لا شك في قدرتها على تحمله، أم أقلقه خوفه على منصبه ومكانته
من منافسة المرأة؟
لقد وصلنا إلى مرحلة انتقالية من الزمن، تتطلب من الجميع تقبل الواقع الذي نعيشه، لنستطيع التقدم والتطور والازدهار معاً، بدلاً من الوقوف في أماكننا والثرثرة. فالمرأة هي الأم والأخت
والزوجة، وهي جزء لا يتجزأ من مجتمعنا، وقد أثبتت قدرتها التي لا يحق لشخص ما نكرانها، فبدلاً من استصغارها
والاستهانة بها يجب علينا منحها الثقة والوقوف معها لننهض معاً.