فضل أمهات المؤمنين
فضل أمهات المؤمنين
وأيضا فإن أمهات المؤمنين من المعجزات البينات التي حبا الله سبحانه
وتعالى خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم بها، وقد يغيب عن بعضنا ذلك. ولكل من أمهات المؤمنين شأن وخبر يدلان على عظمة وبرهان أن محمدا سيد الخلق؛ وما تعدد أزواجه أمهات المؤمنين
-عليهن السلام ورضي الله عنهن وأرضاهن- إلا من تلك الدلائل والبراهين على صدق الرسالة وعظمة الرسول،
ويعد تجليا من تجليات الحكمة الربانية؛ فسبحان الله العظيم. عاش النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الدنيا 63 سنة وتزوج 11 زوجة؛ 10 منهن بعدما بلغ 50 من عمره المبارك؛ وجميعهن
-عدا عائشة رضي الله عنها- سبق لهن الزواج، ولهن عموما أهل وعشيرة وصلات قربى ومصاهرة وغيرها،
مع ميل المرأة الفطري المعروف لأهلها وعشيرتها، ويكون هذا الإنسان الزوج أحب إليهن ممن ومما سواه، وما عشن معه
في قصور قيصرية ولا بيوت كسروية، بل ولا حتى في بيوت كبيوت وجهاء وأشراف حواضر العرب، وكان في أغلب وقته
في صيام نهار وقيام ليل وتربية وتهذيب وإعداد ودعوة وجهاد وغزوات، وهو كالأنبياء لا ميراث لهن منه، فما كان حظ كل منهن
من وقته في تلك السنوات القليلة؟ وقت قليل بل أقل من القليل، ولكن بركة ذلك الوقت وشعاع أنواره عمّت الكون بأسره،
وأنارت قلوبهن بأعظم الأنوار، وحازت كل منهن في حجرات الطين التي كان يمضي عليها الهلال والاثنين والثلاثة لا توقد فيها نار،
وتكاد لا تجد فيها إلا الماء أو حبة تمر، على أنفس الكنوز وأعظم الذخائر، وحسبهن أن الله اختصهن بقوله (وأزواجه أمهاتهم).
وما شهدن له إلا بحسن الخلق، وطيب المعشر، وحفظ الود، والعدل والرحمة والعطف والإحسان في كل أحواله وحركاته وسكناته،
وباكتمال الرجولة بمحاسنها، وكأنها جمعت له، بل هي كذلك فعلا، لمعجزة واضحة كبيرة، يغفل عنها مسلمون،
ويخوض فيها جهلة أو مغرضون حاقدون، أو ملحدون قميئون
tqg Hlihj hglclkdk
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|