منتديات تراتيل شاعر - عرض مشاركة واحدة - فــوضى الفــصول(2)
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-14-2022, 11:10 PM   #6


الصورة الرمزية شموع الحب

 
 عضويتي » 1189
 جيت فيذا » Mar 2016
 آخر حضور » 04-08-2025 (10:45 PM)
آبدآعاتي » 946,251
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه »  Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي ♡
آلعمر  » 17 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
 التقييم » شموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع naser
مَزآجِي  »  1

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera:

My Flickr My twitter

sms ~
 

شموع الحب غير متواجد حالياً

افتراضي رد: فــوضى الفــصول(2)



ـ يا بني، لمَ لا نحزم أمرنا، ونقصد الجماعة في ما نحن مزمعون عليه!؟

في ما بعد سطرّت الذاكرة في دفترها نهاية موفقّة لرحلتكم؛ التي انضمت إلى قائمة الذكريات السعيدة في حياتك! كان عمّك لطيفاً في استقباله، وتمكّن من إزالة الارتباك الذي سيطر عليكما بلباقته وحسن تصرّفه، فهل حدس الموضوع بقضّه وقضيضه!؟ تلك كانت المرة الأولى التي تراه فيها بعد وفاة أبيك، وكنتَ تجهل كيف يتصّرف الناس في مثل تلك المناسبات، لكن أمك استطاعت أن تتدبّر الأمر راسمة الخطوط الأولى لقصة زواجك! قد يظن الآخرون أنّ الأمر كان سهلاً، غير أنه لم يكن كذلك، وعلى العموم فإن هذه المسألة لم تعد مهمّة الآن، لأن القصة كلها أصبحت في ضمير الماضي، أضحت جزءاً من تاريخك الشخصي؛ رغم أنها غير قابلة للنسيان، ففي تلك الليلة أخذت ظلال المساء تتطامن، وليل كتوم واعد يهّل، وراح المدعوون يتناثرون فرادى إلى بيوتهم، ولمّا انصرف الجميع، دخلتَ على عروسك! هناك، على بعد أمتار وقفت الفتاة التي دخلت حياتك فجأة ملتفّة بعباءتها البيضاء! كان ضوء "اللمبة" شاحباً، فلم يبدُ منها سوى خصلات أثيثة من الشعر، وعينين سوداوين فوق وجنتين شديدتي السمرة! ثمّ كان أن رفعتْ رأسها لوهلة، فعرتك رعشة، وراح جسدك يضجّ بالعرق! كان عليك أن ترى المرأة التي هبطت عليك بغير ميعاد؛ بعد أن محت خطا الزمن ملامح الطفلة الصغيرة التي كانَتْها يوماً، ورغم أن العباءة كانت تلفّ كامل الجسم، إلاّ أنّ جذعها الناهض داخل العباءة لم يغب عنك!

ولكن؛ ما الكلام الذي يقال في موقف كهذا عادة!؟ رباه! أيّ حيرة!؟

بكلّ ما سمعته من أترابك عن مغامراتهم العاطفية استنجدتَ، لكن الذاكرة ـ التي تفاجأت بالموقف على الصعيد العملي ـ نضبت، خوت تماماً، وأخذ صمت خفر ينفر من كلّ شيء، صمت يشعر المرء معه بأن كلّ خطوة تنذر بمفاجأة، وكلّ عبارة تنطوي على فخ! فأيّ موقف غريب وجدتَ نفسك فيه!؟

كان عليك أن تكسر حاجز الصمت الذي أثقل عليكما، وتردم المسافة الفاصلة بينكما، فدنوتَ منها، وحرّكتَ يديك بحيرة باحثاً عن كلمات تناسب المقام، لكن النظرة الخجلى التي خالَسَتك لبرهة، والإجفال غير المحسـوس الذي اعترى الكومـة المتسربلـة بثيابهــا، أفاءت الكلمـــات التي

كانت في طريقها للخروج إلى الصمت،فغضضتَّ! ولكن لا بدّ من حسم الأمر!

تفكرّتَ، وجذبتها برفق، فلم تنبس ببنت شفة، بل انساقت إليك بطواعية! كان عليك أن تكمل ما بدأته، فتغلبّتَ على غضاضة الموقف، ونزعتَ عنها العباءة، لتتفاجأ بحبات من العرق الناعم تنتظم الجبين كما النمنم، ولم تكن حالك بأفضل من حالها، بيد أنك كنتَ تدرك بأنّ التراجع لم يعد ممكناً، فالتفّت يداك حول خصرها، وتلاحقت الأنفاس المضطربة، ولما وقعت شفتاك على الوجنة السمراء، انتقل إليها طعم الجليد والنار من تحت الجلد، شيئاً فشيئاً بدأ الجليد يذوب، في ما راحت يدك تتوغّل في بلاطة الظهر الفسيحة، وتضغط صدرها الناهد إلى صدرك!

أيّ حمّى قلقة راحت تعدو في الدم!؟

وأيّ جذوة كانت تشعّ من مكامن اللذّة!؟

كانت المرأة التي تضمّها عظيمة الكفلين، وكانت عانة ندية كطحالب الجبال قد نبتت لتوّها هناك، ومع الكرّ والفرّ أنشأ الجسد الأنثوي يشبّ كعجاج في الدم، وراحت العضلات و الأعصاب والخلايا تتوتّر طالبة المزيد! لم يعد للزمن معنى مع التفاصيل الموغلة في العذوبة، الموغلة في اللدونة، ولم يعد للأشياء من حولكما وجود! غابت، تلاشت في الإيقاع المتناغم للجسدين المنتشييَنْ بدهشة الاكتشاف، وراح المدّ يرتفع نحو ذروته القصوى، نحو عوالم رحيبة وملوّنة!

برضى استلقيتَ على ظهرك؛ بعد أن تعمّد جسدك بالطقس المُقدس، عبر النافذة كان القمر ينسخ الظلمة التي نذرها الليل عل نفسه، فيما بدا العالم من حولكما هادئاً، غارقاً في غبطة وسلام عميمَيْن، وإلى جانبك كانت المرأة التي ستشاركك أيامك القادمة قد غطّتْ في نوم عميق!




رد مع اقتباس