منتديات تراتيل شاعر - عرض مشاركة واحدة - رواية مارد في صدري _1
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-30-2022, 11:04 PM   #5


الصورة الرمزية رحيل المشاعر

 
 عضويتي » 406
 جيت فيذا » Dec 2014
 آخر حضور » اليوم (05:29 AM)
آبدآعاتي » 1,159,266
 حاليآ في » البيت يلي قبل الاخير بكوكب زحل
دولتي الحبيبه »  Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » التراث ♡
آلعمر  » 90 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه ♡
 التقييم » رحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond repute
مشروبك   danao
قناتك carton
اشجع ahli
مَزآجِي  »  1

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera:

My Flickr My twitter

sms ~

لاحـــول ولا قـوت الا بالله
سبحان الله وبحمده
استغفر الله واتوب اليه
 

رحيل المشاعر متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية مارد في صدري _1



- أراك اليوم سعيدة يا سناء.. وحيدة في البيت.

بفرح أشارت إلى القطة:

- بل مع صديقتي..

ابتسمت وأنا أدرك طريقة تخلصها من الوحشة والعزلة، بالكتاب، ومع الهرة.

سألتها:

- ألا تسمعين إلى المذياع، إنه وسيلة رائعة للاتصال بالعالم؟

- لا أخفي عليك بأني أسمع وأنسى، وعندما أقرأ أتذكر.

- سمعتك وأنا عند الباب تقرئين بصوت مرتفع.

- لأن البيت خال.. أقرأ أحياناً بهمس، أو بصمت، والقراءة الصامتة تعينني على الفهم، والتأمل فيما أقرأ.

غمزت بعيني وأنا أقول:

- ألا تخشين "أم خالد" وأنت تقرئين بصوت عال؟

بلهجة حاسمة قالت:

- يكون ذلك فقط وهي خارج البيت، كي أعوّد لساني على سلامة النطق بالفصحى، كما يفعل إخوتي.

- يبدو أنك تستمتعين فيما تقرئين.

- جداً جداً.. الجديد من المعلومات يمتعني، ويخفف من ضيق نفسي.

ضحكت وأنا أسألها مازحة:

- هل يتسنى لك الوقت والمكان المناسبان.. على علمي أنك تقضين سحابة نهارك في العمل، حتى تتورم قدماك.

تنهدت وقالت:

- هي لحظات أخطفها من خلال استراحتي اليسيرة، أما المكان فزاويتي المفضلة تحت النافذة، في الغرفة الجانبية، وذهني ينحصر فيما أقرأ، لا ينشغل بشيء آخر.

- بلا شك.. أنت تفهمين ما تقرئين.. ماذا تفعلين إذا كان الموضوع صعباً؟

- أدعه جانباً.. قد أعود إليه فيما بعد.. أحاول أن أغوص فيه كي أصطاد المعاني، وأستشفّ ما وراء السطور.. أعيد الكرة مرات.

ابتسمت وهي تقول:

- يذكرني المعنى الغامض بـ "بدر" صياد السمك في بلدتنا، أراقبه عند الشاطئ، يلقي شبكته مرة تلو المرة، ثم يجذبها فيجدها خالية.. لا يتأفف.. يحاول، وبعد جهد يجذبها بمشقة، ليجدها ملأى بالسمك، فتقفز الفرحة في عينيه كقفز السمك، ويشكر الله على ما أعطاه.. منه تعلمت الصبر في الصيد، هو للسمك، وأنا لمعاني الكلمات.

نظرت إلى سناء بإكبار.. بعد برهة من الصمت، تذكرت قولاً لوالدي:

- كانت المدارس في الوطن مقتصرة على المرحلة الابتدائية زمن الاستعمار، بالرغم من ذلك، فقد ظهر الكثيرون من الأدباء والشعراء.. كان سببه الإقبال على كتاب الله تلاوة، وتدبراً، وتفهماً، حتى تميزوا بالحس اللغوي، ودقة الملاحظة، بالإضافة إلى تفاعلهم مع ظروف الوطن، فتفتّقت مواهبهم الفطرية الكامنة في نفوسهم.

ببهجة قالت:

- وأنا أيضاً أتلو آيات القرآن، وأتدبر معانيها ما استطعت.

سألتها:

- ما هدفك من وراء القراءة؟

ابتسمت والأمل يخالجها:

- بناء نفسي بتثقيفها، وتغيير حياتي في المستقبل، والصبر عليها، بحيث لا يفوتني نفع فيما أقرأ.

- لكل شيء؟

ضحكت وهي تقول:

- أتغاضى عما لا يعجبني، وأكره إلزام نفسي بشيء لا أحبه.. أقرأ ما أرتاح إليه.

- إنك تنحشرين في مكان ضيق و..

- أحبه، لأنه ملك لي وحدي.. لا يشاركني فيه أحد.. المساحة تتسع أمامي من خلال النافذة، عيناي تمسحان السماء نهاراً، وتلامسان القمر والنجوم ليلاً، والنسيم يلاطفني بنداوته.

- جميل منك هذه الهمة العالية.. أهنّئ الوقت بك، إذ لا تضيعينه في الكسل، وتستغلينه في المفيد.

- الأوقات يا عزيزتي تدعوننا إليها، لم لا نهتم بها، ونكرمها؟

كنا نتحدث بهدوء.. بلا خوف أو قلق.. النهار ملك أيدينا.. ارتسمت على وجهها ابتسامة خفيفة، مشوبة بحزن، وقالت:

- لقد حرمت من الصديقات، وزيارة الجيران والأقرباء منذ رحيل أمي، وبخاصة صديقة طفولتي "فاطمة" بنت خديجة، وجدتها أم مصطفى.. أما الآن يخفف أسى نفسي أن أجد وقتاً ثميناً –ولو كان قليلاً- أملؤه بالقراءة، شعاري الآية الكريمة:

بادرتها بسرعة:

- "وقل ربي زدني علماً".

- هذا ما أردت قوله.

- إن زوجة أبيك حرمتك من الصديقات لتستخلصك لأطفالها.. ربما.. ربما أيضاً لأنها غريبة عن بيئتنا، فلم تراعي تقاليدنا، وأخلاقنا.. اصبري يا "سناء".. على فكرة، ما أقدمه لك من كتب ومجلات وقصص هي من اختيار أبي من مكتبته، وعلمت منه أن أمك كانت قد نالت "السرتفيكا" قبل زواجها من أبيك، وعرفت بين النساء بحسن ترتيلها لآيات القرآن الكريم.

دهشت لما سمعت.. توقفت برهة.. ثم قالت:

- القراءة تستثيرني للمزيد، وتشعرني بحاجتي إليها كلقمة العيش، أجد فيها منطلقاً لروحي، ومتنفساً لذهني، وتعلمت منها أسلوباً جديداً في التفكير، والروية في التصرف.

بانبهار قلت:

- إن الله قد متعك بالموهبة، والذكاء وحسن الفهم، عوّضك بهذه الصفات عما حرمت منه.. أخشى أن أكون قد أفسدت عليك وقتك في المطالعة، لسوف أضطر للعودة إلى البيت.

كانت الهرة تتمسح بي، وتقوّس ظهرها، وترمش بعينيها، تدعوني إلى المكوث أكثر.. مسحت على رأسها، ولوحت لها مودعة.

كان النهار يمضي بسرعة، وسناء توزعه بين القراءة والاسترخاء، والعناية بالأزهار وشجرة النارنج، حتى إذا أقبل المساء، والقمر يبزغ في الأفق، سمعت حفيف خطوات إخوتها تقترب من الباب الخارجي، وضحكاتهم تنتشر بمرح.. أحست بشيء يطاردها، وشعرت بقلبها يدقّ كالمطرقة، ويتردد صداه في صدرها، حين داهم سمعها صوت زوجة أبيها وهي تقول:

- سنرى هذه اللعينة، ماذا فعلت في غيابنا.

لملمت سناء أشياءها، وأسرعت إلى ركنها الخاص تدسّها فيه، وهي تدعو الله أن يساعدها على قول الصواب، فلا تخطئ معها.

أخذت أم خالد تلقي تساؤلاتها السريعة بصوت مقزّز، ووجه كئيب:

- هل كنست يا بنت، هل غسلت، هل...؟

- فعلت كل شيء، كل ما تأمرين به يا خالتي.

- هل أخذت الطعام إلى أبيك في الدكان؟

- نعم، أخذته.

- هيا اغربي عن وجهي.

شعرت "سناء" بالدموع الحارة تملأ عينيها، وبهمس قالت:

- يا إلهي.. ما أفظّها، ما أخشن كلامها، وأقسى مشاعرها!!

ضمّت إليها إخوتها بحنان وشوق، ثم اتجهت إلى ركنها.. ألقت بجسدها فوق الفراش.. وبنشوة عارمة قالت:

- على كل حال.. إني أبارك هذا اليوم الذي عشت فيه بحرية.

اقتربت بوجهها من النافذة، وهي تود أن تصرخ وتقول:

- آه.. ما أجمل الحرية.. ما ألذ طعمها!!







 توقيع : رحيل المشاعر




_______________________
________________


والله لو صحب الإنسانُ جبريلا لن يسلم المرء من قالَ ومن قيلا َ
قد قيل فى الله أقوالٌ مصنفة تتلى لو رتل القرآنُ ترتيلا َ
قالوا إن له ولدًا وصاحبة زورًا عليه وبهتانًا وتضليلا َ
هذا قولهمُفي.. الله خالقهم
فكيف لو قيل فينا بعض ما قيلا ..
***
انا زينـــــــــــــه




التعديل الأخير تم بواسطة رحيل المشاعر ; 01-30-2022 الساعة 11:18 PM

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
 (02-02-2022),  (02-01-2022)