منتديات تراتيل شاعر - عرض مشاركة واحدة - السجادة
الموضوع: السجادة
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-19-2022, 01:07 AM   #6


الصورة الرمزية رحيل المشاعر

 
 عضويتي » 406
 جيت فيذا » Dec 2014
 آخر حضور » 04-11-2025 (03:40 AM)
آبدآعاتي » 1,159,204
 حاليآ في » البيت يلي قبل الاخير بكوكب زحل
دولتي الحبيبه »  Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » التراث ♡
آلعمر  » 90 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه ♡
 التقييم » رحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond repute
مشروبك   danao
قناتك carton
اشجع ahli
مَزآجِي  »  1

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera:

My Flickr My twitter

sms ~

لاحـــول ولا قـوت الا بالله
سبحان الله وبحمده
استغفر الله واتوب اليه
 

رحيل المشاعر غير متواجد حالياً

افتراضي رد: السجادة





هم "فؤاد" بالاعتراض واقناع "عماد" بأنه سيذهب بسيارة أجرة ، لأنه ظن أن الرجل العجوز سيقود ببطء شديد ، لكنه فوجئ بالسرعة التي يقود بها "عماد" سيارته كأي شاب طائش في العشرينيات من عمره.. هذا الرجل لا يريد أن يعترف بأنه تجاوز سن الشباب .. ربما تكون قصة أحفاده ولعبهم بالدم فوق السجادة غير دقيقة .. إن الفكرة الأقرب للمنطق هي أن من قام بالطقوس السحرية "عماد" نفسه.. يبدو أنه يعرف الكثير عن السحر ولعله قرأ في كتاب ما عن وصفه تعيد الشباب فقام بتجربتها فكان من نتائجها تحرير رجل السجادة من سجنه..

لكنه لم يصارح "عماد" باستنتاجه هذا ، واكتفى بمراقبة الطريق وأعصابه مشدودة وهو يتخيل أخته مع هذه الروح الغريبة التي تحررت من سجادتها على شكل رجل شاب قوي .. ولكن لماذا تذهب معه "فايزة" بإرادتها ؟ هل تأثرت بشكله الخارجي أو يكون لذلك الشيء قدرات نفسية لجذب القلوب أو تنفيرها ؟

اختصرت سيارة "عماد" زمن الطريق إلى ربع ساعة فقط ، وما أن اقتربت من المنزل حتى فتح "فؤاد" الباب ونزل يجري ، تاركا صاحب السيارة يبحث عن مكان مناسب ليوقفها فيه .. وعندما اقترب من المنزل سمع صوتا بداخله فاطمأن فليلا ، لازالت الطقوس مستمرة وهناك أمل في إيقافها ، فتح الباب بسرعة وألقى نظرة على السجادة الملقاه في الصالة وخيل إليه أن هناك حركة خافتة فوق سطحها اختفت بمجرد اقترابه .. بحث في الشقة كلها عن "فايزة" أو أي أثر لها فلم يجد شيئا .. لقد انتقلت إلى عالم السجادة في اللحظة التي كان هو يفتح فيها الباب !

ارتمى "فؤاد" محبطا على أحد الكراسي تاركا باب الشقة مفتوحا ، وبعد قليل صعد "عماد" وعندما تلاقت نظراتهما أدرك الأخير أن "فايزة" قد رحلت .. قام "فؤاد" ووقف على السجادة وأخذ يقفز فوقها بهسيتريا وهو يصيح :"أخرج ، أخرج أيها الجبان وواجهني" ..

جذبه "عماد" من ذراعيه وأجلسه مرة أخرى على الكرسي ، وقال له :"لا تحاول .. لن يخرج إلا برغبته ولو حرقت السجادة " .. رد "فؤاد" بحزن :"لا أستطيع حرقها و"فايزة" بداخلها" .. ربت "عماد" على كتفه وقال وهو يغادر الشقة :" إذا أردت رأيي : تخلص من هذه السجادة بالطريقة التي تريحك .. لكن من فضلك لا تذكر أسمي أو عنواني لأحد ، ولا تخبر أحدا بما قلته لك .. لقد أردت أن أريح ضميري وساعدتك قدر استطاعتي ، وأخبرتك ما لدي من المعلومات عن السجادة ، أو ما يهمك أن تعرفه على الأقل .. والآن هي مسؤوليتك وأنا لا صلة لي بها .. اسمح لي أن أنصرف بعد إذنك" ..
* * *

بقيت السجادة في صالة المنزل شهرا كاملا وكل يوم يجلس أمامها "فؤاد" ويحاول مع رجل السجادة بالترهيب أو الترغيب لعله يخرج ويكلمه ، لكن الرجل لم يكن يسمع شيئا من هذا الكلام فليس للسجادة آذان ولا عيون لتسمع وترى ، إنها تستقبل من العالم الخارجي عندما تريد فقط وهي لا ترغب في ذلك الآن.. ومع مرور الوقت بدأ "فؤاد" يشك في أن كل هذا قد حدث فعلا .. لم لا تكون "فايزة" قد اختلقت قصة شبح السجادة لتهرب من المنزل ؟ ولم لا يكون الرجل المدعو "عماد" مجرد شخص مخبول وجد فرصة ليتسلى بسذاجته وقام بتأليف موضوع الأرواح هذا من عقله المريض ؟

وذات يوم بعد أن انتهى من صلاة المغرب جاءته فكرة لا بأس بها ، أن يهدي السجادة للجامع فيصلي عليها الناس وتحل الرحمة والسكينة على من في السجادة ، وربما تخرج "فايزة" مرة أخرى من السجادة ببركة الصلاة .. وإن كانت كل هذه القصة كذبة كبيرة فهو لم يخسر شيئا ، على الأقل سيأخذ ثواب هديته للمسجد ..

حمل السجادة وانطلق للجامع وتحدث مع أحد العاملين فيه ، أخبره العامل أن الجامع ليس بحاجة إلى سجادة حاليا ولكنه سيضعها في المخزن لعلهم يحتاجونها قريبا بعد توسعة المسجد .. وبعد أسبوع اكتشف العامل أن التوسعة الجديدة سيكون فيها "موكيت" وأن السجادة لم تعد مفيدة للجامع فقرر أن يبيعها ويساهم بثمنها في شراء "الموكيت" الجديد .. وفي نيته أن يظل الثواب قائما لصاحبها بإذن الله ..

* * *

وفي أحد المنازل القريبة من منزل "فؤاد" ، دخل الزوج لمنزله ففاجأته زوجته بالسجادة التي اشترتها من أحد البائعين وطلبت رأيه فيها .. أبدى الزوج اهتماما مصطنعا وأخذ يمدح ألوانها وذوق زوجته ، قالت الزوجة بفرح :" هذه هي السجادة التي أردت شراءها من شهرين ولكن أمك – رحمها الله – رفضت بدون سبب مقنع .. لم أصدق نفسي حين وجدتها مع نفس البائع مرة أخرى .. إنها مصادفة غريبة .. أرأيت كم هي سجادة جميلة ؟ "

تذكر الزوج والدته التي توفت ، وهم بالاعتراض على وجود السجادة التي رفضتها والدته ، ولكنه قرر أن يتجنب معركة لا فائدة منها مع زوجته .. ثم إن السجادة لا تبدو سيئة بالفعل..

أجاب في استسلام : "نعم .. سجادة جميلة .. جميلة جدا .."

تمت بحمد الله




 توقيع : رحيل المشاعر




_______________________
________________


والله لو صحب الإنسانُ جبريلا لن يسلم المرء من قالَ ومن قيلا َ
قد قيل فى الله أقوالٌ مصنفة تتلى لو رتل القرآنُ ترتيلا َ
قالوا إن له ولدًا وصاحبة زورًا عليه وبهتانًا وتضليلا َ
هذا قولهمُفي.. الله خالقهم
فكيف لو قيل فينا بعض ما قيلا ..
***
انا زينـــــــــــــه





رد مع اقتباس
4 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
 (01-19-2022),  (01-19-2022),  (01-19-2022),  (01-19-2022)