منتديات تراتيل شاعر - عرض مشاركة واحدة - السجادة
الموضوع: السجادة
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-19-2022, 01:06 AM   #5


الصورة الرمزية رحيل المشاعر

 
 عضويتي » 406
 جيت فيذا » Dec 2014
 آخر حضور » 04-11-2025 (03:40 AM)
آبدآعاتي » 1,159,204
 حاليآ في » البيت يلي قبل الاخير بكوكب زحل
دولتي الحبيبه »  Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » التراث ♡
آلعمر  » 90 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه ♡
 التقييم » رحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond repute
مشروبك   danao
قناتك carton
اشجع ahli
مَزآجِي  »  1

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera:

My Flickr My twitter

sms ~

لاحـــول ولا قـوت الا بالله
سبحان الله وبحمده
استغفر الله واتوب اليه
 

رحيل المشاعر غير متواجد حالياً

افتراضي رد: السجادة





رد "عماد" : "لقد أصبت في جزء من كلامك ولكن بقيته ليست كذلك .. أنا متفق معك في أن انسكاب كمية من الدم على السجادة لا يحدث تأثيرا على الاطلاق .. لابد أن يكون هناك تعويذة ما ، هذه قاعدة أساسية في السحر أن المواد التي تدخل في الطقس السحري لا تتفاعل مع نفسها تلقائيا هكذا ، لابد أن يلقى شخص ما عبارات معينة أو يقوم بحركات مثلا.. وغالبا ما يكون واعيا لهذا.. لكن هؤلاء الأولاد لن يقولوا الحقيقة أبدا ، ربما تكون قصة لعبة الدم من وحي خيالهم ليداروا بها لعبة أكبر لتحضير الجن مثلا كما قلت.. ولأنهم يعرفون خطورة اللعبة فإن المكان المناسب لتجربتها كان هو بيت جدهم العجوز ، الرجل الذي لم يبق في عمره ولا صحته الكثير ، وأي ضرر سيصيبه فلن تكون الخسارة كبيرة"

كان يتحدث عن تقدمه في العمر بمرارة واضحة ، ويبدو أنه أدرك أن أحفاده يتقربون إليه طمعا فيه ، لا ريب أنه يعطيهم من النقود بعلم آبائهم أو بدون علمهم ليكسب ودهم .. ثم قرر هؤلاء الأوغاد ناكري الجميل أن يلوثوا شقته بالأفعال السحرية. إنه لأمر محزن فعلا ولكن "فؤاد" لم يات ليناقش هذه المشاكل العائلية ..

قال "فؤاد" : "وما الذي أخطأت فيه إذن ، مادمت متفقا معي ؟"

رجع العجوز برأسه للخلف ، وقال :"أنت تعتقد أن هناك روحا قد تلبست بالسجادة ، أليس كذلك ؟" .. هز "فؤاد" رأسه موافقا. فتابع الرجل :"هذا الخطأ شائع جدا للأسف ، ولكن الحقيقة غير ذلك .. كل الجمادات التي تراها وتعتقد أنها بلا حياة بداخلها شكل من أشكال الروح مثلك تماما. في جلسات تحضير الأرواح لا تأتي روح من خارج المكان أبدا ، إنما الذي ينطق ويتحرك هو روح لشيء موجود !"

بدا عدم الفهم على وجه "فؤاد" ، فتابع "عماد" شارحا :"إذا كانت هناك شمعة مثلا فإن الروح تكون هي روح الشمعة ، تتشكل كما يطلب منها الحاضرون حسب التعويذات التي يقومون بها ، لذلك إذا كان الفعل السحري له علاقة بشخص فإن الساحر يطلب أثرا منه ، قطعة من ملابسه مثلا تستطيع روحها أن تتعرف على من قام بلبسها وإذا وجهت لها تعويذات معينة ربما تؤثر عليه. لاحظ أن هذه الأرواح مختلفة عن أرواحنا ، يمكنك أن تتصورها أطيافا ناقصة ليس لها شكل .."

"رجل السجادة ليس روحا أو جنيا سكن السجادة ، إنه هو السجادة نفسها ! والسجادة التي تراها أنت هي قشرته الخارجية ، كما أنك لست الجسد الذي يجلس أمامي . الجسد هو غلاف لروحك .. "

امتلأ قلب "فؤاد" بالرهبة وهو يقلب الفكرة في رأسه .. ولم يمنع نفسه من النظر حوله في قطع الأثاث والمفارش والساتئر وكأنه يتخيل كل هذه الكائنات التي كانت تحيط به من قبل ساكنة جامدة قد دبت فيها الحياة وأصبحت أفرادا ، رجالا ونساء ..

قال "عماد" : "دعنا نعود لقصتنا ، كان رجل السجادة قد بدأ يخرج ويتحرك في المنزل وأنا أشعر به ولكني لم أهتم كثيرا.. في البداية ظننتها تهيؤات رجل عجوز.. كانت السجادة في ذلك الوقت قد أمتلأت بالأتربة وربما وقعت عليها بقايا من الطعام دون أن أنتبه .. كنت مهملا لها ولم أعد أحافظ عليها كما كنت أفعل قبل لعبة الدم تلك .. وعندما بلغت القذارة فيها حدا معينا ، بدأ الرجل في الظهور أمامي.."

"إنه لا يحب أن يتلوث جسده ، لا أحد يحب هذا.. لكنه أيضا لا يملك تنظيفها بنفسها ، فهذه الأطياف ضعيفة ومحدودة الإمكانيات ، ولكنها قادرة على الإيذاء أحيانا.. إن السجادة التي تبقى بلا تنظيف لفترة طويلة قد تصيب صاحبها بأمراض كالربو والحساسية.. سيقول الأطباء أن لهذه الأمراض أسبابا علمية ويضيعون وقتهم في تحليلها ، ولن يصدق أحد أن هذا انتقام من طيف السجادة أو روحها.."

شرد "فؤاد" قليلا وهو يقول :"لقد نظفت أختي السجادة أمس .. أعتقد أنها لا تزال نظيفة حتى الآن"

قال "عماد" : "جميل جدا ما فعلته أختك ، سوف يحبها رجل السجادة ولن يؤذيها أبدا.. لنعد لقصتنا مرة أخرى ، عندما ظهر لي الرجل بوضوح مستنكرا ما فعلته بسجادته كان هذا فوق احتمالي ، فأنا رجل عجوز كما ترى .. أعطيت السجادة مرة أخرى لحارس العمارة لكي ينظفها ثم يتخلص منها ، لن أحتفظ بسجادة تخرج منها روحها وتسير بحرية في شقتي كما لابد أنك لو كنت مكاني كنت ستفعل نفس الشيء .. الحارس طلب مني أن يأخذها لنفسه فرفضت وأصررت أن يبيعها لأتأكد من أنها ستذهب بعيدا عني.. وذات يوم جاء الحارس ومعه بعض النقود وقال إنه باع السجادة.. أعطيته جزءا من النقود واحتفظت لنفسي بالباقي ونسيت أمرها تماما حتى جئت لي اليوم "

ساد الصمت للحظات ، حتى قال "فؤاد" : "معك حق ، يبدو أن هذا هو الحل الأمثل لهذه السجادة ، ساذهب الآن وأتخلص منها.. اعذرني لانصرافي هكذا فجأة ولكن يجب أن أعود للمنزل قبل المساء حتى لا يظهر ذلك الشبح لأختي ."

ثم وقف عازما على مغادرة المكان فاضطر مضيفه "عماد" إلى أن يقوم أيضا ، ولكن وجهه كان يحمل استغرابا وهو يقول :"ومن قال لك أنه يظهر في المساء فقط ؟ إن رجل السجادة يستطيع أن يخرج منها في أي وقت ، وفي الغالب هو الآن جالس مع أختك إذا لم يكن هناك غيرها في المنزل !"

امتقع وجه "فؤاد" وطلب أن يستخدم هاتف المنزل الخاص بالرجل ليتصل باخته فورا .. وعندما سمع صوتها صاح بها :"أخرجي فورا من الشقة .. أفتحي الباب ونادي على الجيران .. لا تجلسي وحدك في المنزل .. هناك عفريت في السجادة .. اهربي .."

ولكن أخته "فايزة" كانت هادئة وهي ترد عليه :"أعرف ، لقد خرج من السجادة وتفاهمنا سويا .. لن أستطيع أن أخرج من الشقة ولا أن أطلب مساعدة الجيران يا "فؤاد" .. أنا لا أعرفهم وليست لي بهم أي علاقة ، كما أنه ليس مخيفا ولا مؤذيا .. إنه لطيف جدا ، لقد دعاني للذهاب معه إلى عالمه وسوف نرحل بعد قليل .. جميل أنك اتصلت الآن كي أودعك .. كنت أتمنى أن أسلم عليك بنفسي قبل أن أذهب ولكن يبدو أني لن استطيع .. وداعا يا أخي .. وداعا "

وضعت السماعة بينما أخوها كان لا يزال ممسكا سماعة هاتف الرجل بيده مذهولا لنصف دقيقة لم يستطع الكلام ، حتى سأله الرجل عما به .. لم يجب ولكنه وضع السماعة مكانها وسأله في كلمات متقطعة :"هل .. هل يمكن أن يذهب إنسان إلى داخل السجادة مع ذلك الرجل ؟ اختى تقول إنها ستذهب معه إلى هناك .. هل هذا ممكن ؟"

بدا التعاطف على وجه "عماد" ، وأجاب بنبرة الخبير بهذه الأمور :"في عالم السحر لا أحد يسأل إن كان شييء ما ممكنا أم لا .. كل شيء ممكن إذا عرفت التعويذة المناسبة وكانت هناك الروح المناسبة .. لكن هذا قد يستغرق بعض الوقت ، فإذا كان منزلكم قريبا من هنا فقد تتمكن من إيقاف الأمر وإنقاذها .."

قال "فؤاد" بعدم حيلة وهو شبه منهار :"لا ، إن بيتنا بعيد .. ساحتاج إلى نصف ساعة على الأقل وليس معي سيارة".

جذب الرجل مفتاح سيارته من أحد الأدراج وقال له :"أنا سأوصلك .. فالذنب ذنبي في الأساس .. لا وقت لأغير ملابسي .. هيا بنا بسرعة قبل أن يأخذها الرجل معه ولا تراها مرة أخرى".




 توقيع : رحيل المشاعر




_______________________
________________


والله لو صحب الإنسانُ جبريلا لن يسلم المرء من قالَ ومن قيلا َ
قد قيل فى الله أقوالٌ مصنفة تتلى لو رتل القرآنُ ترتيلا َ
قالوا إن له ولدًا وصاحبة زورًا عليه وبهتانًا وتضليلا َ
هذا قولهمُفي.. الله خالقهم
فكيف لو قيل فينا بعض ما قيلا ..
***
انا زينـــــــــــــه





رد مع اقتباس
4 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
 (01-19-2022),  (01-19-2022),  (01-19-2022),  (01-19-2022)