01-18-2022, 05:41 AM
|
#2
|

رد: حادث لم يدون بقلم بسمة الخولى
أغمض أرمان عيناه بنفاذ صبر ثم أزاح الرتاج جانباً , فتح الباب و استدار عائداً نحو الداخل ليلقي بالسكين فوق المنضدة مجددا و يعود ليجلس فوق الأريكة الدافئة .
عبر كريس الباب المفتوح ثم أغلقه و أعاد الرتاج إلي مكانه قبل أن يخلع معطفه السميك
= لمسه جيده .
قالها وهو ينظر نحو القفل الفضي فوق الباب ثم تابع وهو يتقدم نحو الداخل :
= و عرفت أنه أنا بالفعل ؟ .
اختار مقعدا للجلوس ثم أشار نحو القفل وهو يكمل مازحاً :
= لن يفيدك كثيراً إذا ما فتحت لكل من يطلب الدخول دون التأكد من هويته .
دون أن يبتسم أجاب أرمان :
= لن يفيدني بحال . اشتريته لأنني اشتريته . هذا هو كل شئ .
ثم تابع بجديه :
= ما الذي أتي بك ؟
تراجع كريس ليسترخي أكثر في جلسته :
= نعم , مرحباً بِك كريس , أوه اهلاً أرمان ... كيف حالك , بخير شكراً لسؤالك .
أعاد أرمان تكرار السؤال مجدداً :
= ما الذي أتي بك ؟
بهدوء أكمل كريس و كأنه لَم يستمع :
= الجو فظيع بالخارج , حقاً .. لكن علي الفرد منا الخروج لتحريك قدميه , صحيح .
جاراه أرمان قائلاً وهو يحرك يده نحو السكين الملقي ليلتقطه عابثا به :
= في هذا الوقت ؟ .
ابتسم كريس بخبث ثم قال :
= حسناً , لم أكن بالخارج لتحريك قدماي .
ابتسم أرمان بدوره قائلاً :
= جيد , إءتني بالأسوأ .
تابع كريس وهو يحرك يده بحركة مسرحيه :
= كنت بالخارج كما قلت سابقاً , ثم فكرت بما أنني قد غرقت بالماء و الطين بالفعل , لم لا أفعل شئ مفيد إذن و أذهب لزيارة صديق قديم .
لم يعلق أرمان لذا تابع :
= ماراً بالجوار عندما رأيت شئ جميلا , قلت لنفسي سيحب أرمان الاحتفاظ بهذه , لذا ..
وضع يده بجيب قميصه الرمادي ليخرج القلادة الكهرمانية المزخرفة و يضعها فوق الطاولة أمام عينا أرمان .
علي الفور توقفت السكين الصغيرة عن الحركة بيد الأخير و تركزت عيناه باهتمام فوق المنضدة
بصوت شبه هامس قال :
= هذه ؟ .
ابتسم كريس وهو يومئ :
= هي بعينها .
نظر نحوه أرمان ثم وضع السكين فوق المنضدة ليلتقط القلادة و يقلبها بين يديه
نظر بذهول إلي الجوهرة الكهرمانية المحاطة بالإطار الذهبي اللامع ثم قلبها إلي الخلف
الخطوط السوداء المحفورة مشكله حرفي اللام و الهاء .
أعاد النظر نحو كريس :
= هذه ليست تقليد متقن .
= لا ليست تقليد .
قالها بنبره جديه و قد بدأ يشعر بالرضا لحيازته علي اهتمام أرمان
= أنت لم تجدها , لا يمكن أن تكون مجرد ... وجدتها .
= حسناً , لم أجدها .
تحولت تعبيرات أرمان إلي مزيج من القلق و الغضب وقال بصوت حاد و إن جاء منخفضاً :
= هل يمكنك أن تتفوه بشئ واحد صادق الليلة ؟
نظر كريس نحوه دون أن يتحدث و إن بدا مستاء فأكمل أرمان كلماته بذات النبرة الحادة :
= ما الذي فعلته , كريس ؟
= ولِم تظن أنني قد فعلت شئ ؟
قبض أرمان علي القلادة الصغيرة بين أصابعه بقوه و قال :
= لأنه لا يمكنك ببساطه الحصول علي هذه .. هذا هو السبب .
زفر ثم تابع :
= من أين حصلت عليها ؟
= المجلس .
قالها كريس بلهجة مبهمة وهو يبعد عينه عن صديقه لتجول خلف كتف أرمان بشئ من التوتر
= المجلس ؟
قالها أرمان دون أن تخف قبضته و إن علت نبرته قليلاً
= نعم المجلس .
قالها كريس ثم أعاد النظر نحو أرمان الذي ضاقت عيناه فتابع بسرعة :
= اسمع , كنت مضطراً .. لقد رأيته و ...
قاطعه أرمان صائحاً وهو يرجع بظهره ليصدمه بالأريكة واضعاً يده فوق جبهته بقوه :
= اللعنه كريس .
نهض ليتحرك بالحجرة علي غير هدي و القلادة ما تزال بيده , نظر كريس نحوه ثم قال :
= كان علي فعل هذا .
لم يجبه أرمان فتابع وهو يحرك يده وقد علت نبرته :
= كان سيقتلك .
= لا لَم يكن ليقتلني , لَم يكن حتى متأكد أنه أنا .
عاد للجلوس وهو يرطم يده بالمنضدة صافعاً القلادة فوقها :
= الآن المجلس بالكامل يعلم أنه أنا , و يعرف مكاني .. اللعنه كريس قلت لَك ألا تتصرف دون أن تعلمني .
تتابعت أنفاسه محاولاً امتصاص غضبه
بقيت نظرات كريس موجهه نحوه دون تعبير للحظات ثم التقط القلادة و نظر نحوها متمتماً :
= المجلس مفوض بقتلك كما تعلم .. جميع فئات المجلس .
وشدد علي نطق الكلمات الثلاث الأخيرة .
مرت دقيقه أو أكثر من الصمت ثم أتي صوت أرمان من خلف يده الشاحبة :
= إنها ذهبيه .
= عفواً ؟ .
قالها كريس وهو ينظر نحو أرمان دون فهم فأجابه الأخير :
= الإطار المحيط بالقلادة ذهبي اللون , صاحبها من الفئة الثالثة.
= و ؟.
= لا يستطيع أفراد الفئة الثالثة قتلي , ليس ليلاً علي الأقل
قالها أرمان وهو يتحرك عبر الغرفة نحو حجره النوم بالداخل , فصاح كريس خلفه :
= مازلت لا أفهم .
أتي من الداخل بعض الأصوات لأشياء ما تسقط أرضاً ثم هدأ الصوت و عاد أرمان للظهور وهو يمسك بستره سوداء واضعاً شئ ما بجيبه :
= سأشرح لك في الطريق , هيا .
نهض كريس واقفاً وتحرك بدهشة عبر الحجرة :
= إلي أين ؟.
ناوله أرمان معطفه و تحرك دون كلام ليعيد فتح الباب سامحاً لصديقه المندهش بالخروج ثم خرج خلفه وهو يحرك الباب ليغلقه بقوه .
= لن تغلق القفل ؟.
= لا داعي .
قالها أرمان بصوت حيادي فنظر نحوه كريس بتعجب ثم كرر التغاضي عن السؤال و استدار لينطلق نحو السلالم المعتمة إلي الأسفل , نظر أرمان نظره صغيره نحو الباب ثم همس وهو يشير نحوه بإصبع واحد في حركه غير ملحوظة :
= سينتارو أوكتا .
لمع الباب لحظياً ثم عاد لمظهره السابق فاستدار أرمان ليتبع كريس عبر السلالم التي غطتها الظلال إلا من سراب ضعيف من الأشعة يرسله مصباح السقف الواهن
نحو الظلام و المطر بالخارج .
|
|
|
|
_______________________
________________
والله لو صحب الإنسانُ جبريلا لن يسلم المرء من قالَ ومن قيلا َ
قد قيل فى الله أقوالٌ مصنفة تتلى لو رتل القرآنُ ترتيلا َ
قالوا إن له ولدًا وصاحبة زورًا عليه وبهتانًا وتضليلا َ
هذا قولهمُفي.. الله خالقهم
فكيف لو قيل فينا بعض ما قيلا ..
***
انا زينـــــــــــــه

|
4 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
|