* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم *
مَثَلُ المُؤْمِنِ كَالخَامَةِ مِنَ الزَّرْع تُفَيِّئُهَا الرِّيحُ مَرَّة وتَعْدِلُهَا مَرَّة
ومَثَلُ المُنَافِقِ كَالأرْزَةِ،
لا تَزَالُ حتَّى يَكونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً واحِدَةً
***
الراوي : كعب بن مالك
• التخريج : أخرجه البخاري (5643)، ومسلم (2810)
****
تفيئها أي تميلها الريح يمينا وشمالا
الأرزة أي شجر الأرزن الصلب
انجعافها أي اقتلاعها
ويَشتمِلُ هذا الحديثُ على تَشبيهٍ رائعٍ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
لتقريب الفهم للناس وسهوله الوعظ فقدْ أُوتِيَ جَوامعَ الكَلِمِ،
فشبَّهَ المؤمنَ بالخَامَةِ مِن الزَّرعِ، وهي النَّبْتةُ الغَضَّةُ الطَّريَّةُ
تُميلُها الرِّيحُ مرَّةً وتَعدِلُها أُخرى،
وشبَّهَ المنافقَ والكافر بالأَرزَةِ،
وهو شَجر الأَرْزَن الذي يُعمَّرُ طَويلًا وهي شجرة صُلبةٌ صَمَّاءُ ثابِتة
ويكون انقِلاعُها مرَّةً واحدةً ..
ووجهُ التَّشبيهِ أنَّ المؤمن إنْ جاءه أمْرُ اللهِ انْصاعَ له ورضِيَ به
فإنْ جاءه خيْرٌ فرِحَ به وشَكَر وإنْ وقَع به مَكروهٌ صبَر ورضي
واستسلم لأمر الله ورَجا فيه الأجرَ،
فإذا اندفَع عنه اعتدَل شاكرًا،
والنَّاسُ في ذلك على أقسام منهم مَن يَنظُرُ إلى أجْرِ البلاء
فيَهُونُ عليه البلاء ومنهم مَن يرى أنَّ هذا مِن تَصرُّفِ المالك في مِلكِه
فيُسلِّمُ ولا يَعترِضُ .
ووَجْهُ تَشبيهِ المنافقِ بالأرْزة أنَّ المنافقَ لا يصيبه البلاء
حتى يموت بحاله بل يُجعَلُ له التَّيسيرُ في الدُّنيا لِيَتعسَّرَ عليه الحالُ
في المعادِ حتى يلقى الله عز وجل بذنوبه كلها فيستحق العقوبه عليها
وفي الحَديثِ:
بيانُ أنَّ سُنَّةَ الابتلاءِ ماضِيةٌ في العِبادِ،
وأنَّ الابتلاءَ للمُؤمِنِ إنما هو رَحمةٌ مِن اللهِ عزَّ وجَلَّ ولُطفٌ به
وترك البلاء للفاجر والكافر علامة غضب من الله عز وجل
leg hglclk ;leg hgohlm lk hg.vu hggcgc hgphgm hgavu ;leg