منتديات تراتيل شاعر - عرض مشاركة واحدة - الوهم والاختيار
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-2018, 06:01 AM   #3


الصورة الرمزية MS HMS

 
 عضويتي » 303
 جيت فيذا » Aug 2014
 آخر حضور » 08-28-2024 (12:35 AM)
آبدآعاتي » 213,724
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه »  Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي ♡
آلعمر  » 17 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء ♔
 التقييم » MS HMS has a reputation beyond reputeMS HMS has a reputation beyond reputeMS HMS has a reputation beyond reputeMS HMS has a reputation beyond reputeMS HMS has a reputation beyond reputeMS HMS has a reputation beyond reputeMS HMS has a reputation beyond reputeMS HMS has a reputation beyond reputeMS HMS has a reputation beyond reputeMS HMS has a reputation beyond reputeMS HMS has a reputation beyond repute
مشروبك   water
قناتك max
اشجع ithad
مَزآجِي  »  1

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 9 CS2 My Camera:

My Flickr My twitter

sms ~
نامَتِ العُيُونُ
وَغارَتِ النُّجُومُ
وأنْتَ حَيٌّ قَيُّوم

سبحان الله
وبحمده سبحان
الله العظيم
mms ~
MMS ~
 

MS HMS غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الوهم والاختيار



الفصل الثانى
يلمح بيل أخته قادمة من بعيد تتهادى فى خطوات بطيئة و كأن بها داء عضال فلوجه مصفر و العينان ذاهلتان و كأنها فى اخر ايامها . ثم تذكر بيل منظرها وهى صغيرة ؛ تلك الفراشة المرحة التى كانت تقبل على مائدة الافطار مسرعة فتقبل ابويها و تملأ المكان ضحكا و مرحا !
و حين اقتربت منه ابدى ابتسامة و فرحا محاولا اخفاء اسفه عما حل بها من ابؤس و صاح " هيا أقبلى ايتها الاميرة "
فتبسمت نصف ابتسامة و قالت " أميرة ! ... أميرة الاحزان هههه "
فجلست تتأمل المكان قليلا فقد بلغ بها الحزن مبلغا جعلها لا تخرج الى الحديقة طوال اسبوعين . و مرت عيناها على تلك الازهار و الفراشات و العصافير و الاشجار كلٌ يمضى فى حياته مبتهجا بحياته غير مبال بما كلن او سيكون . و قالت فى قرارة نفسها " ياليتنى كنت معهم فلم ادر ما الحزن و ما الدموع ! "
فتنبه بيل لها و دعاها الى تناول الطعام قائلا " هيا فلنستبق لنرى من ينتهى أولا "
فقالت " سأخسر حتما .. فانا أخسر دائما "
فأجابها " لكنك لم تحاولى بعد ! "
فقات " ماذا سيحدث ان فزت بهذا بعد ان خسرت كل شىء ؟!"
فتحرج بيل قليلا من سؤالها و قال " انك لم تخسرى كل شىء و لن تربحى كل شىء ... هكذا الحياة شىء من الفرح و النصر ممتزج بالحزن و الخسارة .. أليس كذلك ؟ "
قالت بصوت مرتفع قليلا و متحمس " لا .. بالطبع لا ... على الاقل فى حياتى هذا لا يحدث .. انا من الذين يخسرون و يخدعون و تدعسهم أقدام البؤس فى هذه الحياة .. و لست كهولاء الذين مضون فى درب الهناء و يركبون خيول السعادة "
فتبسم يبل محاولا تهدئتها " خيول السعادة ؟! عم تتحدثين ؟ ! هذه مجرد انطباعات زائفة ... كل تلك الابتسامات و السعادة انما هى محاولة لاظهار نقيض ما يشعرون به او محاولة للترويح و النسيان كشارب النبيذ يريد الهروب من الحياة ... لكن فى الحقيقة لا يوجد أحد يشعر بالسعادة طوال الوقت او حتى معظم الوقت "
قالت له فى نبرة عالية حزينة " الزيف هو ما تقول يا اخى .. انك تريد ايهمى بأن الناس جميعا حزنى مثلى و يعانون الشقاء كما أعانى .. و هذا ليس صحيحا .. و الحقيقة انى لم اعد قادرة على احتمال الحياة ! "
فأقترب منها قليلا و وضع يده على كتفها يمره بحنان و قال " أخبرينى كصديق لك .. ما بك ؟ .. أكل هذا لانك قد انفصلت عن صديقك ؟؟ فقد انفصلت قبله عن صديقين و لم تجزعى هكذا ... ما ذا حل بك هذه المرة ؟ ! "
فقالت بنبرة باكية " لقد تيقنت هذه المرة أنى بلا قيمة .. ليس هناك من شىء امثله للناس .. انما يقتربون منى حينما لا يجدون غيرى .. و يخدعوننى ببعض الكلمات لبعض الوقت ... ثم يجدون بغيتهم فى غيرى ؛ فيتركونى غير ءاسفين على فراقى " و انخرطت فى بكاء شديد و انهمر الدمع من عينيها ؛فضمها بيل اليه و جعل يهدئ من حالها و هو فى الوقت نفسه يحاول ان يتمالك نفسه فقد كان بكاؤها مؤسفا حقا .
ثم بدأ يغنى لها بعض الكلمات التى كان يغنيها ابواها لها و كانت ترقص عليها و هى صغيرة حتى انفرج عنها ما حل بها قليلا .
فقال لها بيل " ان الانسان لا يأخذ قيمته من الناس , لا من الذين خدعوه و استغلوه او حتى من الذين يحبونه .. لكن تكمن قيمته فى اخلاقه و افعاله و حكمته .. أنظرى الى نفسك كم انت طيبة بريئة .. كم مرة رايتى انسانا محتاجا فساعدتيه دون انتظار شكر منه .. وكم مره تألتى حين سمعته خبرا محزنا لبلوى اصابت اناسا و انتى لا تعرفينهم .. وكم مرة سامحتى اناسا اساوا اليك ! ..هذه الافعال الشريفة و المشاعر النبيلة هى التى تجعل لك قيمة اليس كذلك ؟ "
فأجابتهبقولها " كان هذا اعتقادى السابق .. لكن بعد ما حدث لى كل هذا .. رأيت ان الاحسان لا يستحقه الا القيل من البشر .. و الناس لا تقدر الرحيم الكريم الا اذا احتاجوا الىه .. و انما يملك الانسان قوته بقدرته على ايذاء الاخرين و حين يعلموا ذلك يعطونه افضل ما عندهم و يتهافتون على الاقتراب منه .. فالقوة هى الحقيقة هى الطريق للحياة السعيدة "
قال بيل لها " نعم القوة هى الحقيقة .. لكن الحقائق نوعان حقيقة الخير و حقيقة الشر .. و منتهى القوة ان تقدر على الايذاء فتعفو و تسامح و تغفر .. فقوة العطاء هى التى تبنى لا قوة السطو .. وقوة الحب هى التى تجمع لا قوة الكراهية ... وانتى لا تزالين صغيرة فى السن و حين تكبرين قليلا ستعلمين أن راحة النفس و الطمانينة هى اكبر المنح فى هذه الحياة و هذا لا يأتى الابالحب و العطاء و التسامح "
قالت له - وقد بدأت تتمالك نفسها - " لا اريد من احياة ان تعلمنى شيئا اخر .. حقا كفى ايتها الحياة " و انصرفت نحو غرفتها !


 توقيع : MS HMS



رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ MS HMS على المشاركة المفيدة:
 (08-10-2018),  (08-10-2018)