07-07-2018, 12:11 PM
|
#2
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 965
|
تاريخ التسجيل : Dec 2015
|
أخر زيارة : 09-07-2024 (11:24 AM)
|
المشاركات :
124,985 [
+
] |
التقييم : 674383
|
الجنس ~
|
MMS ~
|
|
لوني المفضل : Cyan
|
شكراً: 1,489
تم شكره 1,340 مرة في 924 مشاركة
|
رد: لماذا لا نتمهل قبل الحكم على الآخرين،
سيماؤهم في عقولهم لا في وجوههم
الحكم على الآخرين خطأ
كل منا قد يصادف في حياته أشخاصاً لديهم مفاهيم ومعلومات خاطئة عن الآخرين، وقفت حائلاً دون اندماجهم مع البعض أو تقبل الآخر، والسبب هو الأحكام المسبقة التي نطلقها على الآخرين من النظرة الأولى، فهذا إنسان مغرور، وذاك متكبر، ومن الواضح من هيئة ذلك الشخص انه مشاكس ويحب المشكلات، ويبدو من ملامح تلك أنها أنانية، فهل يعد كافياً معرفة معادن الناس وأخلاقها من مجرد النظر إليهم، من دون محادثتهم ومبادلتهم بالأفكار؟ وعلى أي أساس نحب أو نكره الأشخاص الذين نلتقيهم من اللقاء الأول أو النظرة الأولى؟ وهل هذه النظرة تكون دائما صائبة؟، وما الأمور التي تحدد حكمنا على الأشخاص بالارتياح أو النفور؟ نحاول في السطور التالية الإجابة عن الأسئلة بحسب رأي الاختصاصين، وتجارب بعض الشباب والشابات .
يقول وائل محمد الغميان، موظف علاقات عامة في دبي: إطلاق الأحكام على الآخرين من النظرة الأولى من دون معرفة حقيقية بهم، منتهى الإجحاف، ومن الطبيعي عندما يلتقي أي شخص سوي بالآخر لأول مرة، ألا تخرج أحاسيسه ومشاعره عن أمر من ثلاثة، أولاً القبول وهو ما يؤدي إلى قبولنا أي تصرف من أي شخص حتى وان كان مخالفاً للمبادئ، وثانياً الرفض وهو ما يؤدي إلى نبذ كل تصرف حتى ولو كان عقلانياً وفي حدود الأدب، ثالثاً تحديد مشاعرنا أو موقفنا تجاه الآخر من خلال منطقه . والأشخاص الذين يعتمدون هذا المبدأ لا يقبل أي منهم الآخر بسهولة ولا يرفضه أيضاً . لذلك أفضل الحرص في حكمي على الآخرين، والاعتماد على العقلانية والمعرفة عن قرب بدلاً من إطلاق أحكام ضيقة .
لطريقة الحديث وأسلوب الشخص المتكلم الدور الأكبر في تقبلنا وارتياحنا له أو الاستياء منه من وجهة نظر حنان السيد، طالبة جامعية في الشارقة، تضيف: البعض يتمتع بكلام عذب وأسلوب جذاب في الحوار والحديث فيأسرون القلوب منذ اللقاء الأول ويشعر الآخرون معهم بالارتياح كأنهم يعرفونهم منذ زمن، وفي المقابل هناك من لا يتمتع بحسن الحديث ويجهل سهولة التعبير أو يعبر عن رأيه من دون مراعاة لمشاعر من أمامه، وهؤلاء بالطبع ينفر الناس منهم من اللقاء الأول . وبالتالي بعض التصرفات المبدئية تكون سبباً لتقبلنا أو رفضنا لأي شخص . يشير إلى ان اختلاف المفاهيم بين شخص وآخر له أيضاً دور في ذلك، فمن يرى يفسر ترتيب الشخص لمظهره على انه شخص محترم قد يفسره الأخر إن هذا الشخص أناني ويحب ذاته، ولذلك تختلف مع من يقول إن النظرة الأولى هي الصائبة بنسبة 80 % .
سناء موسى، طالبة في كلية التربية في دبي، ترى أن الحكم على الآخرين بمجرد النظر إليهم أو من الانطباع الأول حالة صحية يمكن الاعتماد عليها بشرط توفر القدرة والمعرفة في الشخص الذي يطلق مثل هذه الأحكام .
وتقول: وهناك العديد من الأشخاص الذين يمتلكون نظرة ثاقبة في كل شيء، أما بالنسبة لمن يطلق هذه الأحكام بشكل متسرع من دون وعي اعتماداً على مشاعره أو عاطفته، فذلك دليل على انه شخص منغلق على نفسه، وقد تتسبب أحكامه على الآخرين بمشكلات وقطيعة إذا ما تمت في إطار عائلي، أو قد تتحول إلى تشويه لصورة البعض إذا ما أطلق وسط الأصدقاء . بالنسبة لي اعتبر ممن يملكون القدرة على معرفة الآخر من النظرة الأولى، ولكن لست ممن لا يعطي الشخص فرصة التعرف إليه أكثر، مهما كانت أفكارهم مختلفة أو نظرتي عنهم سلبية مسبقاً .
ويقول عبيد علي عبيد: الحكم على الأشخاص وتقييمهم، ينبغي ألا يكون بناء على تصرف واحد، أو على النظرة الأولى، فالبرغم من أننا لا نتقبل بعض الأشخاص منذ أول مشاهدة لهم، إلا أن ذلك لا يعني ان الشخص لا يحمل صفات ايجابية، من ناحية أخرى هناك من الأشخاص الذين لا يحكمون من النظرة الأولى، إلا أنهم سريعون في إعلان انطباعاتهم عن الآخرين بمجرد الجلوس معهم لمرة واحدة، وذلك أيضاً لا يعد سبباً كافياً للحكم عليهم، فمن كان سلبياً في جانب معين يمكن أن يكون إيجابياً في العديد من الجوانب الأخرى، إذا ما تم التقرب منه لفترة أطول .
برأي حسين عساف متطوع، الانطباع السيئ الأول يصعب تحسينه، لتأثيره الكبير في شكل علاقتنا المستقبلية مع الآخرين، لذلك لا بد من الحرص في نظرنا للآخرين، وعدم الاعتماد على الشكل أو المظاهر التي تدفعنا للنفور أو للشعور بمعرفة شخص ما بمجرد رؤيته .
يعترف كاوا إبراهيم موظف في قطاع البنوك في الشارقة، بأن الحكم على الآخرين يحتاج مهارة ثاقبة، وهو لا يتقنها . ويقول: في فترة سابقة كنت أطلق الأحكام على الآخرين من النظرة الأولى أو من الشكل، لاعتقادي ان الشكل الخارجي هو انعكاس لما في داخل الإنسان، ولكن تبين لي من خلال التجارب انه الشكل ليس مقياساً دقيقاً لمعرفة معادن الناس، وكذلك لا يمكن ان أقول عن شخص انه جيد أو سيئ بمجرد الشعور براحة نفسية تجاهه . الطريقة المضمونة هي مراقبة كلام الشخص ومدى ثقافته أو منهجه أو طريقة تفكيره، فالحكمة العربية تقول المرء مخبوء تحت لسانه .
يرى إبراهيم إبراهيم، بائع ألبسة في الشارقة، ان الحكم على الآخرين بمجرد المعرفة السطحية، أمر فيه الكثير من الظلم بحق الآخر، والحياة الاجتماعية مبنية على أن نتقابل مع أشخاص لا نعرفهم، نعتقد للوهلة الأولى أنهم متكبرون ومتعجرفون، ولكن عندما نقترب منهم ونتعرف إليهم عن قرب، نجد أنهم أشخاص طيبون يحتفظون في داخلهم بطباع حميدة لم نلاحظها في البداية لسرعة حكمنا عليهم . ويقول لا يمكنني أن أحكم على الآخر بمجرد النظرة أو من خلال تصرف فردي بدر منه، لان المظاهر خداعة ومعدن شخص لا يمكن الكشف عنه بمجرد النظرة الأولى أو من خلال معرفة لم تستغرق سوى أيام معدودة . ويشير إلى ان البعض يحكم على الآخرين من خلال آراء وتعليقات أصدقائهم لا من خلال قناعة شخصية، وهذا أيضاً فيه من الندم ما يشعر الإنسان بالظلم . ومؤكداً أن الإنسان يحكم من جوهره .
الحكم من النظرة الأولى غالباً مايخطئ في رأي حسن عبدالله البلوشي، موظف في الشارقة . ويقول: التعرف إلى الآخر من خلال النظرة الأولى أمر يعتمد على الحالة النفسية التي كونت شعورنا الأولي عن هذا الشخص، وهذا فيه من التجني على الآخرين . ويضيف: لنا صديق كلما تعرف إلى شخص أو رآه لمرة واحدة أطلق حكماً سريعاً عليه، وبدأ بسرد تفصيل عن أخلاقه وطباعه ومدى ثقافته وتفكيره، معللاً ذلك بقدرة العقل الباطن لأي إنسان إذا ما استخدمه صحيحاً على فهم الآخرين بمجرد النظر اليهم، ولكن كنت أرى نتائج أحكامه دائماً خاطئة، لمبدأ منطقي يفسره العلم وهو أن العقل الباطن يعتمد دائماً على حاسة واحدة، ولذلك أفضل أن أدخل في لجنة تحكيمي على الآخرين قدرة الحواس الخمس، إلى جانب الاختلاط معهم بشكل كامل قبل إطلاق أي حكم عليهم .
رنيم الأزرق طالبة في كلية الهندسة في أبوظبي، هي واحدة من الأشخاص الذين تعلموا بالتجربة عدم الحكم سريعاً على الآخرين، لأنها اتخذت حكماً سريعاً على إحدى الفتيات اعتماداً على كلمات صديقتها، وبعد أن تعرفت إليها في موقف وقع بالصدفة شعرت بأن الكلام الذي سمعته متناقض مع الواقع، ومع مرور الوقت اكتشفت بان ما نقل عنها من كلام، كان بداعي الغيرة من نجاحها لا أكثر . وتضيف: كل شخص يترك لنا انطباعاً عن شخصيته بدءاً من المرة الأولى، ولكن الحكم لا يكون إلا بعد الاقتراب من الشخص و معرفته معرفة حقيقية .
توافقها في الرأي هدى علي، طالبة في كلية الإعلام في عجمان، وتقول: ربما هناك أناس لهم قدرات معرفية عالية، وباستطاعتهم تمييز الأشخاص والحكم عليهم من مجرد لقاء أو حوار لبضع دقائق، لكني أرى أن القيام بإصدار حكم اتجاه أي شخص، يحتاج إلى معرفة بكل جوانب شخصيته، وبالنسبة لي لا انظر إلى أي إنسان من زاوية واحدة أو من مجرد تصرف حدث أمامي دون دراية مني، بأسباب ومسببات تصرفه .
يعترف محمود محمود، ماجستير في الآداب، بأنه يحكم على الآخرين بتسرع اعتماداً على نظرته الثاقبة بكل شخص يراه للمرة الأولى . ويقول: تمكنت من خلال مخالطتي لأشخاص من جنسيات وطباع مختلفة، تحليل شخصيات الكثيرين بمجرد النظر إلى هيئتهم وتصرفاتهم، وكلما زادت مصادر التدقيق زادت الدقة . إلا ان الانطباع السلبي لا يدوم لوقت طويل، لأنه تعلم من خلال الأخطاء التي وقع فيها، عدم الاكتفاء بنظرته الفردية في إطلاق حكم نهائي على الآخر، مثل سؤال المقربين أو الاستماع إلى رأي الأصدقاء والمقارنة مع وجهات نظرهم .
الحكم على الآخرين برأي د . أنيس مدني استشاري نفسي وأستاذ مساعد بكلية الطب في دبي، تحدده عوامل كثيرة، قد تصل بالبعض إلى تكوين أحكام مسبقة على الآخرين لا تقبل النقاش ولا تغيرها الحقائق الدامغة . ويوضح كل إنسان يصادف في حياته أشخاص لديهم مفاهيم ومعلومات مغلوطة عن الآخرين، وقفت حائلاً دون اندماجهم مع الأخر وتقبلهم له . ولعل ما ساعد على تكوين هذه المفاهيم لديهم هي الثقافة الجمعية، بمعنى لو كان عدة طلبة في جامعة ما سلبيين فهذا يدفع الآخرين إلى تبني فكرة ان كل طلبة هذه الجامعة سلبيون، متناسين ان الجامعة هي مجموعة من الأفراد تتوزع بينهم المواهب والانحرافات مثلهم مثل أي تجمع بشري على وجه الأرض . والأحكام المسبقة أمر فيه منتهى الإجحاف وعدم العدل والمصداقية، وإذا ما فسرنا ذلك من الناحية النفسية العلمية، فالإنسان في طبيعته التي جبل عليها في تكوينه، لديه الكثير من الأحاسيس والمشاعر التي لا يمكن أن تظل ساكنة تجاه أي عمل يقوم به الغير، تماماً مثلما ننظر لأي صورة قد يجدها البعض جميلة بينما لا يرى فيها الآخر سوى القبح . ويضيف: لأن النفس البشرية هي خليط من المشاعر يصعب التحكم بها، فإن الحكم على أي شخص من النظرة الأولى أو بمجرد مقابلة عابرة خطأ يترتب عليه مظالم للآخرين . والدليل أننا نبني في بعض الأحيان صوراً مثالية لشخص ما وعند أول امتحان نصاب بصدمة، وهذه النتيجة الطبيعية للحكم المتسرع . ويشير إلى أن أكثر من يدفع ضريبة الحكم على الآخر بالنظرة الأولى هم الفتيات اللواتي يرفضن الزواج بسبب تسرعهم في تكوين نظرتهم عن الشخص المتقدم لهم، مؤكداً أن الحكم السليم على الآخرين يمكن الاعتماد عليه بعد فترة طويلة من الصداقة تتخللها مواقف مختلفة يمكن من خلالها الحكم على أي شخص بنسبة نهائية .
وترى الباحثة الاجتماعية ناعمة الشامسي، ان النفس البشرية معقده ومن الصعب الادعاء بأننا نفهمها بهذه السهولة، ولكن بشكل عام هناك بعض الأمور التي تحدد حكمنا على الأشخاص من النظرة الأولى أو اللقاء الأول مثل: الشكل الخارجي، وملامح الوجه، ونظرات العيون، والتصرفات، والوضع المادي والاجتماعي . إلى جانب دور طبيعة الصوت ودرجته، وطريقة اللبس التي تشير إلى شخصية الإنسان واهتماماته وتترك انطباعاً عن علاقته وارتباطه بالترتيب والأناقة، فيكون سبباً بالشعور بأنه قريب إليك أو بعيد . وتقول من يهتمون بالأناقة غالباً ما يتمتعون بكونهم اجتماعيين ومقبلين على مشاركة الآخرين، الأمر الذي يجعل الطرف الآخر يشعر بأنه يعرفهم منذ فترة، لكونهم يمتلكون صفات اجتماعية تمكنهم من كسب الآخرين بسرعة، وفي الغالب يتمتع هؤلاء باللباقة وحسن الحديث . وتضيف: إطلاق مثل هذه الأحكام المتسرعة أولاً نتاج مؤسسة تربوية، ومن المعروف أن الفرد يستنبط أولاً مجموعة من العادات والمعارف من مؤسسة الأسرة، مما يشكل لديه مجموعة من الأحكام المسبقة والجاهزة بمجرد رؤية تصرف معين، مثلاً: من يبتسم لنا هو إنسان طيب، ونأخذ عنه نظرة عكسية إذا نظر إلينا أو حدثنا بملامح جافة . مع العلم انه قد يكون وراء ذلك تفسير آخر . وتشير إلى أن الحكم على الآخر يحتاج وقتاً كافياً لتمحيص ودراسة الشخص الذي أمامنا، وهذه معرفة ليست بسيطة كما يتوقعها البعض، لأن الإنسان يتألف من وحدة مركبة تتظافر في تشكيلها مجموعة من العوامل النفسية والبيولوجية والاجتماعية .
|
|
|
|
|