سلوك الصائم
الصوم ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو أيضًا امتناع عن معصية الله .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن
يدع طعامه وشرابه"، أي من لم يترك قول الكذب والعمل به فلا فائدة من صيامه.
ويقول كذلك: "كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش"، فالصيام ينقّي
القلب وعلى المسلم أن يلتزم بالأخلاق الطيبة والسلوك القويم في رمضان.
ومن المهم أن نتذكر أنه على المسلم أن يتصف بالأخلاق الحميدة دائمًا وأن يستغل
شهر رمضان لتدريب النفس على هذه الأخلاق.
الاعتذار عن الخطأ والتسامح
شهر رمضان شهر التسامح والغفران والمسلم في هذا الشهر يتحلّى بالأخلاق الكريمة
ويعامل الناس معاملة حسنة، وإذا أخطأ المسلم في حق أخيه ندم على ذلك وسارع بالاعتذار إليه.
عزيزي/عزيزتي: إذا أخطأت في حق صديق، جار، زميل أو أي شخص اغتنم فرصة
شهر رمضان وبادر بارسال بطاقةاعتذار إليه.
إخـــــوتى الأحبة .../ طل علينا شهر كريم ... وموسم فاضل ... تضاعف فيه الحسنات ...وتصفد فيه الشياطين وتفتح أبواب السماء لاستقبال الأعمال الصالحة ... وتنتظر أبواب الجنة الثمانية -وخاصة الريان – صاحب هذه الأعمال ... موسم فيه الدعاء مستجاب ... والعمل مضاعف ... والإيمان والتقى يزيد ... موسم من اجتهد على نفسه وجاهدها فيه غفر له ورحم واعتق من النار ... موسم فيه ليلة من وافقها وافق الخير العظيم ... ومن حرمها فهو المحروم ... موسم المسابقة في الخيرات ... والمسارعة في الطاعات ... لكسب اكبر قدر من الحسنات ... واغتنام الفرصة للربح والفوز بالجنات ... موسم الصبر والجود والكرم ... وتربية النفس على الشجاعة والإخلاص والإرادة ومكارم الأخلاق ... موسم الفتوحات والانتصارات على النفس وشهواتها .
فشتان بين الفريقين والناس اليوم – مع الآسف الشديد – لم يبق لهم من خصائص هذا الموسم الكريم ... والشهر الحبيب إلا أنه شهر النوم في النهار ... وترك الطعام والشراب فيه ... ثم انتظار مـــدفع الإفطار لافتتاح حفل المأكولات والمشروبات ... ومن ثم الكسل عن الصلاة والتهجد وسائر الطاعات – وكأن شعارهم إنما الدنيا طعام وشراب ونكاح فإذا فاتك هذا فعلى الدنيا السلام ثم السهرات المسائية على ما حرم الله تعالى ... وباختصار صيام عن المباحات وإفطار على المحرمات !!! وما هكذا يكون الصوم وما هكذا تتحقق الغاية منه وهى { لعلكم تتقون }وما هكذا نخرج بفوائده ونتربى على خصائصه وما هكذا كان صيام النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته واتباعه * إنما يحقق الصيام غايته إذا كان موافقاً للهدى النبوي وذلك بسحور خفيف معتدل ... ثم قضاء النهار فى الطاعة والعبادة بأنواعها ثم إفطار خفيف ... جرعات من الماء وبضع رطيبات أو تمرات ... ثم تقوم إلى الصلاة نشيطاً خفيفاً تعي وتفهم ما يتلوه الإمام وتصلى القيام والتهجد براحة وطمأنينة ونشاط وخشوع ... وأنت بهذا الأدب النبوي للصيام تحصل على أمور عديدة منها :
1- تزكية النفس وطهارتها واداء العبادة بنشاط وخشوع وهذا معلوم مجرب مع قلة الآكل والشرب .
2- تدبر أحـــوال المسلمين الفقراء وذلك بشعورك بشيء من الجوع ... خلافاً لمن ينتظر أصناف الطعام والشراب عند الغروب ليملأ بها بطنه .
3- حصـــول الصحة الجسدية السليمة ... الخ .
وهكذا كــــــــــــان السلف رضى الله عنهم ....ينتظرون رمضان بأحر الأشواق للعبادة والتهجد والقيام وتلاوة القران والعمرة والطاعة والإقبال على الله والجهاد فى سبيل الله ... لا للاكل والشرب والسهرات المحرمة وهؤلاء هم المنتصرون على أنفسهم وشهواتهم وهم الذين يستطيعون النصر على أعدائهم
يحيــــون ليـــلهم بطاعة ربـهم ****** بتلاوة وتضرع وســــــؤال
فى الليل رهبان وعند جهادهم ****** لعدوهم من أشجع الأبطال