03-14-2017, 12:33 PM
|
#7
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1648
|
تاريخ التسجيل : Feb 2017
|
أخر زيارة : 08-16-2017 (11:08 PM)
|
المشاركات :
22,058 [
+
] |
التقييم : 10971
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
شكراً: 174
تم شكره 1,118 مرة في 704 مشاركة
|
رد: الغفلة وعواقبها
قال ابن القيّم،على قدر رغبة العبد في الدّنيا ورضاه بها يكون تثاقله عن طاعة الله وطلب الآخرة،
اتخاذ الدين لهواً ولعباً،وتلك حال الذين لا همّ للدين عندهم ولا اعتبار، قد يدّعون الإسلام بالشهادتين، ويقفون عندهما دون طاعة ولا عمل،لأن قلوبهم لاهية، إذ يؤثرون أهواءهم على أوامر الدين ونواهيه، يسمعون آيات كتاب الله، فلا يخشعون ولا يستجيبون،
مرافقة الغافلين،وهذا من أكثر الأسباب في التمادي في الغفلة، في زمن المقاهي والملاهي، التي يغري ويعدي أصحابها بعضهم بعضاً،بالإدمان على قتل الأوقات، فلا يهتمون بدين ولا طاعة ولا عمل للآخرة،
والنبي،عليه الصلاة والسلام،يقول(المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)الترمذي،
يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي، اعلم أن الإنسان ما دام يأمل الحياة فإنه لا يقطع أمله من الدنيا، وقد لا تسمح نفسه بالإقلاع عن لذاتها وشهواتها من المعاصي وغيرها،
فإذا تيقن الموت ويئس من الحياة أفاق من سكرته في شهوات الدنيا؛ فندم على تفريطه ندامة،وطلب الرجعة إلى الدنيا ليتوب وليعمل صالحاً فلا يجاب إلى شيء من ذلك، فيجتمع عليه مع سكرات الموت حسرات الفوت(أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ)الزمر،
وبهذا الحديث بياناً وموعظة للحذر من الغفلة، والتزام اليقظة في دنيا فانية، لا تدوم فيها حياة ولا خلّة ولا عمل،وليس يبقى مما ينفع المرء الا ما ادخر من عمل صالح ليوم المعاد،
فانه يجدر بنا مراجعة أنفسنا ومراقبة أحوالنا حذراً من الوقوع في الغفلة، فإن من تمر عليه الأيام والليالي لا يتحسر على فواتها لأنها مضت في غير طاعة، أو لم يتزود منها كما ينبغي،
قال ابن مسعود،رضي الله عنه(ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، فنقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي)
إن الوقاية من الغفلة، تبدأ بالتوبة الى الله،تعالى،وسنة رسوله، ومقاومة أهواء النفس، وحب الدنيا،
ولابد من الانفتاح على العلم بالله ومعرفته والثقة بدينه ويقين الآخرة، فمن عرف الله،تعالى،وأدرك مقاصد دينه ومطالبه،كان أدعى إلى أن يتحرر من قيود الجهل التي تشده إلى الغفلة،
والاجتهاد في الطاعات والقربات، والمحافظة على الصلوات في أوقاتها، واستحضار ذكر الموت ومصير يوم القيامة، وتدبر آيات الوعيد الشديد لمن ماتوا على الغفلة دون توبة،
اللهم لا ترفع عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك، ولا تجعلنا من الغافلين،وانفَعْنا بما علَّمتنا، ولا تجعَله حجَّة علينا،واجعَلْنا ممَّن يستَمِع القول فيتَّبع أحسَنَه،وخُذْ بأيدينا لما فيه طاعتك وعزُّ دينك ونصرُ أمَّة محمد عليه افضل الصلاة والسلام.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|