منتديات تراتيل شاعر - عرض مشاركة واحدة

10-04-2016, 01:41 AM

البارت الثاني

سكون يعم المكان .. لم اعد أحتمل قررت الذهاب اليه .. ارتديت معطفي وصففت شعري ونظرة للمرآة فهذي أول مرة سوف
ازور منزله لذلك أخذت معي باقة من الورود ..وعند نزولي من السلم كان صوت سيدة المنزل يعلو بالصراخ والبكاء ..كأنت خطواتي تتثاقل وشعور الخوف والخجل والقلق
يخالج مشاعري .. وجدتها على تلك الكنبة بزاويه المنزل تبكي وزوجها يهدا من روعها واطفالها حولها ... سالت زوجها ماذا اصبها
فأخبرني أن ولدها توفي .. يا لله كم هي صدمتي .. جلست بلاشعور بجورها ...لطفك يا لله اللهم أحفظ لي والدي من كل مكروه
وأخذت اشاركهم أحزانهم ومؤاساتهم في مصابهم .....
يبدو انها كانت معلقة به والا لما كأنت تجهش بالبكاء كرضيع يحتاج حضن أمه ليشعر بالأمان ...
استأذنتهم بالخروج فلدي موعد ..لا اعلم بدخلي شعور مختلط فرحه وابتسامه لكن هناك شيء ما بدخلي لم استطع تفسير شعور مختلف
وصلت بوابة الحديقة .. طرقت الباب لم يجيب احد دخلت الحديقة انادي هل من احد باالدخل ....
.. خرج ذلك الكـــــلــب ولم يكن ينبح بل يان بصوته وملامح الحزن بعينيه يلف حولي كانه يريد اخباري بشيء ما اجهله.؟؟
..كأن يجري امامي وينظر الي ليتأكد اني اسير خلفه اقتربت دفعت الباب كان
هناك شخصان لم يكن بينهم جاري العجوز ...........؟؟ وكان معطفه ملقى على الكرسي متدلياً على الأرض ..
استأذنت في الدخول وسالتهم اليس هذا منزل العجوز اين هو لم اجده واخبرتهم اني جاره اقطن البيت المجاور نظر الي احدهم وحناء راسه الى
الأرض وقال لقد مات... فجر اليوم ونحن نعد المنزل لاستقبال العزاء .. سألوني هل انت زوج ابنته .. تعجبت من سؤالهم قلت لا انا عربي لماذا
سألتني قال الم تقل انك تقطن المنزل المجاور هذا منزل ابنته ... لم اتمالك نفسي لصدمتي من الخبر
وقعت على الأرض من ذهولي فجمعت قواي امسكت بيد الرجل وخرجت واصبحت اشير بيدي وهي ترجف والكلمات تتلعثم بفمي
هل تقصد ان هذا منزل ابنته قال نعم هي ابنته الوحيدة .. اخذت اجرى خطواتي حتى وصلت الى اقرب كرسي وجلست وكان هو ذاته
كرسي العجوز اصبحت اتحسس مكان يدي تلك المجعدتين وذلك الجسد المنهك .. هل هذي هي حضارتهم .. هذا هو عالمهم ...
ابنه تجاور والده ولا تعطي حقوقه عليها .. يا لله كم احمدك ربي على نعمة الإسلام .. ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُوَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناًإِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَأَحَدُهُمَاأَوْ كِلَاهُمَافَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَاتَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً
* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَالذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ)

لديهم حضارة ... ولديهم طبيعة خلابة ....لديهم جميع وسائل الترفيه ..
لكن ليس لديهم سعادة حقيقيه .. يفتقرون ... لأجواء العائلة ولمشاعر الأسرة المترابطة ....
دنياهم تجرفهم خلف فلسفة هلب يور سلف اصبح المكان موحش يعم السكون ولا اسمع سوأ انين الكــ ــلب .....
لم اعد احتمل تلك الاجواء غادرتهم مودعاً حامداً ربي على نعمة الإسلام... خرجت من المنزل والقيت نظره اخيره على كوخ العجوز ما زل كَلبه الوفي يجلس على كريسه ويحتضن وشاحه الاحمر ويان بحزن وكانه ينتظر نفس المصير ...
/..***قصه من الخيال حصريه***../
بقلمي
رحيل المشاعر