09-10-2016, 04:44 AM
|
#533
|
حبرُ الأَدبْ ..! 
رد: " أدب وأدباء "
لزِمتُ السِّفارَ وجُبتُ القِـفـارَ *** وعِفْتُ النِّفارَ لأجْني الـفـرَحْ
وخُضتُ السّيولَ ورُضتُ الخيولَ *** لجَرّ ذُيولِ الصّبى والـمَـرَحْ
ومِطتُ الوَقارَ وبعْتُ العَـقـارَ *** لحَسْوِ العُقارِ ورشْفِ الـقـدَحْ
ولولا الطِّماحُ إلى شُـربِ راحٍ *** لما كانَ باحَ فَمي بالـمُـلَـحْ
ولا كان ساقَ دَهائي الـرّفـاقَ *** لأرضِ العِراقِ بحمْلِ السُّبَـحْ
فلا تغضَبَنّ ولا تـصـخَـبَـنّ *** ولا تعتُبَنّ فـعُـذْري وضَـحْ
ولا تعـجَـبَـنّ لـشـيْخٍ أبَـنّ *** بمغْنًـى أغَـنّ ودَنٍّ طـفَـحْ
فإنّ المُدامَ تُقـوّي الـعِـظـامَ *** وتَشْفي السَّقامَ وتنْفي الـتّـرَحْ
وأصْفى السّرورِ إذا ما الوَقـورُ *** أماطَ سُتورَ الـحَـيا واطّـرَحْ
وأحْلى الغَرام إذا المُسـتـهـامَ *** أزالَ اكتِتامَ الهَوى وافتـضَـحْ
فبُحْ بهَـواكَ وبـرّدْ حَـشـاكَ *** فزَنْـدُ أسـاكَ بـهِ قـدْ قـدَحْ
وداوِ الكُلومَ وسـلِّ الـهُـمـومَ *** ببِنْتِ الكُروم التي تُـقـتـرَحْ
وخُصّ الغَبوقَ بسـاقٍ يسـوقُ *** بَلاءَ المَشوقِ إذا مـا طـمَـحْ
وشادٍ يُشـيدُ بـصـوتٍ تَـمـيدُ *** جِبالُ الحـديدِ لـهُ إنْ صـدَحْ
وعاصِ النّصيحَ الـذي لا يُبـيحُ *** وِصالَ المليحِ إذا مـا سـمَـحْ
وجُلْ في المِحالِ ولوْ بالمُحـالِ *** ودعْ ما يُقالُ وخُذْ ما صـلَـحْ
وفـارِقْ أبـاكَ إذا مـا أبـاكَ *** ومُدَّ الشّباكَ وصِدْ مَنْ سـنَـحْ
وصافِ الخَليلَ ونافِ البَـخـيلَ *** وأوْلِ الجَميلَ ووالِ الـمِـنَـحْ
ولُذْ بالمَتـابِ أمـام الـذّهـابِ *** فمَنْ دقّ بـابَ كـريمٍ فـتَـحْ
فقلتُ لهُ: بَخٍ بخٍ لرِوايتِكَ. وأُفٍّ وتُفٍّ لغَوايَتِكَ! فباللهِ منْ أيّ الأعياصِ عِيصُكَ. فقدْ أعضَلَني عَويصُكَ؟ فقال: ما أحبُّ أنْ أُفصحَ عنّي. ولكِنْ سأُكَنّي:
أنا أُطـروفَةُ الـزّمـا *** نِ وأعجـوبَةُ الأُمَـمْ
وأنا الحُـوَّلُ الـذي احْـ *** تالَ في العُرْبِ والعجَمْ
غيرَ أنّي ابـنُ حـاجَةٍ *** هاضَهُ الدّهرُ فاهتضَمْ
وأبـو صِـبـيَةٍ بـدَوْا *** مثلَ لحْمٍ على وضَـمْ
وأخو العَيلَةِ المُـعـي *** لُ إذا احْتالَ لـمْ يُلَـمْ
قال الرّاوي: فعرفتُ حينَئِذٍ أنّه أبو زيدٍ ذو الرّيبِ والعيْبِ. ومُسوِّدُ وجْهِ الشّيْبِ. وساءني عِظَمُ تمرّدِهِ. وقُبْحُ تورّدِهِ. فقلتُ لهُ بلِسانِ الأنَفَةِ. وإدْلالِ المعرِفَةِ: ألمْ يأنِ لكَ يا شيخَنا. أنْ تُقلِعَ عنِ الخَنا؟ فتضَجّرَ وزمْجَرَ. وتنكّرَ وفكّرَ. ثمّ قال: إنّها ليلَةُ مِراحٍ لا تَلاحٍ. ونُهْزَةُ شُرْبِ راحٍ لا كِفاحٍ. فعَدِّ عمّا بَدا. إلى أنْ نتَلاقَى غَدا. ففارَقْتُه فرَقاً منْ عربَدَتِه. لا تعلُّقاً بعِدّتِه. وبِتُّ ليلَتي لابِساً حِدادَ النّدَمِ. على نقْلي خُطَى القدَمِ. إلى ابنَةِ الكرْمِ لا الكرَمِ. وعاهدْتُ اللهَ سُبحانَهُ وتعالى أن لا أحضُر بعدَها حانَةَ نَبّاذٍ. ولو أُعطيتُ مُلكَ بغداذٍ. وأنْ لا أشهدَ معصَرَةَ الشّرابِ. ولو رُدّ عليّ عصْرُ الشّبابِ. ثمّ إنّنا رحّلْنا العِيسَ. وقتَ التّغليسِ. وخلّيْنا بينَ الشيّخَينِ أبي زيدٍ وإبليسَ.
|
|
|
|