منتديات تراتيل شاعر - عرض مشاركة واحدة - لماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يخافون من ربهم مع تبشيرهم بالجنة ؟
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-09-2014, 09:16 PM
وهج غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
 
 عضويتي » 23
 جيت فيذا » Dec 2013
 آخر حضور » 05-14-2015 (07:43 PM)
آبدآعاتي » 7,949
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » وهج has a reputation beyond reputeوهج has a reputation beyond reputeوهج has a reputation beyond reputeوهج has a reputation beyond reputeوهج has a reputation beyond reputeوهج has a reputation beyond reputeوهج has a reputation beyond reputeوهج has a reputation beyond reputeوهج has a reputation beyond reputeوهج has a reputation beyond reputeوهج has a reputation beyond repute
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

 
افتراضي لماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يخافون من ربهم مع تبشيرهم بالجنة ؟




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



السؤال: لماذا كان الصحابة المبشَّرون بالجنة يخافون الله أشد الخوف ،
على الرغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشرهم بالجنة ،
بل الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه كان أخوفهم؟




الجواب : الحمد لله
أولاً:
لا شك أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم خير هذه الأمة وأفضلها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

ومِن المعلوم بالضرورة لمن تدبر الكتاب والسنَّة , وما اتفق عليه أهل السنَّة والجماعة من جميع الطوائف :
أن خير قرون هذه الأمة في الأعمال ، والأقوال ، والاعتقاد , وغيرها من كل فضيلة :
أن خيرها : القرن الأول ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ،
كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه ,
وأنهم أفضل من الخلَف في كل فضيلة ، من علم وعمل ، وإيمان ، وعقل ، ودين ، وبيان ، وعبادة ,
وأنهم أولى بالبيان لكل مشكل ،
هذا لا يدفعه إلا مَن كابر المعلوم بالضرورة من دين الإسلام , وأضله الله على علم ،
كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " مَن كان منكم مستنّاً فليستنَّ بمن قد مات ؛
فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ، أولئك أصحاب محمد أبرُّ هذه الأمة قلوباً ،
وأعمقها علماً ، وأقلها تكلفاً ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه ، وإقامة دينه ،
فاعرفوا لهم حقهم ، وتمسكوا بهديهم ؛ فإنهم كانوا على الهدى المستقيم " .
وما أحسن ما قال الشافعي رحمه الله في رسالته :
" هم فوقنا في كل علم ، وعقل ، ودين ، وفضل ، وكل سبب ينال به علم ، أو يدرك به هدى " .
" مجموع الفتاوى " ( 4 / 157 ، 158 ) .

ثانياً:
عبادة الله تعالى تتضمن الخوف ، والرجاء ، والمحبة له سبحانه تعالى ؛ وهذا هو كمال الإيمان .



قال ابن القيم رحمه الله :
وسبب هذا : اقتران الخوف من الله تعالى بحبِّه ، وإرادته ,
ولهذا قال بعض السلف : " مَن عبد الله تعالى بالحب وحده :
فهو زنديق , ومن عبده بالخوف وحده : فهو حروري – أي : من الخوارج - ,
ومن عبده بالرجاء وحده : فهو مرجئ , ومن عبده بالحب والخوف والرجاء : فهو مؤمن .



وقد جمع الله تعالى هذه المقامات الثلاثة بقوله :
( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ
وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَه ) الإسراء/ 57 ،
فابتغاء الوسيلة هو محبته ، الداعية إلى التقرب إليه ،
ثم ذكر بعدها الرجاء والخوف , فهذه طريقة عباده ، وأوليائه .
" بدائع الفوائد " ( 3 / 522 ) .



ثالثاً:
لا يستغرب أن يكون الصحابة أشد الناس خوفاً من الله ، فكلما ازداد العبد إيماناً
ازداد خوفه من الله ، ألا ترى أن الله تعالى أثنى على أنبيائه ، ورسله بهذه الصفة ،
قال تعالى : ( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ) الأحزاب/ 39 ،



وقال عن الملائكة الكرام : ( وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ) الأنبياء/ 28 ،
وقال : ( يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) النحل/ 50 .



وهكذا كان حال نبينا محمد صلى اللهعليهوسلم ،
فقد قال عن نفسه : (إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا) رواه البخاري (20) ومسلم (1108) .



قال ابن القيم رحمه الله :
والمقصود : أن الخوف من لوازم الإيمان ، وموجباته ، فلا يتخلف عنه ،
وقال تعالى : (فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ) المائدة/ 44 ,
وقد أثنى سبحانه على أقرب عباده إليه بالخوف منه ،
فقال عن أنبيائه بعد أن أثنى عليهم ومدحهم :
( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ) الأنبياء/ 90 ،
فالرغَب : الرجاء , والرغبة ، والرهَب : الخوف ، والخشية .



وقال عن ملائكته الذين قد أمَّنهم من عذابه :
( يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) النحل/ 50 ،



وفي الصحيح عن النبي صلى اللهعليهوسلم أنه قال :
( إني أعلمكم بالله وأشدكم له خشية ) ،
وفي لفظ آخر : ( إني أخوفكم لله وأعلمكم بما أتقي ) – رواه مسلم - ،
وكان يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء – رواه أبو داود والنسائي ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " - .



وقد قال تعالى : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) فاطر/ 28 ،
فكلما كان العبد بالله أعلم : كان له أخوف ،
قال ابن مسعود : وكفى بخشية الله علماً .
ونقصان الخوف من الله : إنما هو لنقصان معرفة العبد به ؛
فأعرف الناس : أخشاهم لله , ومن عرف الله : اشتد حياؤه منه ، وخوفه له ، وحبه له ,
وكلما ازداد معرفة : ازداد حياء ، وخوفاً ، وحبّاً ،
فالخوف من أجلِّ منازل الطريق , وخوف الخاصة أعظم من خوف العامَّة ,
وهم إليه أحوج ، وهم بهم أليق ، ولهم ألزم ." طريق الهجرتين " ( 423 ، 424 ) .



فعلى ذلك فلما كان الصحابة أعلم ، وأتقى لله ، وأعرف به
استلزم ذلك عظم خوفهم منه تعالى ، مع الرجاء ، والمحبة ،
وهكذا حال الأنبياء الذين هم أعرف ، وأعلم ، وأتقى لله تعالى من غيرهم من الناس .



ويمكن تلخيص أسباب خوف النبي صلى اللهعليهوسلم ،
وصحابته الكرام ممن بشِّر بالجنة ، بما يلي :
1. أنهم عرفوا معنى عبادة ربهم تعالى ، وكان خوفهم من الله تعالى
هو تحقيق لركن من أركانها ، مع تحقيق ركني الرجاء ، والمحبة .
2. أنهم كانوا علماء بالله تعالى ، ومن كان بالله أعلم كان منه أخوف .
3. بحثاً عن مزيد ثواب ، وعظيم أجر ، من ربهم تعالى ،
قال تعالى : ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) الرحمن/ 46 .



فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من أهل الخوف ، والرجاء ، والمحبة .


والله أعلم



glh`h ;hk hgkfd wgn hggi ugdi ,sgl ,Hwphfi doht,k lk vfil lu jfadvil fhg[km ? hggi hgkfd fhg[km jfadvil doht,k vfil wgn ugdi ,Hwphfi ,sgl




 توقيع : وهج

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس