اسمها باللاتينية وباليونانية "صيدون"[2] وبالعبرانية "صيدو". ولا يوجد تفسير
واضح لأصل التسمية. فمنهم من ذكر أنها تنسب إلى صيدون ابن كنعان. كما
يعتقد أن الاسم مشتق من كثرة السمك في شواطئها أو نسبة إلى أهلها الأقدمين
الذين عملوا كصيادي أسماك.
ويقول المؤرخ الفرنسي جاك نانتي: «إنّ أول مدينة أسسها الفينيقيون هي
مدينة صيدا نحو سنة 2800 ق.م ثم بُنيت مدينة جبيل فأرواد فطرابلس...
مؤسس مدينة صيدا هو صيدون ابن كنعان البكر الذي أخذت اسمه منها».
ويقول أحمد عارف الزين: «إنّ صيدا من أقدم مدن العالم واسمها مأخوذ من بكر
كنعان حفيد نوح وكان ذلك سنة 2218 ق.م أو قبل ذلك، وكانت في أيام يشوع
بن نون ام المدن الفينيقية»".
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwa...194189_167.png
♡ الموقع♡
تقع صيدا الحديثة في قضاء صيدا من محافظة الجنوب. تبعد نحو 45 كلم
(27.963 مي) عن بيروت عاصمة لبنان. وتبععد عن العاصمة السورية
دمشق 48 كلم وترتفع نحو 5م عن سطح البحر وتمتد على مساحة تُقدَّر بـ 786
هكتاراً (7.86 كلم²- 3.03396 مي²).
تبعا لبعض التقديرات يسكن مدينة صيدا نحو 120,000 نسمة، ويبلغ عدد
سكان المدينة المسجلين 89,152 نسمة، إضافة إلى نحو 50 ألفا من
اللاجئين الفلسطينين الذين يسكنون مخيم عين الحلوة الذي يشكل
ضاحيتها الفقيرة.
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwa...194189_167.png
♡ مزاياها♡
تتميز صيدا بأنها عريقة وغارقة في التاريخ، ومن الآثار التي تروي حكاياتها:
المدينة القديمة، القلعة البحرية، القلعة البرية، الميناء ومرافئ الصيادين، الجامع
العمري الكبير، الكنائس وخان الإفرنج والحمامات الأثرية. كما تتمتع المدينة
بمزايا عدة: فهي مركز المحافظة، وفيها وظائف تجارية متطورة،
وتتميز أيضاَ بفرادة واجهتها البحرية ومنطقتها التراثية، ومأكولاتها
وحلوياتها المتنوعة؛ كل هذا يجعل منها نقطة جذب سياحية مهمة،
إضافة إلى انفتاحها على المناطق الزراعية في جنوب لبنان. وتضم منطقة
صناعية واقعة في جنوبها. وتمتلك أيضاً مقدرات مهمة في حقل الإسكان،
بفضل التلال المحيطة بها والمطلة على البحر، والتي شهدت نمواً عمرانياً ملحوظاً.
ويقوم الاقتصاد الصيداوي بالدرجة الأولى على زراعة الحمضيات،
إذ تمتد مدينة صيدا وسط سهل ساحلي خصب التربة غزير المياه.
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwa...194189_167.png
♡ آثار صيدا♡
تعتبر صيدا مدينة أثرية بامتياز، بحيث تكثر فيها الآثار ومنها ما يعود إلى
العصور الفينقية المختلفة وأخرى إلى العقود المسيحية والعربية والصليبية
والمعنية، والكلام عنها بالتفصيل يحتاج إلى مجلد خاص. وشهدت صيدا حركة
اكتشافات اثرية مهمة بعد اجراء حفريات في المدينة وجوارها ومن المعالم التي لا بد من زيارتها:
- القلعة البحرية: بناها الصليبيون عام 1228م على مدخل المدينة،
وشيدت على جزيرة صخرية تبعد نحو 80 مترا من الشاطئ، ويربطها به جسر
صخري مبني على تسع قناطر، ويزين مدخل القلعة أحجار سود منحوتة،
ويقع داخلها مسجد بناه الاشرف خليل بن قلاوون، وجدده الأمير فخر الدين. الفرنجة الذي قاد الحملة الصليبية السابعة، وامر بترميم عدد كبير من القلاع
وتحصينها ومن بينها قلعة صيدا التي تقع على قمة التل القديم الذي
يشرف على المدينة من ناحيتها الجنوبية. طوله إلى نحو 100 متر وارتفاعه نحو 50 متراً، وقد يكون تراكم بقايا اصداف
المريق (الموريكس) وهي محار يستخرج منها الصباغ الارجواني، لذلك
أطلق عليها اسم تلة المريق. الدين المعني الثاني الكبير في أوائل القرن السابع عشر، السيد جورج دبانة.
ولا يزال يحتفظ بطابعه الشرقي الجميل المزين بالزخارف الإيطالية من البندقية،
ويعتبر من أجمل القصور القديمة. إضافة إلى مقامات الأولياء والقديسين التي ترجع إلى عصور مختلفة
ويحترمها المسلمون والمسيحيون واليهود على حد سواء، وأهم هذه المقامات
مقام النبي صيدون الذي كان يقع في البساتين في منطقة البرغوت، أما اليوم
فقد أصبح داخل مدينة صيدا، وكانت تحيطه حديقة واسعة ويعتقد أنه
كان في الأصل هيكلاً للإله الفينيقي صيدون، ومن هنا تسمية المسلمين
له بالنبي صيدون، بينما يزعم اليهود بأنه ضريح زبلون من أبناء يعقوب،
ولا يوجد في الضريح ما ينبئ عن صحة نسبته (وتاريخ بنائه) وكان
معظم زواره من اليهود وقلة من المسلمين، ومقام النبي يحيي الذي يقع
شرقي صيدا قرب منطقة الحارة. واحد وهو صالح للسفن الصغيرة التي لا تزيد حمولة الواحدة منها عن 1200 طن، ولسفن الصيد،
وتمثل حركته 4 % من مجموع حركة المرافئ اللبنانية. ويجري اليوم العمل
على إنشاء حوض آخر في مرفأ صيدا وتطويره نظراً إلى الدور المهم الذي
يمكن ان يلعبه. أما صيدون القديمة فكان لها ثلاثة مرافئ هي المرفأ الشمالي
ويقع مكان المرفأ الحالي، والمرفأ الجنوبي أو المرفأ المصري ويقع جنوبي
المدينة القديمة، والمرفأ الخارجي ويقع في الجزيرة قبالة صيدا. به طابقان، الأرضي للبضائع والدواب والعلوي للنزلاء. وكان هذا الخان مركز
النشاط التجاري وتحول فيما بعد إلى مقر للقنصل الفرنسي ثم مقرا للآباء
الفرنسيسكان، وبعدها ميتما للفتيات، اما اليوم وبعد ترميمه فقد اضحى
مقرا للمركز الثقافي الفرنسي. الأرثوذكس والثّانية للطائفة المارونية وهما داخل المدينة القديمة،
والثّالثة للرّوم الكاثوليك وهي خارج سور صيدا القديم، في حيّ مار نقولا. عند تقاطع الأزقة والدروب، بحيث تفضي هذه الطرق في معظمها إليها. وكان
يلف كل مسجد حديقة وارفة الظلال يجلس فيها الناس بعد الانتهاء من
اعمالهم يتسامرون، فاذا حان وقت الصلاة أدّوها في وقتها، فالمقاهي
لم تكن موجودة في المدن الإسلامية، ولا يعرف كيف وجدت وانتشرت
بحيث لا يخلو شارع من شوارعها القديمة منها، وهذه المقاهي
ملاصقة تماماً للمساجد.
والملفت للنظر أن هذه المساجد مقامة على خطين مستقيمين من أقصى
الجنوب إلى أقصى الشمال من المدينة، فالمسجد العمري الكبير ومسجد قطيش
ومسجد الكيخيا ومسجد أبي نخله على خط مستقيم واحد، يوازيه على خط
آخر مسجد بطاح ومسجد باب السراي ومسجد البحر. أمّا المسجد البراني
فيقع خارج سور البلدة، ومسجد القلعة البرية يقع في قلعة البحر.
|