![]() |
التقصير في الشكر واسبابه..؟
http://cdn.top4top.net/i_98d9a90f3c2.png
أخبر الله في محكم كتابه أن الخلق عاجزون عن إحصاء نعم الله تعالى عليهم ، فقال عز من قائل :*(( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ ﻻَ تُحْصُوهَا ))(النحل:18) . وهذا يعني أنهم لن يقوموا بشكر نعم الله تعالى على الوجه المطلوب. ﻷن من ﻻ يحصي نعمة الله عليه كيف يقوم بشكرها .* ولعل العبد ﻻ يكون مقصراً إذا بذل قصارى جهده في*الشكر* بتحقيق العبودية لله رب العالمين على حد قوله تعالى :*(( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ))*(التغابن: 16) . إنما*التقصير* الذي نعنيه ، أن يتقلب اﻹنسان في نعم الله تعالى ليﻼً ونهاراً ، ظاعناً ومقيماً نائماً ويقظانَ ، ثم يصدر من أقواله وأفعاله أو اعتقاداته ماﻻ يجامع*الشكر* بحال من اﻷحوال ، فهذا*التقصير* اﻻختياري هو الذي نريد أن نعرف شيئاً عن أسبابه . ثم نأتي بعد ذلك بما فتح الله به من عﻼج .* والتوفيق بيد الله . فمن هذه اﻷسباب: السبب اﻷول : الغفلة عن النعمة إن كثيراً من الناس يعيش في نعم عظيمة – عامة وخاصة – لكنه غافل عنها ، ﻻ يدري أنه يعيش في نعمة ، ذلك ﻷنه ألفها ونشأ فيها . ولم يمرَّ عليه في حياته ضد لها ، فهو يظن أن اﻷمر هكذا . واﻹنسان إذا لم يعرف النعمة ويشعر بها كيف يقوم بشكرها ، ﻷن*الشكر* مبني على معرفة النعمة واستحضارها وإدراك أنها نعمة أنعم الله عليه بها .* قال بعض السلف : ( النعمة من الله على عبده مجهولة ، فإذا فُقدت عُرفت )*[1]. إن كثيراً من الناس في زماننا هذا يتقلبون في نعم الله تعالى ، يملئون بطونهم بالطعام والشراب ، ويلبسون أحسن اللباس ، ويتدثرون بأنعم الغطاء ، ويركبون أحسن المراكب ، ثم يمضون لشأنهم ، ﻻ يتذكرون نعمة ، وﻻ يعرفون لله حقاًّ ، فهم كالدواب تَدُسُّ فمها في مِِزْودها ، فإذا شبعت انصرفت ،وهذا هو حسبها . والنعم إذا كثرت بتوالي الخيرات وتنوعها غفل اﻹنسان عن الخالين منها ، وظن أن غيره كذلك ، فلم يصدر منه شكر للمنعم . ولهذا أمر الله تعالى عباده بأن يذكروا نعمة عليهم – كما تقدم – ﻷن تذكر النعم داع إلى شكرها ، قال تعالى :*(( وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ ))*(البقرة :231). السبب الثاني : الجهل بحقيقة النعمة* من الناس من يجهل النعمة ، ﻻ يعرف حقيقتها وﻻ يدرك كنهها ، وﻻ يدري أنه في نعمة ، ﻷنه ﻻ يدري حقيقة النعم ، بل قد يرى بعض إنعام الله عليه قليﻼً ﻻ يستحق أن يطلق عليه نعمة ، ومن لم يعرف النعمة بل كان جاهﻼً بها لم يشكرها. إن من الناس من إذا رأى النعمة مبذولة له ولغيره لم ير أنه مختص بها ، فﻼ يشكر الله ، ﻷنه ﻻ يرى أنه في نعمة ما دام غيره في هذه النعمة، فأعرض كثير عن شكر نعم الله العظيمة في النفس من الجوارح والحواس ، وعن نعم الله العظيمة في هذا الكون . خذ مثﻼً نعمة البصر، فهي من نعم الله العظيمة التي يغفل عنها الناس فمن الذي يدرك هذه النعمة ويرعى حقها ويقوم بشكرها ؟ إنهم قليلون . لو عمي إنسان فرد الله عليه بصره بسبب قدَّره الله . هل ينظر إلى بصره في الحالة الثانية كغفلته في الحالة اﻷولى !؟ ، ﻻ، ﻷنه أدرك قيمة هذه النعمة بعد فقدها . فهذا قد يشكر الله على نعمة البصر ، ولكنه سرعان ما ينسى ذلك ، وهذا غاية الجهل إذ صار شكره موقوفاً على سلب النعمة ثم ردِّها مع أن الدائم أحق بالشكر من المنقطع أحياناً[2]. السبب الثالث : نظر بعض الناس إلى من فوقه* إذا نظر اﻹنسان إلى من فوقه ممن فُضِّل عليه احتقر ما أعطاه الله تعالى من فضله ، فقصر في وظيفة*الشكر* ؛ ﻷنه يرى أن ما أعطيه قليل ، فيطلب اﻻزدياد ليلحق بمن فوقه أو يقاربه . وهذا موجود في غالب الناس . فينشغل قلبه ويتعب جوارحه في طلب اللحاق بمن فضلوا عليه في متاع الحياة الدنيا . فيصير همه جمع الدنيا ويغفل عن*الشكر والقيام بوظيفة العبودة التي خلق ﻷجلها ، وقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:*(( إذا نظر أحدكم إلى من فُضِّل عليه في المال والخَلْقِ فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه ))*[3]. السبب الرابع : نسيان الماضي* من الناس من مرت به حياة البؤس والعوز ، وعاش أيام الخوف والقلق ، إما في مال أو معيشة أو مسكن .* ولما أنعم الله عليه وآتاه من فضله لم يشأ أن يعمل مقارنة بين ماضيه وحاضره ليتبين له فضل ربه عليه ، لعل ذلك يكون عوناً له على شكر النعم ، لكنه غرق في نعم الله الحاضرة ونسي حالته الماضية ، ولذا ترى أناساً عاشوا حياة الفقر في غابر أزمانهم، وهم مقصرون فيالشكر* بما ترى من أحوالهم . وعلى اﻹنسان أن يأخذ درساً مما ورد في الحديث الصحيح*[4]:*(( أن ثﻼثة من بني إسرائيل أراد الله أن يبتليهم أبرص وأقرع وأعمى ، فأظهر اﻻبتﻼء حقائقهم التي كانت في علمه من قبل أن يخلقهم ، فأما اﻷعمى فاعترف بإنعام الله عليه وأنه كان أعمى فقيراً فأعطاه الله البصر والغنى ، وبَذلَ للسائل ما طلبه شكراً لله ، وأما اﻷقرع واﻷبرص فكﻼهما جحدا ما كانا عليه قبل ذلك من سوء الحال والفقر. وقاﻻ في الغنى : إنما أوتيته كابراً عن كابر . وهذا حال أكثر الناس ﻻ يعترف بما كان عليه أوﻻً من نقص أو جهل وفقر وذنوب ، وأن الله سبحانه نقله من ذلك إلى ضد ما كان عليه وأنعم عليه بذلك))[5]. [1]*ربيع اﻷبرار ( 4 / 325 ) . [2]*انظر مختصر منهاج القاصدين ص (288) . [3]*رواه مسلم رقم ( 2963 ) وانظر جامع اﻷصول (10 / 142) . [4]*هو حديث أبي هريرة الطويل : ( إن ثﻼثة من بني إسرائيل : أبرص وأقرع وأعمى ..) رواه البخاري برقم (3277) مسلم رقم (2946). |
رد: التقصير في الشكر واسبابه..؟
|
رد: التقصير في الشكر واسبابه..؟
بارك الله فيك سَلآمٌ يَتَقَاطَرُ شَهداً علىْ مُتَصفحك لِـ نَلتَحِفُ بَينَ شَهَقاتِ ألأبِداعِ دُمت رَمزاً لِـ العَطَاءِ والرووعة شُكرأً بِـ حَجمِ السَمـآء وَأكِثرَ وَلك الود أّمَدأً,,‘ |
رد: التقصير في الشكر واسبابه..؟
بارك الله فيك
وجزاك الله عنا كل خير |
رد: التقصير في الشكر واسبابه..؟
سحابة شوق
اسعدني مرورك الراقي دمت بالف خير |
رد: التقصير في الشكر واسبابه..؟
مترفه بك
اسعدني مرورك الراقي دمت بالف خير |
رد: التقصير في الشكر واسبابه..؟
خياط
اسعدني مرورك الراقي دمت بالف خير |
رد: التقصير في الشكر واسبابه..؟
جَزَاك الْلَّه خَيْر الْجَزَاء وَجَعَل مَا كُتِب فِي مَوَازِيّن حَسنَاتك وَرَفَع الْلَّه قَدْرَك فِـي الْدُنَيــا وَالْآخــــــرَّة وَأَجْزَل لَك الْعَـــــــطـاء وَدُي قبَلْ رَديُ http://www.tra-sh.com/up/uploads/1426935389431.gif |
رد: التقصير في الشكر واسبابه..؟
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك وفي طرحك القيم |
رد: التقصير في الشكر واسبابه..؟
بارك الله فيك ونفع بك
اسأل الله العظيم ان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة وان يثيبك البارئ على ما طرحت خير الثواب دمت بحفظ الرحمن http://forum.nooor.com/imgcache/91888.imgcache.gif |
الساعة الآن 02:03 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
mamnoa 4.0 by DAHOM