منتديات تراتيل شاعر

منتديات تراتيل شاعر (http://tra-sh.com/vb/index.php)
-   نفحات آيمانية ▪● (http://tra-sh.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   الخوف والرجاء..؟ (http://tra-sh.com/vb/showthread.php?t=23840)

حگـَآيآ آلّمطـرُ 03-14-2015 06:53 PM

الخوف والرجاء..؟
 
http://cdn.top4top.net/i_826d26b20f2.gif


*"*أ- ما هو مفهومُ الخوفِ والرَّجاءِ؟

* مفهوم الخوفِ:

* الخوفُ لغةً:
قالَ ابنُ فارسٍ:" الخاء والواو والفاء أصلٌ واحد يدلُّ على الذُّعْرِ والفزَع، يُقالُ: خِفْتُ الشّيءَ خوفًا وخِيفةً".

* الخوفُ اصطﻼ‌حًا:
الخوفُ كما عرَّفه العلماءُ: توقُّع مكروه عن أَمارةٍ مظنونةٍ أو معلومةٍ ، والخوف المحمود: ما حجزكَ عنْ محارمِ اللهِ؛ كما قرَّر ذلك شيخُ اﻹ‌سﻼ‌مِ ابن تيمية رحمهُ الله.*
وهُو منْ أجلِّ منازل الطريق وأنفعها للقلبِ، وهو فرضٌ على كلِّ أحدٍ .
قال الله تعالى: ﴿ فَﻼ‌ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 175]، وقال تعالى: ﴿ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾ [البقرة: 40].

وهو ثﻼ‌ثة أقسام:
اﻷ‌ول: خوف السر، وهو أن يخاف من غير الله: من وثن، أو طاغوت، أو ميت، أو غائب من جن أو إنس أن يصيبه بما يكره؛ كما قال الله عن قوم هود -عليه السﻼ‌م- أنهم قالوا له: ﴿ إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِي ﴾. [هود: 54-55]
وقد خوَّف المشركون رسول الله محمدًا -صلى الله عليه وسلم- من أوثانهم؛ كما قال تعالى: ﴿ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ﴾. [الزمر: 36].
وهذا الخوف من غير الله هو الواقع اليوم من عباد القبور وغيرها من اﻷ‌وثان؛ يخافونها، ويُخوِّفونَ بها أهل التوحيد إذا أنكروا عبادتها، وأمروا بإخﻼ‌ص العبادة لله.
هذا الخوف من أعظم مقامات الدين وأجلها؛ فمن صرفه لغير الله؛ فقد أشرك بالله الشرك اﻷ‌كبر والعياذ بالله.
وهذا النوع من الخوف من أهم أنواع العبادة، يجب إخﻼ‌صه لله وحده؛ قال تعالى: ﴿ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 175] وقال تعالى: ﴿ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ﴾ [المائدة: 3].
الثاني: أن يترك اﻹ‌نسان ما يجب عليه خوفا من بعض الناس؛ فهذا محرم، وهو شرك أصغر، وهذا هو المذكور في قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[ ﴾ [آل عمران: 173].
الثالث: الخوف الطبيعي، وهو الخوف من عدو أو سبع أو غير ذلك؛ فهذا ليس بمذموم؛ كما قال تعالى في قصة موسى عليه السﻼ‌م: ﴿ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ﴾ [القصص: 21].

* مفهوم الرَّجاءِ:

* الرَّجاءُ لغةً:
قالَ ابنُ فارسٍ: "(رَجِيَ) الراء والجيم والحرف المعتلّ أصﻼ‌ن متباينان، يدلُّ أحدُهما على اﻷ‌مَل، واﻵ‌خَر على ناحية الشيء.
فاﻷ‌ول الرَّجاءُ، وهو اﻷ‌مل. يقال: رجَوت اﻷ‌مْرَ أرجُوه رجاءً، ثم يُتَّسع في ذلك، فربما عُبِّر عن الخوف بالرَّجاء. قال الله تعالى: ﴿ مَا لَكُمْ ﻻ‌ تَرْجُونَ للهِ وَقَارًا ﴾ [نوح: 13]، أي ﻻ‌ تخافون له عَظَمَةً"*.

* الرَّجاءُ اصطﻼ‌حًا:
الرَّجاءُ كما عَرَّفهُ أهلُ العلمِ: حادٍ يحدو القلوبَ إلى بﻼ‌د المحبوبِ، وهو اللهُ والدَّارُ اﻵ‌خرةِ، ويطيب لها السير، وقيل: هو اﻻ‌ستبشارُ بجودِ وفضلِ الرَّبِّ تباركَ وتعالى، واﻻ‌رتياحِ لمطالعةِ كرمهِ سبحانهُ، وهو فرضٌ ﻻ‌زمٌ على كُلِّ مسلمٍ .
قال تعالى: ﴿ مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ ﴾ [العنكبوت: 5].
﴿ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110].
والفرقُ بينه وبين التمنِّي أنَّ التمنِّي يكونُ مع الكسلِ، وﻻ‌ يسلكُ بصاحبهِ طريقَ الجدِّ واﻻ‌جتهادِ، والرَّجاءُ يكونُ مع بذلِ الجهدِ وحسنِ التَّوكُّلِ.
والرَّجاءُ ثﻼ‌ثةُ أنواعٍ: نوعانِ محمودانِ، ونوعُ غرورٍ مذموم.*
فاﻷ‌وَّﻻ‌نِ: رجاءُ رجلٍ عَمِلَ بطاعةِ اللهِ على نورٍ منَ اللهِ فهو راجٍ لثوابهِ، ورجلٌ أَذنبَ ذنوبًا؛ ثُمَّ تابَ منها فهو راجٍ لمغفرةِ الله تعالى وعفوهِ وإحسانهِ وجودهِ وحلمهِ وكرمهِ.*
والثَّالثُ: رجلٌ متمادٍ في التفريطِ والخطايا يرجو رحمةَ الله بﻼ‌ عَملٍ، فهذا هو الغُرورُ والتَّمنِّي والرَّجاءِ الكاذبِ.

ب- مَا هِي ثَمراتُ الخوفِ والرَّجاءِ؟

* ثمراتُ الخوفِ:
1- مِنْ أسبابِ التَّمكينِ في اﻷ‌رضِ؛ كما قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُم مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ * وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ اﻷ‌َرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ ﴾ [إبراهيم: 13-14].
2- باعثٌ على العملِ الصالحِ واﻹ‌خﻼ‌صِ فيه وعدمِ طلب المقابلِ في الدُّنيا؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِن رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ﴾ [اﻹ‌نسان: 9-10]، ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ [النور: 36-37].
3-أن يكونَ اﻹ‌نسانُ في ظلِ العرشِ يوم القيامةِ؛ فقد جاءَ في حديثِ السبعةِ الذين يظلهم الله بظله يوم القيامةِ: ) وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللهِ (.
4- اﻷ‌مانُ في اﻵ‌خرةِ؛ فقدْ ثبتَ في الحديثِ القدسيِّ: يقولُ اللهُ عَزَّ وجلَّ: ) وَعزتي ﻻ‌ أجمعُ على عبدي خَوفينِ وﻻ‌ أجمعُ له أَمْنينِ، إذا أَمِننِي في الدُّنيا أَخَفْتُه يومَ القيامةِ، وإذا خَافَنِي في الدُّنيا أَمَّنْتُهُ يومَ القيامةِ (.
5- النَّجاةُ في الدُّنيا واﻵ‌خرةِ ) ثﻼ‌ثٌ مُهْلِكاتٌ وثﻼ‌ثٌ منْجِياتٌ، فقالَ: ثﻼ‌ثٌ مُهْلِكاتٌ: شُحٌّ مُطاعٌ، وهَوًى مُتَّبِعٌ، وإعْجابُ المَرءِ بِنَفْسِهِ، وثﻼ‌ثٌ منْجِياتٌ: خَشْيَةُ الله في السِّرِّ والعَﻼ‌نِيَةِ، والقَصْدُ في الفَقْرِ والغِنَى، والعَدْلُ في الغَضَبِ والرِّضا (.

* ثمراتُ الرَّجاءِ:
1- يُورثُ طريقَ المجاهدةِ باﻷ‌عمالِ.
2- يُورثُ المواظبةَ على الطاعاتِ كيفما تقلَّبت اﻷ‌حوالُ.
3- يُشعرُ العبدَ بالتَّلذُّذِ والمداومةِ على اﻹ‌قبالِ على اللهِ والتَّنعّمُ بمناجاتهِ والتَّلطفُ في سؤالهِ واﻹ‌لحاح عليهِ.
4- أنْ تظهرَ العبوديةُ من قبلِ العبدِ، والفاقةِ والحاجةِ للرَّبِّ، وأنه ﻻ‌ يَستغني عن فضلهِ وإحسانهِ طرفةَ عينٍ.
5- التَّخلُّصُ منْ غضبِ الرَّبِّ؛ ذلكَ بأَنَّ اللهَ يحبُّ منْ عبادهِ أنْ يسألوه ويرجوه ويُلحُّوا عليه؛ ﻷ‌َنَّهُ جَوادٌ كريمٌ، أجودُ من سُئِل؛ ومنْ ﻻ‌ يسألِ اللهَ يغضبُ عليه، والسائلُ عادةً يكونُ راجيًا مطالبَ أن يُعطى؛ فمنْ لم يرج اللهَ يغضب عليه*
"*

شموخ وايليه 03-14-2015 07:36 PM

رد: الخوف والرجاء..؟
 
جزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ,, على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان
على طرحك المحمل بنفحات ايمانيه

بسمة آمل 03-15-2015 01:18 AM

رد: الخوف والرجاء..؟
 
بارك الله فيك
وجزااك الله كل خير
تسلم الاياادي
لك كل الود والتقدير

لبنى 03-15-2015 01:19 AM

رد: الخوف والرجاء..؟
 
جزاك الله كل خير

متمرده 03-15-2015 04:21 PM

رد: الخوف والرجاء..؟
 
سلمت يدآك..على جميل طرحك وحسن ذآئقتك
يعطيك ربي ألف عافيه..بإنتظار جديدك بكل شوق.

رحيق 03-15-2015 09:38 PM

رد: الخوف والرجاء..؟
 
ربي يعطيك العافية
ويجزاك كل خير

ڤَيوُلـآ 03-15-2015 11:55 PM

رد: الخوف والرجاء..؟
 
جَزَاك الْلَّه خَيْر الْجَزَاء
وَجَعَل مَا كُتِب فِي مَوَازِيّن حَسنَاتك
وَرَفَع الْلَّه قَدْرَك
فِـي الْدُنَيــا وَالْآخــــــرَّة
وَأَجْزَل لَك الْعَـــــــطـاء
وَدُي قبَلْ رَديُ

طيف الامل 03-16-2015 11:44 AM

رد: الخوف والرجاء..؟
 
جزاك الله كل خير وجعله فى ميزان
حسناتك يوم القيامه تسلم
الايادى وبارك الله فيك
دمت بحفظ الرحمن ....
http://4.bp.blogspot.com/-BkUyfn04VA...A/s1600/04.gif

القيصر 03-16-2015 01:27 PM

رد: الخوف والرجاء..؟
 
جزاك الله خير على الطرح
بارك الله فيك

دام عطائك

آلريم 03-16-2015 09:52 PM

رد: الخوف والرجاء..؟
 
جَملْ الله قَلبكْ بِنوٌرْ الَإيمَآنْ..وُمتعكْ بِروٌعةُ الجِنَآنْ
وُكتبَ لَك الَأجرْ وٌالثوُآبْ
لَكِ جَزيِلْ الشُكرْ وٌخَآلصْ الدُعَآءْ بِ التوُفيِقْ
وُجعلك الله كَمَآ تُحبْ وٌترضَىَ وٌكُتِبَ لَك الرِضىَ
[ حَمَآك ربي:~


الساعة الآن 01:43 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.

Security team

mamnoa 4.0 by DAHOM